21 يوليو 2020

طريق العبد.. عن الإرث العبوديّ لسود أميركا

طريق العبد.. عن الإرث العبوديّ لسود أميركا

"طريق العبد"، كان هذا اسم المبادرة التي أطلقتها اليونسكو عام 1994 بهدف تشجيع الدراسات حول تجارة الرقيق والعبوديّة. وفي عام 2001 الذي أُعتبر عام التسامح، أَعلنَ المؤتمر العالميّ لمناهضة العنصريّة والتمييز العرقيّ أنّ العبودية وتجارة الرقيق جريمتان ضدّ الإنسانية. ومع ذلك، ظلّ الاستعباد يطلُّ برأسِهِ إلى يومنا في أشكالٍ وأماكن مختلفة من العالم.

ظلّت العبودية وتجارة الرقيق ظاهرتين متشابكتيْن تجدلان بعضَهما على مرّ التاريخ، لكن فرقاً جوهريّاً كان يُمايزهما عن بعضهما البعض، فالعبودية ملامِحُها اجتماعيّة، ويمكنها التواجد كظاهرة دون وجود تجارة رقيق، في حين أنّ الرقّ يعني التجارة بالعبيد ضمن نظامٍ استعباديّ تجاريّ، فقد يُولدُ العبد لأبوين عبدين ويُعتق دون أن يُسترق، وقد يُولد الإنسان حرّاً فيُسترَق ويصبح عبداً.

عَرفت المجتمعات القديمة، سواء في الشّرق أو الغرب ظاهرةَ العبودية وتجارة الرقيق، إذ يستحيل التفكيرُ في مجتمعٍ يخلو من ذلك تاريخيّاً. ومع ذلك، ظلّت التجربة الأميركيّة الأكثر إفزاعاً واهتماماً للدارسين، نظراً لخصائصها العدوانيّة والوحشيّة التي مايزتْها عن أي ظاهرة استعبادٍ أُخرى في التاريخ الإنسانيّ.

عرقنة العبودية..

يكمن ذلك في ثلاثة أسباب رئيسة. الأول أنّ نظام العبودية في الأميركيتين قد نشأ على أثر تجارة الرقيق في سياقٍ استعماريّ، جرى فيه شحن المستعبدين من موطنهم المُستعمَر ونقلهم لاستعبادهم في مُستعمرةٍ أخرى. والثاني، أنّه في ظلّ الاستعباد الأميركيّ، جرت لأول مرة عملية "عرقنة العبوديّة"، أي ربطها بالعرق الأسود تحديداً، مما رسَّخَ في ذهن الإنسان الحديث أنّ العبد هو ذلك الزنجيُّ الأسود.1في تاريخ المشرق العربي ظلت العبودية وتجارة الرقيق مرتبطة بأعراق مختلفة حتى التاريخ الحديث، إلا أن جرت في فترة حكم محمد علي باشا  لمصر (1805 _ 1848) أول عملية عرقنة للنظام العبودي بعد غزوه السودان واسترقاق السودانيين لأغراض عسكرية، فأصبحت كلمة عبد تُحيل للسوداني في حينه. عن ذلك، أنظر: الأصول العرقية في الشرق الأوسط، تحرير: تيرنس والز وكينث كونو، ترجمة: سحر توفيق، المركز القومي للترجمة، مصر 2006 ، ص 39 -40. وهذا على خلاف أنماط الاستعباد التاريخيّة في مجتمعات أخرى، في المشرق العربيّ، وفي التاريخ الإسلاميّ الوسيط كان المماليك عبيداً جرى استرقاقهم بعد أن وُلِدوا أحراراً في مجتمعاتٍ من أعراق بيضاء2عن النظام العبودي المملوكي، وأصول المماليك العرقية المختلفة، راجع : لوازو، جوليان، المماليك – من القرن الثالث عشر حتى السادس عشر، ترجمة: روز مخلوف، منشورات الجمل، لبنان 2019..

أما السّبب الثالث الذي جعل التجربة الأميركيّة الأكثر إثارةً للغضب فمرتبطٌ بطبيعة نظام الإنتاج الاقتصاديّ في الأميركيتين والذي جرى فيه استعبادُ الأفارقة، وهو نظامُ "اقتصاد المَزارع" الذي جذّر العبودية، ومنع المستعبد الإفريقي من أن يصبح أكثر من عبد مع استحالة العتق فيه. وهذا على خلاف العبودية في أوروبا وآسيا وحتى أفريقيا نفسها، إذ ارتبط عمل العبيد هناك بالأشغال اليدويّة والحِرفيّة والخدمات المنزليّة، أو الاسترقاق لأغراضٍ عسكريّة. وكان الاسترقاق في بعض تلك الأماكن يمنح العبيد إمكانية عتقهم والتقدم في سلم المحيط الاجتماعيّ.

اقرأ/ي أيضاً: "لئلا تختفي السياسة من مكافحة العنصريّة".

كان المستعمرون الإسبان في جزر الكاريبي، والبرتغاليون في البرازيل، هم أول من بدأوا بتأسيس مجتمعاتٍ أُطلِقَ عليها "مجتمعات الاستعباد الحديثة". في ظلّ هذا، جرى تنظيم أكبر عملية مضاربة بلحم البشر في التّاريخ. بعد اكتشافهم القارة السمراء في النصف الثاني من القرن الخامس عشر، بدأ البرتغاليون بتنفيذ "رحلات" لمطاردة الأفارقة ونصب الكمائن وصيدهم، ثمّ شحنهم عبر خطوط تجاريّة بحريّة مُنظَّمة من القاعدة البحريّة لإلمنا في رحلة عبر المتوسط إلى لشبونة البرتغاليّة. وفي لشبونة، كان يُزرب العبيد في بيت أُطلق عليه "منزل العبيد"، والذي توّلَت إدارتُه تحديدَ ضرائب المستعبدين الأفارقة قبل نقلهم مُجدداً عبر الأطلسي إلى المستعمرات الأميركيّة.3ديلبيانو، باتريسيا، العبودية في العصر الحديث، ترجمة : أماني حبشي، دار كلمة، أبو ظبي 2011، ص 55.

أما المرحلة الثانية من موجة "شحن المُستعبدين الأفارقة"، فتعود لعشرينيات القرن السّابع عشر مع المقاطعات المتحدة لجمهورية هولندا والتي عملت على مضاربة سوق الرقيق البرتغاليّة، وذلك بعد أن استولى الهولنديّون على القاعدة البحريّة لإلمنا عام سنة 1637. لم يتعاط الهولنديون بمفردهم تجارة الرقيق، بل التحق بهم الإنجليز والفرنسيون، إذ بدأ الإنجليز بجلب العبيد لمستعمراتهم الأميركيّة خلال القرن السابع عشر، كان أولها إلى فرجينيا ثم الأنتيل، وبصفة خاصة في جزيرتي بربادوس والجامايك عام 1655 من أجل العمل في مزارع قصب السّكر4ديلبياتو، باتريسيا، المرجع السابق، ص 58..

في إحصاءٍ رسميّ لتجارة العبيد الأطلسيّة لعام 1969، قُدّر عدد المُستعبدين الذين نُقلوا من أفريقيا إلى الأميركيتين بين الأعوام 1451 – 1870 بحوالي 11 مليون زنجيّ، والذين وصلوا منهم أحياء كان ما يقارب 9 ملايين ونصف5المرجع السابق، ص 76.. بينما قدّرت إحصاءات أخرى أنّ العدد كان أكثر من ذلك، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار السوق السوداء للاتجار بالـ"لحم الأسود" التي كانت تعمل بعيداً عن أعين سجلات الرقابة، تجنباً للضرائب والمكوس.

لم يكن النظام العبوديّ في الأميركيتين بلا مبررات مرجعيّة، بل استند المُستعمِرون البيض إلى مرجعياتٍ ثقافيّةٍ ودينيّةٍ من أجل تبرير استعباد البشر بأقلِّ كُلفةٍ ممكنةٍ من تأنيب الضمير. فالتراث اليوناني شرّع العبودية دون أيِّ صوتٍ لإدانتها، ودون استنادٍ على أساسٍ اجتماعيّ أو حقٍّ حربيّ، فهذا أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد في كتابه "السياسة" يقول: "إنّ العبد موجود بفعل الطبيعة"6أرسطو طاليس، السياسة، ترجمة: أحمد لطفي السيد، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة، 2016، ص 86.. كما وضع الرومان قوانين شرّعت تجارة الرق ونظام العبودية، لأنّه "نظامٌ ضروريّ" على حد تعبير الخطيب الرومانيّ شيشرون7ابن بطلان، محمد الغزالي، رسالة في شِرى الرقيق وتقليب العبيد، تحقيق: عبد السلام هارون، منشورات الجمل، بيروت، 2019، ص 10..

أما الديانة المسيحيّة، وبالرغم من تناقض النصوص المؤسِّسة، فيُمكن العثور في الكتاب المقدّس على أجزاء مؤيدة وأخرى مناهضة لممارسة الاستعباد. إلا أنّ الكنيسة في موقفها التاريخيّ وتحديداً بشقها الكاثوليكيّ لم تُصدِر أيَّ إدانةٍ من قبل الهياكل القياديّة في الفاتيكان تجاه ممارسة الاستعباد عندما انطلقت التجارة والعبودية عبر الأطلسي، بل أكثر من ذلك: قاموا بإضفاء الشرعيّة عليها. كان المرسوم البابوي الذي أصدره نيكولاس الخامس واضحاً وصريحاً بهذا الصدد، عندما خاطب فيه ملك البرتغال ألفونسو الخامس يخوّله بـ"مهاجمة وغزو وإخضاع البرابرة الوثنيين وغير المؤمنين الآخرين أعداء المسيح في عبوديّة أبديّة"8ديلبيانو، باتريسيا، العبودية في التاريخ الحديث، ص 123-.124.

المزرعة أكثر من اقتصاد

استُغِل العبيد في العمل الزراعيّ واقتصاد المزارع، وتطوّر هذا الاستثمار الاستعماريّ حتّى وصل ذروتَه الوحشيّة في هيسبانيولا، وكوبا لإنتاج قصب السكر، وفي البرازيل لزراعة القهوة، وفنزويلا لزراعة الكاكاو9عن نظام المزارع في المستعمرات الأمريكية، راجع، إدواردو غاليانو، الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية، دار طوى، .2016. وفي النصف الثاني للقرن السادس عشر بدأ استخدامهم للعمل في المناجم والتعدين، واعتبرت مناجم الفضة في المكسيك والبيرو بمثابة دفنٍ حيّ في مقابر جماعيّة للعبيد.

عدا عن الاستعباد القهري المتصل بالإنتاج والربح في ظلّ نظام المزارع، كانت المزرعة منظومةً سياسيّةً–اجتماعيّةً أنتجت تراثاً أبيضاً من التصنيفات العِرقيّة وسياسة التمييز العنصريّ، وأسسَّت لكلّ إرثِ ثقافة النظر إلى سواد الجلد كلونٍ مُتدنٍ وليس مجرد لون بشرة.

بدأت سياسة المستعمرين البيض في تصنيف عبيدهم أنفسهم. كان العبيد يُجلَبون من أصول عرقية ولغات وخلفيات دينيّة مختلفة من أفريقيا، وذلك بهدف منع أي نوع من التضامن فيما بينهم. وجرى تمييز العبد المجلوب من أوروبا عن غير الأوروبيّ، فالعبيد القادمون بين عامي 1498 و1503 من شبه الجزيرة الأيبيرية من أوروبا، أطلق عليهم اسم "اللادينوس" لتمييزهم كعبيد أوروبيين بعد أن تم تعميدهم وتعليمهم اللغة الإسبانيّة. بينما أُطلق على العبيد القادمين في نفس السنوات من أفريقيا اسم "البوزاليس" وهو تعبير يعني "غير المستأنسين" في محاولة لتصنيفهم وتمييزهم عن أولئك المجلوبين من أوروبا أو الذين وُلِدوا في المستعمرات. ولاحقاً أُطلق تعبير "الزامبوس" على أولئك الذين وُلِدوا من زواج المستعبدين وسكان أميركا الأصليّين.10ديلبياتو، باتريسيا، العبودية في العصر الحديث، ص 41.

مستعبدون أفارقة يقطفون القطن في جورجيا، عام 1907، المصدر: مكتبة الكونغرس.

أما السّكان الأصليون للمستعمرات الأميركيّة، والذين أُطلقت عليهم تسمية "الهنود الحُمر"، فقد نُظِر إليهم أيضاً كعبيدٍ متوحشين استحال استعبادُهم لصالح العمل في نظامِ اقتصادِ مزارع البيض الحديث، نظراً لتكوينهم الاجتماعيّ، وقدرتهم على الفرار والتضامن الجماعيّ فيما بينهم ضدّ صاحب المزرعة. وقد وجد المُستعمرون البيض أن إبادة السّكان الأصليين أقلُّ كُلفةً من تطويعهم واستعبادهم.

خضع العبيد خلال القرن السابع عشر والثامن عشر لمنظومة قوننة صارمة، عُرفت بـ"قوانين العبيد" -Slaves Codes، والتي طَوّقَت جسدَ العبد ورسخّت عبوديته بما يمنع أيّ محاولة للإفلات من هذه المنظومة. ضمن هذا، نصّ قانونُ فرجينيا الصّادر عام 1662 على أنّ وَضْعَ الطفل يتبع وضع الأمّ، فإذا تزوّج رجلٌ حرٌّ من امرأةٍ زنجيّةٍ مُستعبَدَة، يولد طفلُهما عبداً، وبما أنّ زواج العبد من امرأةٍ حرّةٍ غير وارد، فهذا يعني أنّ زواج العبد لم يكن ممكناً إلا في إطار عبوديّ، والذي يُنتج بدوره العبوديّة نفسها. لم تكن تلك القوانين لتحديد قائمة الممنوعات على الزنجيّ العبد فحسب، إنّما كذلك لنزعِ الصفة الآدميّة عنه، ومنعِهِ من التفكيرِ بنفسه كشخصٍ- حتى اسمه كان يتعرف العبدُ إليه من سيده، ويتبدّل مع انتقاله من سيدٍ إلى آخر11عن تلك القوانين، راجع: نورثوب، سولمون، اثنا عشر عاما من العبودية، ترجمة : مروة هاشم، دار كلمة، أبو ظبي، 2015..

إنّ قوانين "اقتصاد المَزارع" العبوديّة وحشيةٌ إلى حدِّ أن من أسوء ملامحها كان إفسادها لضحاياها أنفسهم. "لماذا يتملك المحرّرون من العبودية عبيداً؟"، يسأل سولمون نورثوب. ومن النماذج التي توضح هذا الأمر، ما حدث في حالة الصغيرين النيّجيريين روبن جون وأنكونا روبن، واللذين شُحنا من أفريقيا إلى جزر الكاريبي كعبدين في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، وبعد أن حصلا على حريّتهما وبمجرد عودتهما إلى أفريقيا أصبحا من أكبر تجار العبيد!12المرجع السابق، ص 62.

العتق لم يبيّض السواد

لم يكن استقلال أميركا يعني انتهاء النظام العبوديّ فيها. نالت الولايات المتحدة استقلالها عام 1776، وولدت "ديمقراطيتها" الجمهوريّة في مفارقة كبيرة بين جمهوريّةٍ تضعُ الحريّة والمساواة كشرط لحقوق الإنسان، بينما تلتزم الصمتَ حيال وجود عبيدٍ داخل حدودها. وظلَّ التشريعُ الدستوريّ الأميركيّ يُبرِّرُ العبودية بقوانين مثل قانون "العبد الفارّ" لسنة 1793، والذي نصَّ على "أن مساعدة عبدٍ على الهرب يعتبر جريمة فيدراليّة".

رفض بعض الآباء الأوائل المؤسسين للفكر الديمقراطي ممارسة العبودية، غير أن منهم من برّرَها وأيّدَها مثل توماس جيفرسون، وجيمس ماديسون، وجورج واشنطن، خاصّةً لكونهم جاءوا من المستعمرات الجنوبيّة، مدفوعين بنزعةٍ سياسيّةٍ واقعية، وقناعاتٍ عنصريّة. ويقول جيفرسون في خطابٍ له: "إنّ الأشخاص الملونين غير قادرين، مثلهم مثل الأطفال على الاعتناء بأنفسهم، وإنّهم خطرون وغير متوازنين بسبب كسلهم"13ديلبياتو، باتريسيا، العبودية في العصر الحديث، ص 172..

ومع ذلك، كان مسار مناهضة العبودية يشقّ طريقَه منذ ما قبل الاستقلال الأميركيّ، فمنذ أواخر القرن الثامن عشر بدأت حركات إلغاء العبودية في كل من لندن وباريس، ولاحقاً مدريد، أي في عواصم الدول المُستعمِرة. إنّ إلغاء تجارة الرقيق في أي مكان في أوروبا سَبَقتهُ عملية القضاء على العبودية كظاهرةٍ اجتماعيّة، وهذا على عكس الولايات الأميركيّة حيث أُلغيت تجارة الرقيق بينما ظلّت العبودية قائمة.

كانت العبودية بالنسبة لأوروبا مشكلة موجودة ولكنها غير مرئية، بينما غدت العبودية في المُستعمرات الأميركيّة جزءاً من التشكيل الاقتصاديّ والاجتماعيّ فيها، وتحديداً في ولايات الجنوب. لذا فالعتق في أميركا بدأ تدريجيّاً في الولايات الشماليّة، واستمرّ في مسارٍ شاقٍ شقّه العبيد بالدمِّ واللّحم منذ أواخر القرن الثامن عشر وحتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وفي ظلّ الحرب الأهليّة الأميركيّة(1861–1865)، أصدرَ لنكولن عام 1863 إعلان نصِّ عتق كافة العبيد الموجودين في الولايات المتحدة وبلا تعويض14المرجع السابق، ص 176..

لم يعني العتقُ تحريرَ العبيد، إذ لطالما أُلزم المعتوقون بعقودٍ أجبرتهم على البقاء للعمل في مزارع سادتهم السّابقين لسنواتٍ تلت عِتقَهم، وضمن نفس المنظومة التي أنتجت عبوديتهم في التاريخ الأميركي. كان "المُحرّرون" في نهاية القرن التاسع عشر يغادرون من دلفة قانون عبوديتهم نحو مزراب أزمة سواد جلدهم في القرن العشرين.

إنّ ما يزيد عن الثلاثة قرون في ظلّ نظام المزارع العبوديّ، كانت كتلةً زمنيّةً أكثر من كافية، لعرقنة العبودية واسترخائها- ليس في نظام المزرعة فحسب، إنّما في سواد المُستعبدين فيها. كان العتق في ظلّ استمرار نظامٍ استعباديٍّ يعني تحويل المُستعبَدين من عبيدٍ إلى سود، وهذا ما ظلّ على مدار القرن العشرين يُطِلُّ برأسهِ في ظلّ المواطنة الأميركيّة بين حينٍ وحين، في إرثٍ من فن أدوات الإحكام بالرقاب والتحكم فيها عتقاً وخنقاً.



2 مايو 2018
كيف تلعب "إسرائيل"؟

لاس فيغاس، الولايات المتّحدة، آب/ أغسطس 2014. طفلةٌ في التاسعة من عمرها تقضي عطلةً مع عائلتها. أحد أيّام العطلة تضمّن…