12 ديسمبر 2023

اليوم 67: "أم الدنيا" تستقبل 1% من جرحانا

اليوم 67: "أم الدنيا" تستقبل 1% من جرحانا
  • عدد الشهداء يقترب من 20 ألفاً، عدد المفقودين (الشهداء المؤجّلين) أكثر من 10 آلاف، عدد الجرحى يتجاوز الـ 50 ألفاً، نسبة النازحين حوالي 85% من سكّان القطاع. هكذا هم أهل غزة؛ "فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا".

 

  • بعد أكثر من شهرين، خرج للعلاج في مصر 1% من مرضى وجرحى القطاع. يعني، سوف نحتاج إلى أكثر من 6600 يوم حتى يخرج جميعهم، مع افتراض توقف ازدياد أعداد الجرحى والمرضى. "إسرائيل" وأنظمتها العربية تخنق غزّة.

 

  • المرض هو العنوان الأبرز الآن لهذا الاكتظاظ السكّاني المهول مع هذه الظروف الإنسانية المرعبة. حوالي 1500 نازحٍ يصابون يومياً بأمراض معوية بسبب سوء التغذية، الجدري ينتشر بكثافة بين الأطفال، يتفشّى التهاب الكبد والتهابات رئوية حادة وجلدية، نحو 326 ألف حالة مصابة بأمراض معدية. في مثل هذه الأوقات، تُصبح أمراض مثل الإسهال والإنفلونزا، والتي تنتشر بكثافة، شديدة الخطورة على حياة الناس.

 

  • قسم الطوارئ في مستشفى "كمال عدوان" تحوّل إلى قسم للتحقيق. فبعد حصار وقصف لأيام، اقتحم الاحتلال المستشفى. "إنجاز عظيم" انتهى باحتجاز مدير المستشفى والطواقم الطبيّة، والتحقيق معهم. ما يجري مع مستشفياتنا، يُكثّف من حقيقة أن قلق الاحتلال الوجودي يصل إلى حد خوفه من أن يعيش الأطفال بندوبٍ لا تنمحي. 

 

  • ما يحفظ من كرامة هذه الناس هو قذيفة "الياسين 105" و(TBG) و(RPG)، كمائن وضرب واشتباك، جرأة رجال يقاتلون بلا كلل أو ملل مدرّعات وآليّآت وجنود مدجّجة بالسلاح، بأقدام حافية وأيدي متوضئة ومصحف و"قلاية بندورة". 

 

  • مع الاجتياح البرّي وتوظيف كلّ الاستخبارات التي يملكون، ما تزال أنفاق غزّة لغزاً محيّراً لهم، إذ ليست لديهم فكرة بعد للتعامل معها، خصوصاً مع الكمائن التي كانوا يتفاجؤون بها في فتحات الأنفاق. إحدى التقارير الإسرائيلية، تورد هذه التساؤلات على ألسنة الجيش: هل يرسلون كلباً؟ هل ينزلون روبوتاً؟ هل يدمّرون فتحة النفق بالمتفجّرات؟ أم بجرّافة؟ أم هل يرسلون غارة جويّة؟ الخلاصة: لا يعرف البلاد إلا أهلها، تحديداً إن كانت تحت الأرض. 

 

  • "لن نحوّل غزة إلى حماستان ولا فتحستان"، "نستعد لاحتمال المواجهة مع أجهزة أمن السلطة بالضفة الغربية"؛ تصريحات لنتنياهو غاية ما تريده هو القول إن المسارات السياسية التي تطرحها أمريكا لا تتواءم مع دروس "إسرائيل" المستفادة من السابع من أكتوبر وتطلّعاتها في القضاء على الفلسطينيين.
  • لأكثر من 17 ساعة، يواصل الاحتلال اقتحام جنين. 7 شهداء حتى الآن، 4 منهم قصفوا بطائرة مسيّرة، وشابٌ وطفل نزفا حتّى الموت بعد منعهم عن الإسعاف والعلاج. أكثر من 100 حالة اعتقال دفعة واحدة، من بينها لنساء. جنين، المدينة التي تتصدّر مشهد الضفّة الغربية، يحاول الاحتلال ردعها لتكون عبرة لغيرها، لكن ذلك لم ينفع قبل السابع من أكتوبر، فكيف ببعده!
  • فرنسا، الداعمة الأثيرة للاحتلال، تجمع عندها أكثر من 20 دولة للبتّ في محاصرة "حماس" وأنشطتها على الإنترنت. دول لها عروش على الواقع، يؤرقها تواجد قلّة في العالم الافتراضي.
  • تستكمل فرنسا دورها، فعتلن استهدافها مسيّرة "كانت تهدد ناقلة ترفع علم النرويج.. وحالت دون محاولة اختطاف السفينة". لكن أمام "البطولة الهوليودية"، يستمرّ اليمنيون في محاصرة "إسرائيل" ومنع السفن المتجهة نحوها من المرور في مياه البحر الأحمر.
  • تدعم أمريكا سنويّاً "إسرائيل" بـ 4 مليارات دولار، لكن هذا الرقم يختفي بريقه مع الحرب إذ يصبح 14 مليار دولاراً في أقل من سبعين يوماً، أي أنّها ترسل دعماً بمعدّل 10.4 مليون دولار يوميّاً. من شدّة ما هو بديهيّ، لا أحد يستنكر الدعم الأمريكي لـ "إسرائيل". لكن الأرقام، تخرج عن البديهيّة لتقول إن هذا ليس مجرّد دعم للاحتلال، إنما هو دعمٌ للوجود الغربيّ برمته في المنطقة.