22 يناير 2024

اليوم 100+8: أبو ظبي ممراً برياً لبضائع الاحتلال بينما يموت الغزي جوعاً

اليوم 100+8: أبو ظبي ممراً برياً لبضائع الاحتلال بينما يموت الغزي جوعاً
  • بينما يتحدث الاحتلال الإسرائيلي عن انتقاله إلى "المرحلة الثالثة" من الحرب البرية، والتي يدعي فيها انتقاله إلى "الاستهداف المركز"، ارتكب اليوم في سكان القطاع 20 مجزرة، استُشهد فيها 190 وأصيب 340، وهو ما يشكل ارتفاعا في الأعداد مقارنة مع الأيام الماضية.

 

  • خلال 23 سنة، من عام 2000 وحتى عام 2023 (قبل "طوفان الأقصى")، قتلت "إسرائيل" 11.299 فلسطينيّاً. لكنها، وفي أقل من أربعة أشهر فقط، قتلت 25.295 ساكناً من غزّة، دون احتساب من هم تحت الأنقاض. 

 

  • ينفذ الاحتلال، ومن ورائه المنظمات الأممية ومصر، حرب تجويع على الناس في شمال القطاع. الناس حرفياً لا تجد شيئاً لتأكله، هذا مستوى آخر من حرب الإبادة الجماعية، وقد شهد الناس شتى صنوف القتل: بالقصف وبالجرح وبالمرض وبالرصاص وبالقهر!! ثمّ تخرج الـ"أوتشا"، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لتقول أن "إسرائيل" منعت 3 من أصل 4 بعثات إنسانية متجهة للشمال. 

 

  • لا يستطيع العرب والمسلمون إنقاذ غزّة بحفنة من غذاء ودواء، لكنهم يستطيعون إنقاذ "إسرائيل" بالبضائع. فبعد أن أغلقت اليمن البحر الأحمر على دولة الاحتلال، ها هي تستعين كما صرحت وزيرة النقل الإسرائيلية، بأبو ظبي، لتشكل لها ممراً برياً آمناً لنقل بضائعها، مما سيختصر الوقت بـ12 يوماً.

 

  • عنوان الاحتلال الأبرز اليوم: خانيونس. يكثّف فيها غاراته، شهادات الناس أن القصف الجوي لم يتوقف، استهدف الاحتلال 30 ألف نازح في 5 مراكز إيواء. الوضع الصحّي "كارثي ولا يوصف"، على حد تعبير وزارة الصحة. الجرحى يفترشون الأرض في "مجمع ناصر الطبي"، والنازحون بأعداد كبيرة داخله، 40 سريراً فقط هي ما يتوفر في العناية المكثفة، وما يصل من إعانات لا يغطي 3% من الاحتياج. 

 

  • كذلك، فإن أصوات الاشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة لا تتوقف في خانيونس. يضع الاحتلال ثقله العسكري فيها، يسحب لواء "كافير" من القطاع ليستبدلها بقوات أخرى في خانيونس. لا توفر المقاومة استهداف الآليات والجنود بالقذائف المختلفة، وهناك بمجرد توحد الهدف في مصارعة العدو تتجلى "الوحدة الوطنية" بين القسام والسرايا، بدون مؤتمرات أو لقاءات على طاولات مستديرة. 

 

  • نفذت سرايا القدس ما وصفته بـ "عملية استحكام" ضد تجمعات للجنود والآليات الإسرائيلية في خانيونس. بدأت القصة من سيطرتها على طائرة استطلاع من نوع "AUTEL EVO MAX 4T"، والتي تستخدم في إنشاء مسارات طيران ثلاثية الأبعاد، ومزودة بمكتشف ليزر لتحديد الإحداثيات بدقة عالية، وبكاميرا تصوير حرارية عالية الدقة، مع احتوائها على جهاز "جي بي أس". ومن هذه الطائرات، حصّلت السرايا معلومات هامة حول تمركزات الجيش الإسرائيلي، وبناء على ذلك قامت بمجموعة من الاستهدافات لها.

 

  • حصيلة خانيونس للجيش الإسرائيلي، بحسب ما يعلن عنه، مقتل 3 ضبّاط وإصابة 3 جنود آخرين بجراح خطيرة. كما أصيب 13 في معارك القطاع خلال الـ24 ساعة الأخيرة. ومنذ 7 أكتوبر، وخلال القتال في غزة وعلى الحدود الشمالية، نقل إلى المستشفيات 13.572 إسرائيلياً. 

 

  • أما سرايا القدس فرع طولكرم، فقد نشرت مشاهد من تفجير مجاهدي الكتيبة في وحدة الهندسة لعبوة "المحمود 7"، في جرافة عسكرية إسرائيلية من نوع D9، وذلك كما قالوا "في محور حي المنشية بمخيم نور شمس"، مما أدى إلى إصابة من بداخلها. ومما هو لافت في مثل هذه المقاطع التي يحرص مقاتلو الكتيبة في الضفة على نشرها، هو تشابه اللغة والعناصر المستخدمة في الفيديو مع تلك التي ينتجها "الإعلام العسكري" و"الإعلام الحربي" للمقاومة في غزة، وما لهذه التغذية البصرية من أهمية في تطوير العلاقة بين المقاومين وحاضنتهم الشعبية، إذ ترى الحاضنة أثر صمودها عياناً.

 

  • مما أصبح ملاحظا، هو إغراق المشهد بالتصريحات والخطط. لا يمر يوم بدون مقترح هنا أو آخر هناك، ثم تجد دولاً عديدة في الإعلان (خطة أميركية مصرية قطرية لإنهاء الحرب) لتشعر كما لو أننا على وشك إنهاء الحرب فعلاً. وبعيداً عن التفاصيل، فإن من آثار هذه الإعلانات هو الاستنزاف والتخدير لغضب الناس، هذا من جهتنا. أما من جهة المجتمع الإسرائيلي، فإن حكومته تسعى لتسكين أهالي الأسرى الغاضبين، لإشعارهم بأن حكومتهم تعمل على تحرير أبنائهم بالتوازي: بالقوة العسكرية وبالمفاوضات، وهذا الجمع بين هدف "القضاء على حماس" و"استعادة الأسرى" بات مشكوك فيه داخلياً.