13 فبراير 2024

سجن الضفّة المركزيّ، فرع الخليل

سجن الضفّة المركزيّ، فرع الخليل

ما أن يحلّ مساء يوم الخميس، معلناً نهاية الأسبوع وبداية العطلة الأسبوعيّة، حتى يشدّ الموظفون في رام الله (عاصمة الوظيفة)، الرحال عائدين لحضن الأهل ومختلف مدنهم وقراهم، في شمال الضفّة وجنوبها. عندها تبدأ الأسئلة: "في مستوطنين بالطريق؟ حوّارة مسكرة؟ "الكونتينر" فاتح؟ في أزمة؟ هل هناك طريق بديلة؟ طيب هل الطريق سالكة؟" وغيرها من الأسئلة. 

في مطلع العام 2023، رصدَ مكتب هيئة الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية - أوتشا (565) عائقأ أمام حركة الفلسطينيين وتنقلهم في الضفّة الغربيّة، منها (49) حاجزاً عسكريّاً يتواجد عليه جنود جيش الاحتلال وأو موظفو الشركات الإسرائيلية الأمنيّة بشكلٍ دائم، و(139) عائقاً أو حاجزاً يتواجدون عليه بشكلٍ متفرقٍ وجزئيّ. هذا وتصل الطرق المغلقة بالسواتر الترابيّة أو البوابات إلى (304) طريق. ويخسر الفلسطينيون بسبب ذلك سنويّاً 60 ساعة عمل. 

أما بعد معركة "طوفان الأقصى"، وفي محاولة لمنع تمدده في أرجاء الضفّة، نشر الاحتلال المزيد من الحواجز والعوائق، وأغلق عشرات البوابات، ووضع المكعبات الإسمنتية على مداخل مئات القرى والمدن، حتى أصبح الوصول إلى قريةٍ أو مدينةٍ ما منوطاً بشكلٍ تلقائي بالسؤال الأساسي: في طريق؟ بنقدر نوصل؟ 

لا توجد حتى اللحظة إحصائية دقيقة بشأن تلك الزيادة، لكن يوميات المسافرين على طرق الضفّة المقطعة الأوصال يشهدون بذلك. ويبدو ذلك واضحاً من الاهتمام المتصاعد لدى الناس وسائقي مركبات العموميّ بمتابعة فقرة أخبار الطرق عبر الإذاعات المحليّة. بل إنّ بعض وسائل الإعلام المحليّة افتتحت مجموعات "واتس آب" تُطلع منتسبيها على أخبار الطرق، ويتناقش الناس فيما بينهم من خلالها البدائل والطرق الفرعيّة.

وفي الخليل، حيث تقع الحواجز في قلب المدينة، لا على مداخلها فقط، حالةٌ أشد قتامةً، لا تتعلق بإعاقة الحقّ في الحركة فحسب، إنّما ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسياسات التهجير والاستيطان الإسرائيليّة. منذ مجزرة الحرم عام 1994، وتقسيم المسجد الإبراهيميّ وإغلاق البلدة القديمة إبان توقيع اتفاقية الخليل عام 1997، زرع الاحتلال في قلب البلدة (77) عائقاً بينها (28) حاجزاً يتمركز عليها الجنود بشكلٍ دائم، وبات الدخول لتلك المناطق مُحرّم على الفلسطيني غير المقيم هناك، وبعض المناطق يُمنع دخولها بالسيارات، والتشديد والتنكيل والاعتداءات من المستوطنين وجيش الاحتلال لتهجيرِهم. 

لكم أن تتخيلوا هذا التضييق كم تكثّف وتصاعد بعد الطوفان! هنا نأخذكم جولة على أحد فروع سجن الضفّة المركزيّ: الخليل.

عالم ما وراء "الكونتينر"

في الطريق إلى الخليل من وسط الضفّة، لا تتوقف الهواتف في سيارة النقل العموميّ عن الرنين للسؤال عن الطرق والاطمئنان على الأولاد والبنات. واحدة من أبرز محطات هذا الطريق هي حاجز "الكونتينر"؛ الذي هو بمثابة بوابة الجنوب، يقطع شمالَ الضفّة ووسطها عن جنوبها، وتعبُرُه حوالي 22 ألف سيارة يوميّاً. حوّله الاحتلال إلى ساحةِ تنكيلٍ وإعاقةٍ لحركة المركبات والركّاب مما جعل محيطه يشهد في الغالب أزمةَ سيرٍ كثيفة، تمتد في بعض الأحيان لتصل العيزرية والسواحرة القريبتين. 

ما إن تنجح في عبور الحاجز ثمّ واد النار، فإنك ستجد السواتر الترابيّة قد أغلقت مدخلَ الطريق الالتفافي المؤدّي إلى شارع (60)، والذي يسلكه النّاس عادةً في طريقهم إلى الخليل. وبسبب هذا الإغلاق ستجد نفسك مضطراً للدخول إلى قرى جناته، تقوع، هندازة، وسلوك طرقٍ فرعيّة بعضها شديدة الوعورة وكثيرة الحفر، يُضاف إلى خطورتها تواجد أطفال تلك المناطق في الشوارع للعب، لأنه لم يسبق لتلك المناطق أن شهدت كثافةً في مرور السيارات. وبما أن الطريق البديلة "انتعشت" بالسيارات، افتتح أهالي تلك المناطق أكشاكاً لبيع القهوة والماء علهم يجابهون هذا الظرف الاقتصاديّ الصعب.

والآن، على أعتاب مدينة الخليل، فإنّ المدخل الوحيد المتاح هو المدخل الشماليّ (رأس الجورة). وهو أيضاً ليس مدخلاً سهلاً، إذ يتواجد عليه جنود الاحتلال بشكلٍ مستمرٍ وقد نصبوا بوابةً حديديّةً ومكعباتٍ إسمنتيةً وغرفاً للجنود. يتحكم بعملية مرور الناس مزاجُ الجنود، الذي يتغيّر بين الحين والآخر، مما يتسبّب بأزمةٍ سير خانقة في شوارع المدينة، التي تعاني أصلاً من أزمة سير كثيفة منذ زمن.

جيش الاحتلال يفتح مدخل مدينة الخليل بعد أسبوعين من إغلاقه في شهر تشرين أول\ أكتوبر 2023. (تصوير: مؤيد طنينة)

خذوا نفساً عميقاً فما زال أمامنا تحدٍّ آخر، بعد المرور من حاجز المدخل الشمالي، وتحت قوس مدخل المدينة، الذي بنته البلدية على أعتاب المدينة، أقام الاحتلال حاجزاً آخر، وضع مكعبات إسمنتية وغرفة للجنود، لا يتوجدون فيها بشكلٍ منتظم، لكنهم عند تواجدهم يدققون في هويات الناس ويفتشونهم وأحياناً يعتقلون بعض الشبان.  

إطالة زمن الوصول من رام الله إلى الخليل، وسلوك طرق فرعيّة معقدة، دفع سائقي مركبات العمومي لرفع الأجرة بمقدار عشرة شواكل، لتصبح (40) شيكلاً بعد أن كانت (30). دراسة سابقة لمعهد أريج أشارت أنه في عام 2021 استهلك الفلسطينيون وقوداً تُقدّر كميته بحوالي 80 مليون لتر تصل تكلفتها إلى 135 مليون دولار أميركي (491 مليون شيكل) بسبب الحواجز. من المؤكد بأنّ الكمية تضاعفت مع تضاعف وتكثيف الحواجز والبوابات مؤخراً.

وبحسب ما أفاد مدير مديرية وزارة الاقتصاد في المدينة للوكالة الرسمية، فإن مدينة الخليل تكبدت خسائر بملايين الشواقل منذ إندلاع الحرب نتيجة سياسات الإغلاق التي ينتهجها الاحتلال.

قوس مدخل مدينة الخليل بعد أن أغلقته قوات الاحتلال بالمكعبات الإسمنتية، مساء 13 تشرين الأول/أكتوبر 2023. (مواقع التواصل الاجتماعي)

"إذا بتفتح الباب بتنطخ"

وصلنا إلى الخليل، لكن لم تنتهِ رحلة الحواجز. في قلب الخليل بلدتها القديمة، والتي تعاني في "الأوقات العادية" حصاراً، فإنّها تواجه منذ بداية الطوفان حصاراً أشدّ وقعاً. لجنة إعمار الخليل، عبر صفحتها على "فيسبوك"، تقول إنّه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، فرضت قواتُ الاحتلال حظرَ تجوّل، وقيّدت الدخول والخروج بجدولٍ زمنيّ على عدة مناطق بالبلدة القديمة منها شارع الشهداء، وتل ارميدة، والسهلة، ومحيط المسجد الإبراهيمي، وحارة جابر وواد الحصين. 

شادي المحتسب (40 عاماً) الذي يسكن منطقة السهلة يقول عن الأيام الأولى بعد انطلاق المعركة: "عشنا الانتفاضة الأولى والثانية، زي هيك ما شوفنا، إذا بتفتح الباب بتنطخ، إحنا وضعنا أسوأ من الأسرى، على الأقل الأسرى عندهم فورة إحنا ما كنا نطلع فورة، حتى الزبالة تراكمت جوا البيت، كنا نخاف نفتح الباب نطلع نكبها". 

يضيف المحتسب: "أول شهرين بعد الحرب كان يسمحوا لنا بالخروج من بيوتنا ثلاثة أيام في الأسبوع، يفتح الحاجز صباحاً للمغادرة من الساعة السابعة والنصف حتى الثامنة، والعودة مساءً الخامسة عصراً. في حال وصلت بعد هيك، بدك تنتظر لليوم التالي". وأضاف المحتسب أنه يمنع دخول أي شخص ليس من المنطقة، لأن الجنود لديهم كشف بأسماء السكان. أما  الجمعة والسبت يمنع الدخول والخروج من باب البيت بتاتاً. 

"بعد شهرين، زادوا عدد الأيام، صارت خمسة أيام بدل ثلاثة، والساعات صارت لحد الساعة 7، بس لحتى الآن ممنوع دخول حدا من برا المنطقة، ممنوع يزورنا حدا". بحسب ما يفيد المحتسب عن الإجراءات "المخففة" من الاحتلال. ويضيف المحتسب أنّهم يراقبون دوماً حركة الجيش والمستوطنين :"أخوي بضل سهران طول الليل". 

خريطة توضيح توزيع الحواجز العسكرية التي ينشرها جيش الاحتلال في البلدة القديمة بمدينة الخليل. (المصدر: لجنة إعمار الخليل)
خريطة توضيح توزيع الحواجز العسكرية التي ينشرها جيش الاحتلال في البلدة القديمة بمدينة الخليل. (المصدر: لجنة إعمار الخليل)

الناشط الحقوقي عيسى عمرو يلفت الانتباه إلى أنّ أهالي مناطق (البركة، حارة السلايمة، واد الحصين، واد الغروس، حارة غيث، شارع عثمان بن عفان) في البلدة القديمة يحتاجون إلى "تنسيق مضني وغير مجدي" للحصول على احتياجاتهم الأساسية، مثل صيانة أجهزتهم المنزليّة أو شراء الأثاث والأدوات المنزلية، بالإضافة إلى خدمة الإسعاف التي تحتاج لتنسيقٍ يستغرق ساعات طويلة.

يضيف عمرو أنه إلى الآن سُمح للمواطنين العبور عن طريق خمسة حواجز وهي (تل ارميدة، شارع الشهداء، أبو الريش، حارة السلايمة وحارة الجعبري) من أصل 22 حاجزاً. أما مناطق محيط المسجد الإبراهيمي فما زال الدخول والخروج وفق جدولٍ زمنيّ.

وكان عمرو وهو مؤسس تجمع "شباب ضدّ الاستيطان" في تل ارميدة، قد تعرّض للضرب والاحتجاز لمدة عشر ساعات في السابع من أكتوبر. ومنع من ممارسة أي نشاط أو زيارة لصحافيين أو دبلوماسيين أو حقوقيين للمنطقة. 

الإغلاق فرصةً للتهجير

وفي تل ارميدة، وفيما يبدو فرصةً سانحةً للانقضاض على الناس أكثر فأكثر، تعرّض ياسر أبو مرخية لمحاولة حرق منزله من قبل المستوطنين بحماية من جيش الاحتلال. وفي التفاصيل أن المستوطنين تواجدوا أمام منزله حوالي السادسة والنصف صباحاً، وربطوا القضبان الحديدية لأحد نوافذ منزله بسيارة دفعٍ رباعيّ بهدف خلعها، بينما كان آخرون منهم يُحيطون المنزل ويحملون زجاجاتٍ حارقة.

يُضيف أبو مرخية: "في 3 نقاط للجيش في محيط منزلي، الجندي وصل ووضع سلاحه في وجهي بدل ما أن يأمر المستوطنين بالابتعاد عن المنزل، بعد أن صرخت بوجهه عاد وأبعد المستوطنين". تواصل أبو مرخية مع لجنة إعمار الخليل لإصلاح الشباك، لحماية منزل العائلة الذي يحوي أطفال إلا أنه "تم الرفض بحجة عدم وجود ميزانية أو بأنهم ممنوعين من دخول المنطقة".

تخشى العائلات أن يؤدي هذا الحال إلى تهجير المنطقة. يشرح أبو مرخية: "إحنا في المنطقة 137 عائلة، من أول الحرب طلعوا تقريباً 80 عائلة، لم أكن أريد الحديث عن أمر الحريق كي لا أبثّ الرعب بين الناس".

بالبوابات الحديدية جيش الاحتلال يغلق المنطقة الصناعية في سدة الفحص في الخليل، إحدى المداخل الجنوبية للمدينة. (تصوير:مؤيد طنينة)

ويضيف: "حكو معي أخوتي عشان خايفين علينا وعلى إمي، عشانها مريضة وخايفين يصير فيها إشي والإسعاف ما يقدر يفوت على المنطقة". "لسا ما قررت شو بدي أعمل، بس استأجرت بيت خارج المنطقة، في الجلدة (منطقة بالقرب من البلدة القديمة)". صمت قليلاً ثم قال أبو مرخية بصوتٍ خافت: "بديش أحرم أولادي من الحياة".

وكان مسحاً للوحدات السكانية في منطقة البلدة القديمة من الخليل (المصنّفة H2) أجرته أوتشا عام 2015 بيّن وجود (1079) بناية فارغة، من أصل (3369) بناية أجري عليها المسح، وهو ما يعكس آثر سياسة الإغلاق والتهجير الإسرائيليّة والتي تخلق شيئاً فشيئاً ما يشبه "مدينة الأشباح" في تلك المناطق.

"اللي بطلع برجعش؟!"

ولفت عمرو إلى ضرورة الانتباه إلى "سابقة من نوعها" كما يصفها. "تم إرجاع العائلات ومنعها من دخول المنطقة، لأنهم خرجوا من بيوتهم، ولم يعودوا للمنطقة خلال أربع شهور، يفحص الجنود على الحاجز كم مرة دخلت وطلعت، وعلى أساس هيك بقرروا إنك تفوت أو لأ. وفي عائلات تم إرجاعها عن الحاجز بالتالي منعهم من العودة لبيوتهم في تل ارميدة وشارع الشهداء". يخبرنا أبو مرخية ذات الأمر: "مرتي بتتحركش كتير برا المنطقة، بنخاف يمنعوها ترجع على البيت". وهو ما يجعل الأمر خطيراً بحسب وصف كلاهما. ووفقاً لمنظمة "بتسيلم" الإسرائيلية، أن "الأمن" ذريعة يستخدمها الاحتلال لترحيل سكان منطقة H2 من بيوتهم قسرياً.

جيش الاحتلال يغلق مدخل واد السمن بالمكعبات  الإسمنتية والحجارة منذ 7 تشرين أول\ أكتوبر 2023. (تصوير: مؤيد طنينة)
جيش الاحتلال يغلق مدخل واد السمن بالمكعبات الإسمنتية والحجارة منذ 7 تشرين أول\ أكتوبر 2023. (تصوير: مؤيد طنينة)

ما يستخلص من حديثنا لأهالي المناطق المغلقة والمحاصرة، لا يخفى شعورهم بالوحدة، وأنهم تركوا يصارعون المستوطنين المسلحين يملأ "الثأر" قلوبهم، وجيش متخبط ويده على الزناد بعدما انتهكت كرامته في غزة. 

وكان عمرو بنشر مناشدةً عبر حسابه على "فيسبوك" دعا فيها رجال الأعمال والشركات في المدينة والجهات المعنية كذلك، إلى تبني ورعاية العائلات التي فُرض عليها إغلاق وحظر تجوال، وتعاني من اعتداءات المستوطنين والجيش، لتثبيتهم في المنطقة ودعم صمودهم. إلا أنها لم تلقى صدى، وفق ما أكده عمرو. وأشار المحتسب وأبو مرخية إلى من صعوبة الوضع الاقتصادي بعد تعطل أشغالهم منذ اندلاع الحرب.

"الكفّ" الذي قد يفتح في الضفّة أفقاً

يُجمع الفلسطينيون عند مرورهم بحاجز عسكري على مقولة "بتاكلوا قتل في غزة وبتيجوا هون بتفشوا غلكم فينا". وكان الاحتلال قد أعدم الشاب محمد صايل الجندي في 28 كانون الأول/ ديسمبر 2023، الذي كان برفقة زوجته، بعد اقترابه من البوابة المغلقة لبلدة بيت جالا غرب بيت لحم، وتركه الجنود ينزف حتى فارق الحياة. 

استنفار وسادية الجنود على الحواجز حولها إلى ساحة إعدام ومركز تحقيق ميداني، يعتقل مئات الشبان بعد فحص هوياتهم وهواتفهم، ويحول بعضهم للاعتقال الإداري، بتهم "التحريض" أو احتجزهم في الغرف الموجودة في الحواجز لساعات وضربهم. لذا يسعى الفلسطيني لتجنب ذلك بحذفه التطبيقات والصور ومقاطع الفيديو التي تدعم وتساند المقاومة الفلسطينية. كل هذا الحرص والحذر لم يسعف الشاب محمد عنساوي الذي ضرب وألقي على قارعة الطريق بالقرب من عبلين في رام الله وذلك بعد احتجازه بحجة عدم وجود تطبيق "تلغرام" على هاتفه.

إنّ الحال الذي تعيشه الضفّة من زيادةٍ في الحواجز والاغلاقات بين مدن ومحافظات الضفّة، بمثابة "كفٍّ" صفع الفلسطينيّين ليُفيقهم من وهم "الاستقرار"، يُذكّرهم بحقيقة "جزر أوسلو" وأنّه لا حياة طبيعيّة مع الاحتلال، ولم يعاد هناك "جزرة" يمكنه استغلالها، بل عليه الاستعداد لمجابهة "العصا" قبل أن تقضي عليه نهائياً.