حينما رأيتُ غلافَ كتاب "مذكرات يهودي مصري" (2023) لألبير آريِّه، بدأتُ مباشرةً في القراءة متوجّساً؛ هذه عادتي في مطالعة المذكرات، فأنا في ضيافة الكاتب وأبحث عن حدود تجربته. واستراتيجية القراءة المتخوّفة تقوم على الحذر وعدم التسليم بكل ما يرويه سارد المذكرات، فالقارئ في جدالٍ مستمرّ مع النص يوزِنُ حقائق الأمور، ويُحاول تصغيرَ حجم "الأنا" المتضخمة لدى راوي القصة الشخصيّة.
ما شعرتُ به وأنا أسير بين محطّات آريّه، هو اتساع تجربته وتنوّعها، وقدرته على سَدّ فجواتٍ معرفيّةٍ ووقائع تاريخيّة في محطات معيَّنة من تاريخ مصر؛ حيث ولد في القاهرة عام 1930، وتُوفّي عام 2021 عن عمر يناهز 91 عاماً.
لقد أخبرَنا بالسبب الذي جعله يكتب مذكراته، فهو لم يختَر عائلته ولا بلده، ولكنّه اختار شكلَ حياته. وُلِد في عهد الملك فؤاد، وحضر عصر الملك فاروق بأكمله، وعاصر ثورة يوليو بدايةً من محمد نجيب، مروراً بعبد الناصر والسادات ومبارك، حتى ثورة 25 يناير. لذلك تضمَّنَت شهادتُه ملفاتٍ مهمَّة، منها تحولات الحركة الشيوعيّة المصريّة، وأحوال السجون المصرية التي قضى فيها أحد عشر عاماً. وتضمّنت المذكرات كذلك شهادةً فريدةً من يهوديّ مصريّ رفضَ الصهيونيّة، وظلّ في مصر ولم يهاجر إلى الأرض المحتلة للاستيطان.
فلسطين وموقفه من الصهيونيّة وتشكّل "إسرائيل" لديه كيهودي مصري، هي واحدة من ملفات هذه المذكرات، وما أودّ استعراضه في هذا المقال.
ملاحظات الرحلة الأولى
تبدأ القصة مع رحلته الأُولى إلى فلسطين في تمّوز/ يوليو 1944، عندما قرّرت عائلته السفر إليها. كانت فلسطين في ذلك الوقت تحت الاستعمار الإنجليزي، الذي يشترط للزيارة الحصول على تأشيرة من القنصلية.
سافرَت العائلةُ من مطار ألماظة على متن خطوط "مصر للطيران"، وكانت الطائرة صغيرة ذات اثني عشر مقعداً، واستغرقت الرحلة نحو ساعتين. كانت تلك هي المرة الأُولى التي يشاهد فيها ألبير مصر من أعلى، وقد شعر بالبهجة، فالسفر بالطائرة كان شيئاً جديداً عليه.
وصلَت العائلة إلى مطار اللد، ومنه أخذوا سيّارة أجرة إلى مدينة القدس، ثمّ مع الأيّام التالية وخلال الجولة السياحية بدأ يتعرّف على فلسطين. كانت الأخبار عن عمليات الاستيطان والحركة الصهيونية والصراعات الموجودة بين اليهود العرب والإنجليز المحتلّين للبلاد، قد وصلت إلى يهود مصر، الذين سمعوا عن العمل الزراعي المتطوّر عند اليهود في "كيبوتساتهم" (المستوطنات).
وعلى الرغم من جوّ الإرهاب المنتشر، يقول ألبير إنّه لم يشعر في القدس بالعداء بين اليهود والعرب، وإنّ العداء في تلك الفترة كان أساساً بين الإنجليز والتنظيمات الصهيونيّة الإرهابيّة، مثل: عصابة "شتيرن" وعصابة "الأرجون". كلتا العصابتين نفّذتا عمليات تخريب وقتل للإنجليز. ويوضح ألبير أنّ زعماء هذه الجماعات كانوا معروفين في المسرح السياسيّ الصهيونيّ، مثل: مناحيم بيغين وإسحاق شامير وآخرين، والذين صار بعضهم فيما بعد قادة في "إسرائيل".
يصوّر ألبير كيف رأى المجتمع اليهودي في تلك الفترة، إذ كان منقسماً ما بين مؤيدٍ ومعارضٍ لنشاط العصابات الصهيونيّة ضدّ الإنجليز، وكانت القوّات الإنجليزيّة تنشر صوراً للمطلوبين منهم في الشوارع، وكلما ذهب ألبير وعائلته إلى مكان سمعوا عن الإعدامات التي نفّذها الإنجليز بحقهم. في الوقت نفسه، كان هناك من يتحدّث عن الاشتراكية داخل الحركات الصهيونيّة، فأصابه هذا بالارتباك.
اقرؤوا المزيد: حشو الأفواه بالرمل.. بريطانيا وتقنيّات القمع الأولى
على الرغم من أجواء الخوف والاغتيالات تلك، فإنّ ذلك لم يمنع عائلة ألبير من زيارة القدس. كان صاحب الشركة السياحية يهوديّاً، وسائق "التاكسي" الذي يعمل عنده فلسطينيّاً، والعَلاقة بينهما -كما يخبرنا- كانت جيّدة. تجوّلت العائلة في غرب المدينة، التي كانت بالنسبة إليه عبارة عن شارع واحد طويل اسمه "بن يهودا". كما تنقّلت العائلة ما بين الأحياء العربية والمدينة القديمة من دون أي مشكلة، وكانت هناك "أتوبيسات" للعرب و"أتوبيسات" لليهود.
رصد ألبير وجود كافتيريا، كان يعمل فيها "جرسونات" يرتدون بِذلاً سوداء ونظارات، وفَهِمَ أنهم من المثقفين اليهود الألمان الذين فرُّوا أثناء النازية ولم يجدوا عملاً إلا هذا، وسمع وقتها عن أنهم غير مؤهلين للانسجام مع المجتمع. ومن الأماكن التي زارها الجامعة العبرية، ومستشفى القدس "هداسا"، حيث وجَد مصريين ومسلمين يعالجون فيها. وزار أيضاً مكاتب الوكالة اليهودية، وقابَل أحد زعماء الصهيونية ويُدعى إليعازر كابلان.
وفي هذه الزيارة التي استغرقت نحو شهر، سلكت العائلة طريق ساحل البحر المتوسط، حتى وصلوا إلى الحدود مع فلسطين. وزاروا مستوطنةً صغيرة اسمها نهاريا، كان أهلها لا يتحدثون إلا الألمانية، ثم ذهبوا إلى حيفا والقدس، ثم إلى تل أبيب. كانت تل أبيب وقتها صغيرة لا يسكنها إلا اليهود فقط، وكان العرب في يافا، بعكس حيفا التي يوجد فيها يهود وعرب وإنجليز.
لقد فتحت هذه الرحلة وعي ألبير على مدارك أخرى…
لم يُعجبه "الكيبوتس"
لاحقاً، تعرّف ألبير على هانز بينكاسفلد، يهودي من أصلٍ نمساويّ ويعيش في القاهرة. اقترح هانز على ألبير "فكرة مجنونة"، وهي السفر إلى فلسطين مرة أخرى -بمفردهما هذه المرة- بهدف زيارة المستوطنات والتعرّف على ما يفعله اليهود في "الكيبوتس".
كان هانز قد تعرَّف في الإسكندرية على رجل من أولئك الذين يعتنقون الأفكار الصهيونية ويتحدثون في الوقت ذاته عن الاشتراكية، وهو آرتور شوارتز، الذي سافر لاحقاً إلى فلسطين وأقام في "الكيبوتس". فكان هدف هانز الأساسي -كما تحكي المذكرات- هو انتزاع شوارتز من هناك وإعادته إلى مصر.
تجربة سفر ألبير إلى فلسطين هذه المرة كانت فريدة من نوعها. عام 1945، ركب القطار الذي كان يقطع المسافة من محطة مصر إلى القدس في اثنتي عشرة ساعة، ويقف خلالها في القنطرة لأنها منطقة حدود تحت الحكم الإنجليزي. اتفق كلاهما على أن ينكرا معرفة بعضهما ببعض، وأن يقولا إنّ الغرض من السفر هو السياحة، إذ كان الإنجليز وقتها يشدّدون في هذه الإجراءات لأنهم غير راغبين بمهاجرين يهود جدد. توقف القطار في العريش ثم غزة. كان قطاراً بطيئاً جدّاً، وعند وصولهما إلى اللد غيَّرا القطار وركبا قطار حيفا، وعند وصولهما وجدا "لوري الكيبوتس"1أي مركبة نقل تابعة للمستوطنة الزراعية. في انتظارهما.
يقدّم ألبير شهادة عن الحياة داخل المستوطنات الزراعية فيقول: "لم أحب طريقة الحياة في الكيبوتس التي كانت عبارة عن نقاط للارتكاز يجري بها احتلال الأرض، ثم يجري تأسيس نوع من أنواع المجتمعات الزراعية العسكرية التي تدار بشكل تعاوني. وكان سكان المستعمرات من شباب اليهود الذين جرى تجنيدهم ودعوتهم للإقامة. المستعمرة كانت عبارة عن مزرعة تعاونية كبيرة، فهُم من ناحية الزراعة كانوا متقدمين بلا شك. يفترض أن يجري تقسيم كل شيء في المستعمرة، فالحياة كانت جماعية بلا خصوصية تقريباً، فكان الجميع يأكلون معاً ويرتدون نفس الملابس والنظام شبه عسكري، وكأنهم كانوا يستنسخون التجربة الزراعية السوفييتية التي استمرت حتى انهيار الاتحاد السوفييتي، وكانوا دائماً يردّدون في المستعمرات الصهيونية أنهم يقلدون النظام السوفييتي.
كانوا يعيشون في بيوت بسيطة ويعملون في جمع البرقوق... لم ننسجم معهم ولم نحبّ المكان، حتى المؤمنون من مجموعتنا بالصهيونية كرهوا المكان، وقد يرجع ذلك إلى فقر الحياة الثقافية والترفيهية، فلم يكن هناك غير مجموعة من الأغاني الحماسية لأن النظام كان شبه عسكري".
هكذا لم يتحمّل حتى المتحمّسون للصهيونية القادمون من القاهرة والإسكندرية العيش في "الكيبوتسات". لقد أخذ ألبير موقفاً من الصهيونية في هذه الرحلة، وتأكد له أن "إسرائيل" هي عبارة عن مغتصب للأرض بغرض فرض نظام عسكري.
كما يحكي عن ذهابه إلى حيفا حيث وجد متديّناً يقدّم محاضرات بالعبرية، بالرغم من أن أغلب الموجودين لا يتحدثون العبرية ويتحدثون لغات أجنبية.
يسجل ألبير شهادة عن تعلُّمه فنون القتال اليدوي، وتعلُّم أحد أنواع الضربات القاتلة. وعلى خلاف من كان يدّعي بين اليهود في مصر أن الحركة الصهيونية ليست حركة عدوانية ضد العرب، كان المدرب الذي يدربه في "الكيبوتس" يقول له: "لو هجم عليك عربي تقوم بعمل هذه الحركة".
غادر ألبير تلك المستوطنات، أما عن هانز فقد نجح في مهمته في إقناع صديقه بالرجوع إلى مصر. ترك شوارتز تلك المستوطنات والأفكار الصهيونية، وانضم إلى الأفكار الاشتراكية. ومرّةً، اقتحم هو وهانز النادي الرياضي مكابي في القاهرة، وألقى خطبة نارية ضد الصهيونية، فلم يعطوه فرصة ليكمل وطردوه بالقوة.
يهود وفلسطينيون وإخوان مسلمون
قضى ألبير 11 عاماً في السجون المصرية (1953-1964) في عهد عبد الناصر بتهمة الشيوعية، وهناك تعرّف على "خلية لافون"؛ تلك الخلية اليهودية المكلّفة إسرائيليّاً بتفجير أهداف مصرية وأميركية وبريطانية في مصر، وذلك في صيف عام 1954. إلا أنّها اكتشفت على يد السلطات المصرية قبل وقوعها، وسُميت باسم "فضيحة لافون"، نسبة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك بنحاس لافون.
يحكي ألبير أن المقبوض عليهم كانوا خمسة، ثلاثة منهم صغار في السن. وفي سجن "ليمان طره"، اجتمع الإخوان مع الشيوعيين مع اليهود المقبوض عليهم. بالنسبة إلى الإخوان، وعلى الرغم من رفضهم للصهيونية، فإنهم لم تكُن لديهم مشكلة في الاتصال بأعضاء شبكة لافون.
فيما بعد، صرَّح مهدي عاكف، الذي أصبح لاحقاً المرشد العام للإخوان المسلمين، لألبير في سجن "الواحات" (السجن الذي كانا يتعاونان داخله في العجن وصناعة الخبز) بأن أحد المحكوم عليهم، واسمه روبير داسا، قد أنقذ حياته في السجن الحربي بعد التعذيب الذي لقيه، وأن روبير هو من سقاه كوب الماء الذي أنقذ حياته. وقال له مهدي: "شوف ربنا عمل فيَّ إيه؟ بعتلي واحد يهودي ينقذ حياتي". ويحكي ألبير أنه فيما بعدُ نشر روبير مذكراته في "إسرائيل"، وحكى فيها كيف كان يساعد الإخوان المسلمين في السجن.
أحد أعضاء الشبكة الذي كان في السجن، واسمه مائير ظافرن، يصفه ألبير بأنه كان دائماً الادعاء بـ "الهبَل"، ولكنه حقيقة العقل المدبِّر في الشبكة، وأنه عندما سافر إلى "إسرائيل" بعد الإفراج عنه تحوَّل إلى رجل أعمال كبير في إفريقيا، وأنفق بسخاء على نظام موبوتو حتى يعترف بدولة "إسرائيل"، وعندما مات نُشِر نعيه وذُكِر فيه أنه كان برتبة كولونيل في الموساد.
أما الذي أثار دهشة ألبير في سجنه فهو موقف المساجين الفلسطينيين في "الليمان" من المحكوم عليهم في قضية لافون، فعندما ضرب الضابط عبد اللطيف رشدي واحداً من أعضاء الشبكة أثناء عملهم في الجبل، طلب الفلسطينيون من المعتقلين الشيوعيين أخذ موقف داعم للمعتقل اليهودي ضد ضربه.
وجاء وصف ألبير للمشهد داخل السجن شيّقاً، فالإخوان المسلمين لم تكُن لديهم عقدة من اليهود، والفلسطينيون يدافعون عن زميلهم المعتقل الصهيوني جرّاء التعذيب. يقول ألبير: "كان الموقف داخل الليمان مضحكاً وغير مفهوم، فاليهود الشيوعيون يرفضون التعامل مع اليهود الصهاينة، في حين أن الإخوان المسلمين لا يجدون مشكلات في التعامل معهم، ويريد الفلسطينيون حشد كل الشيوعيين للتضامن مع الصهاينة ضد ضرب إدارة السجن لهم. شهادة للتاريخ، فإنّ مَن طلَب من الشيوعيين أخذ موقف ضد ضرب أعضاء شبكة لافون كان حسن الجبالي، وحينما أُفرِج عنه بعد ذلك ذهب إلى غزة وانخرط في المقاومة، واغتاله عملاء الموساد في منزله في أثناء تناوله العشاء عام 1967".
لماذا هذه الشهادة؟
لقد تبنَّى ألبير موقفاً واضحاً ضد الصهيونية. فمثلاً؛ تولّى ذات مرّة مَهمّة الرد على مشروع يطالب بتأييد الهجرة اليهوديّة إلى فلسطين، كان قد تقدّم به المندوب الصهيوني، ويدعى جيرشون، لأحد مؤتمرات اتحاد الطلبة في فرنسا. كذلك، انضمّ أبير إلى جماعة يهودية لمكافحة الصهيونية في القاهرة، تشكّلت عام 1947، وعُرفت باسم "الرابطة الإسرائيلية لمكافحة الصهيونية"، بمبادرة من منظمة "إيسكرا" الشيوعية المصرية، لكن الحكومة المصرية تدّخلت بعد ذلك ومنعت نشاط الرابطة. ويستدل عبد الوهاب المسيري في موسوعته بهذا كدليل على انفصال الدين اليهودي عن الحركة الصهيونية.
إضافة إلى مشاركته في المجلس القومي للسلام بعد هزيمة عام 1967، إذ استعان به رفعت السعيد، أحد أبرز السياسيين اليساريين في مصر، لكسر الحصار الإعلامي والردّ على الرواية الإسرائيلية، إذ التقى ألبير مع الأجانب من صحفيين وسياسيين لإقناعهم بخطر "إسرائيل".
تُعتبر شهادة ألبير مهمة لأنه شخصية من قلب المجتمع اليهودي في القاهرة، وهو واحد من القلة الذين ظلوا في مصر ولم يهاجروا، الذين هُدِّدوا من قبل الأمن المصري -رغم رفضهم- بالترحيل إلى "إسرائيل". من هؤلاء؛ كليمان ليبوفيتش، إذ جرى طرده من مصر، فطلب الذهاب إلى فرنسا، لكن حسن المصيلحي رئيس قسم مكافحة الشيوعية، أرسله في عزّ حملته ضد الشيوعية إلى "إسرائيل"، وهو على علم أنه لن يتأقلم على الحياة هناك، وبالفعل غادر كليمان "إسرائيل" بعد حرب 67 إلى فرنسا.
حتى ألبير نفسه جرى الضغط عليه للسفر خارج مصر عام 1961، وقال له الأمن: "طردنا هنري كورييل، ومن السهل طردك مثله". وأخذ ألبير بالصراخ قائلاً: "لن أسافر"، وقال لرئيس مكتب الأمن: "أنا مصري، ولا أقبل أن يشكك أحد في مصريتي". ونتج عن هذا الإصرار السجن ثلاث سنوات.
وللمفارقة، ففي عام 1968، طلب ألبير جواز سفر مصريّ، لكن الحكومة لم تمنحه الجواز، فقرر الاستعانة بخالد محيي الدين، عضو مجلس قيادة الثورة، الذي قابل شعراوي جمعة وزير الداخلية وقتها، وسأله عن سبب رفض وزارة الداخلية إعطاء ألبير جواز سفر، فكان رد جمعة: "هل تضمنه؟"، فكانت إجابة محيي الدين: "أضمنه، فهو بحب مصر أكثر مني"، فأصدر له جواز السفر بعدها.
لعلّه ينتابنا الفضول، كيف اعتبر الأمن المصري الأقلية اليهودية خطراً على الأمن القومي، وهو ما تفاقم بعد حرب 67؟ إنّه تساؤل مهمّ لفهم كيف تعاملت الحكومات العربية مع هذه الأقليات. ولعلّ صدور كتاب محمد أبو الغار: "يهود مصر في القرن العشرين: كيف عاشوا ولماذا خرجوا؟" (2022) يفتح عبر الشهادات النقاش على هذا النوع من الأسئلة، خصوصاً وأنه يتضح لنا تقبُّل المجتمع المصري لليهود، لكنهم منذ عام 1948 تحوّلوا إلى قضية أمنية لدى الحكومات، وبدا عدم اكتراث الدولة لهجرتهم إلى "إسرائيل".