15 يناير 2024

اليوم 100+1: فرقة أخرى تنسحب من غزة

اليوم 100+1: فرقة أخرى تنسحب من غزة
  • يحوّل الاحتلال الإسرائيلي الشهداء والجرحى إلى خبرٍ يوميّ و"عاديّ" في حياتنا، إذ ما الجديد؟ 12 مجزرة! ارتقى فيها 135 شهيداً، و252 جريحاً! يحصل ذلك كلّ يوم! ويحوّل ما يُطلق عليها مجازاً؛ "حياة" أهلنا في القطاع، إلى حدث يوميّ عابر في حياتنا، إذ ما الجديد؟ أمراض وجوع وخوف وفقر! 50 ألف حاملٍ لا تجد ما تُطعم به نفسها حتى تُطعم الروح التي في داخلها! هذه "ما الجديد؟" هي ما يريدها الاحتلال منّا، يُريد أن يحوّل موت أهلنا إلى "ترند" للتفاعل، فلا نتحفّز إلا للجديد! لا تعتاد الأرقام، لا تعتاد التكرار، فالموت مكرّر عند أهلنا، هو نفسه نفسه كلّ يوم…

 

  • يوماً بعد يوم، تزداد حدّة الخلافات في "مجلس الحرب" الإسرائيلي، بشكل أساسيّ حول أسراهم الذين في غزّة. يرى نتنياهو وغالانت أن استمرار الحرب وتكثيفها هو ما يُعيد الأسرى، فيما يرى غانتس (الذي شارك البارحة بمظاهرة تطالب بالتحرير الفوري للأسرى) وايزنكوت أن ثمة طرق أخرى "إبداعية" يجب أن تتبع لتحرير الأسرى. تستثمر حماس لإنهاء العدوان في هذه الخلافات وفي ضغط أهالي الأسرى الإسرائيليين على حكومتهم، فنشرت البارحة إعلاناً تتساءل فيه عن مصير 3 أسرى، أتبعته اليوم بثاني يخيّر بين موتهم أو حياتهم أو موت بعضهم ونجاة آخر، حتى اختتمته بثالث يؤكد موت اثنين بقصف الجيش الإسرائيلي ونجاة واحدة.  

 

  • لا يقصف الاحتلال أسراه فقط، بل جنوده أيضاً. مجنّد إسرائيلي دخل غزّة للقتال، وعند عودته للسياج الأمني (لم يقول الخبر لماذا عاد!) اشتبه "الذكاء الاصطناعيّ" أنه فلسطينيّ، فأردته المسيّرة قتيلاً. 

 

  • يركّز جيش الاحتلال عمليّاته البريّة في وسط القطاع وجنوبها في خانيونس، دون أن يغادر الشمال. ودون أن يعلن عن دخوله فيما يسمونه "المرحلة الثالثة"، يسحب فرقاً كاملة، حتى بقيت 3 فرقٍ من الجيش في القطاع. سحب اليوم فرقة كاملة (الفرقة 36) شاركت في القتال في الرمال والزيتون والشجاعية والنصيرات والبريج والشيخ عجلين، وتضمّ ألوية: "غولاني" و"السادس" و"السابع" و"188" وسلاح الهندسة. كذلك، سحب نهاية الأسبوع الماضي جنود وحدة "دوفدوفان" من القطاع إلى الضفة، بسبب تصاعد العمليّات فيها واستباقاً لانفجار تُشير تقديرات "الشاباك" أنه قادم. 

 

  • وفي الضفّة الغربيّة: 3 شهداء اليوم في الخليل وطولكرم، ونحو 15 إصابة، واعتقالات طالت 55 شخصاً (بينهم 25 طالباً اعتقلوا من داخل جامعة النجاح)، و3 عمليّات في الخليل خلال 67 ساعة فقط. هذه المدينة التي ظنّ الاحتلال أنّه أحكم سيطرته عليها، خرج منها شابين اليوم نحو عاصمة الكيان تل أبيب، مخترقين حواجزه الأمنية، ليُنفّذا قبل اعتقالهما عمليات طعن ودهس من 3 سيّارات إسرائيلية في 3 مواقع مختلفة، فقتلا إسرائيلية وجرحا نحو 20 آخرين. 

 

  • العالم يجلس على صفيحٍ ساخنٍ جداً. وزير الدفاع البريطاني مثلاً، يقول: إنّ العالم يشهد تزايداً غير مسبوق في النزاعات المسلحة منذ الحرب العالمية الثانية، وإنه للمرّة الأولى يصل إنفاق بلاده الدفاعي إلى 50 مليار دولار، وإن نشر قوّاتهم ضمن "الناتو" هو الأكبر منذ 40 عاماً، وأنّ جزء من ذلك بسبب تهديد 90% من حركة التجارة البحريّة. هذا التحفّز والشعور بأنّ خطراً ما آتٍ عند هذه الأنظمة الاستعماريّة، يُهدّد مصالحها في المنطقة، هو بعض خيرات "طوفان الأقصى".