15 يناير 2024

100 يوم.. والله غالبٌ على أمره

100 يوم.. والله غالبٌ على أمره
  • 100 يوم، وماكينة الإبادة الإسرائيلية تحصد أرواح أهلنا في قطاع غزة، أمام عالم قرّر ألا يرى، وألا يسمع، وألا يتكلم. 100 يوم على مجازر الاحتلال العطشى للدم، قتلت حتى الآن 23.968 شهيداً، في أكبر إبادة في التاريخ الحديث طالت هذا العدد المهول من الحيوات والأحلام والأجيال. وهي إبادة بالشراكة: صواريخ أميركية، وموافقة أوروبية، وتخاذل عربي وإسلامي. 

 

  • 100 يوم، وأكثر من  1.8 مليون من أهلنا في قطاع غزة بعيدون عن أسقف منازلهم ودفء جدرانها، نازحين في العراء والخيام الباردة، وغرف مدارس اللجوء المكتظة بالآلاف، يعانون نقص الدواء والغذاء، وانتشار الأمراض المعدية. ورغم ذلك كله، 100 يوم على صمودهم وثباتهم، 100 يوم على رفضهم كل مخططات التهجير من القطاع، 100 يوم وأهل القطاع يجودون باحتضان مقاومتهم والتفافهم حولها. 

 

  • 100 يوم، وما زالت المقاومة تخوض في الميدان المعارك الضارية بمقاتليها الأوفياء، الذين بعتادهم البسيط يواجهون قوات الاحتلال وترسانتهم العسكرية والمتطورة. 100 يوم، لم يكل فيها المجاهدون لحظة ولم ييأسوا، مقبلين بفعلهم المقاوم، ومفاجأتهم اليومية. ففي اليوم المئة، قصفت كتائب القسام مدينة أسدود المحتلة، واستهدفت حشودات جيش الاحتلال في خانيونس والبريج. كما قصفت سرايا القدس تجمعات جيش الاحتلال في موقع "كوسوفيم" ومنطقة المصدر. ونفذت عملية ثالثة مع كتائب الأقصى - لواء العامودي بقصف حشودات جيش الاحتلال في خانيونس. 

 

  • 100 يوم، والمقاومة تخاطب شعبها وحاضنتها، فلا تخلو ساعة من إرسالها خبراً على قنواتها على "تليغرام" عن معاركها في الميدان، ولا يخلو يوماً من إرسالها المقاطع المصورة للعمليات التي تخوضها. خلية نحل مقاتلة، فمنها من يضرب الصاروخ، ومنها من يشتبك، ومنها من يرصد، ومنها من يمنتج، ومنها من يكتب. وها هو يطل علينا أبو عبيدة في خطاب ثابت كأن لا خذلان ضرّه، لينقل لنا الحصيلة: "كبدنا العدو وما زلنا نكبده خسائر باهظة.. استهدفنا وأخرجنا 1000 آلية عسكرية إسرائيلية خلال 100 يوم".  

 

  • 100 يوم، ومصر تحاصر قطاع غزة بإغلاق معبر رفح، وتمنع مئات الشاحنات المحملة بآلاف أطنان المساعدات الطارئة من أغذية وأدوية من العبور والوصول إلى أطفال القطاع الجياع. وفي اليوم المئة، لا يُصدر النظام المصري إلا تبريراً لجريمته، هذه المرة بأن المعبر غير مخصص لدخول البضائع وإنما لدخول الأفراد فقط. وأمام هذه الكذبة الكبيرة، يعترف أنه استقبل 1210 مريضاً ومصاباً، إلا أنه يوجد نحو 6000 مصاب بحاجة لخروج عاجل وفوري من قطاع غزة وإنقاذ حياتهم، وما زال النظام المصري يماطل بالسماح لهم الخروج. 

 

  • 100 يوم، وما زالت الضفة تستنهض نفسها وتشهد استمراراً في حالة المقاومة والاشتباك، كما تشهد أيضاً انتقالاً مستمراً من جغرافية إلى أخرى، وقد قدمت حتى الآن 350 شهيداً. وفي تصعيد جديد، شهدت الخليل العملية الثانية خلال 24 ساعة الأخيرة، بعد محاولة الشابين جبارين؛ أحمد موسى وجلال عيسى، التسلل إلى مستوطنة "ميتساد" قرب بلدة سعير، وتنفيذ عملية فيها، قبل أن يرتقيا شهيدين. وفي أريحا، ارتقى الفتى لؤي الصافي شهيداً خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في مخيم عين السلطان.