رسالة إلى جنرالٍ مُتعب
وصلتني رسالتك أيها الصديق، ودعني أقدمك للقرّاء باسم الجنرال المُتعب. وصلتني رسالتك المليئة بالأسئلة عن المعنى خلف السابع من أكتوبر، وهي أسئلة تشتد وخزاً بالرأس كلما زادت معاناة أهلنا وازداد معها عجزنا.
وليكن واضحاً عندك أيها القارئ المتربّص، أن صديقنا لم يتعبه الوهن الذي يصيب الناس عادةً من حب الدنيا وكراهية الموت، أبداً، بل لطالما كان آخذاً بعنان الخطر يسوقه تجاه كل هيعة وفزعة، يبتغي الموت مظانه1وجاء في الحديث النبويّ الشريف: "خيرُ مَعايشِ النَّاسِ لَهُم، رجلٌ مُمسِكٌ بعَنانِ فرسِهِ في سبيلِ اللَّهِ، ويَطيرُ على مَتنِهِ، كلَّما سمعَ هيعةً أو فزعةً، طارَ عليهِ إليها، يَبتغي الموتَ أوِ القتلَ مظانَّهُ…".. وأنّه وإن كان بعيداً اليوم عن كل ميادين النزال، فإن روحه مازالت محاربة تنتظر يوم يؤذن لها لتغادر محدودية الطين التي حبست فيه.