18 يناير 2024

اليوم 100 + 4: تحية من شمال الضفة إلى شمال غزة

اليوم 100 + 4: تحية من شمال الضفة إلى شمال غزة
  • شهداء وجرحى كلّ يوم في قطاع غزّة؛ 24.620 شهيداً و61.830 جريحاً. الجرح والمرض في ظلّ انعدام المستلزمات الطبيّة وأي مقوّمات للحياة، يصبحان تهديداً لفقد مزيدٍ من الحيوات. من ذلك إعلان وزارة الصحة عن انتشار التهاب الكبد الوبائي من نوع "أ"، بسبب الاكتظاظ بين الناس وعدم توفّر مقومات النظافة، وهو التهاب بحسب "منظمة الصحة العالمية"، يسبّب مرضاً تتراوح شدّته بين الخفيف والخطير، وتنتقل عدواه عن طريق تناول الأطعمة والمياه الملوثة أو مخالطة المصابين. 

 

  • مثلما يستهدف الاحتلال خدمات الاتصالات والإنترنت في قطاع غزّة، والمنقطعة لليوم السابع على التوالي، يستهدف مستخدمي هذه الخدمات، الذين يعملون تحت القصف ورغم الصعوبات والخطر، لنقل صورة ما يجري من أهوال مع أهلنا في غزّة. استشهد اليوم مدير فضائية "القدس اليوم"، الصحافي وائل فنونة، بهذا يصبح عدد الشهداء من الصحافيين منذ بداية الحرب 119 شهيداً.

 

  • رغم مرور كلّ هذه الأيام من القتال، لم يتراجع استهداف المجاهدين في القطاع لجنود الاحتلال وآلياته. يستهدف القسّام دبّابتين وجرّافة عسكرية، يفخّخ مبنى ثمّ ينسفه بالكامل بقوّة من 30 جنديّاً بعد أن يستدرجهم للمنزل، وفي طريق العودة من مناطق الاشتباك يجد المجاهدين جنوداً فيشتبكوا معهم ويوقعوا فيهم قتلى (مثلاً؛ 5 قتلى في خانيونس و4 في جباليا). بعد كلّ هذا، ما يزال يتحدّث قادة الاحتلال عن تدمير المقاومة ومقدّراتها، وما تتحدّث إلا ذواتهم المتضخّمة، وقد أعلنوا اليوم -كما كلّ يوم- إصابة 28 عسكريّاً خلال المعارك في الـ24 ساعة الأخيرة.

 

  • زعم الاحتلال عثوره على جثث 21 أسيراً إسرائيليّاً، لكن سرعان ما نقلت "القناة 14" الإسرائيلية توضيحاً، أنّ الجثث نقلت إلى دولة الاحتلال ولم يثبت بعد إذا ما كانت تعود لأسرى إسرائيليين. لكن الاحتلال الذي اعترف (على غير العادة) أنّه يبحث عن جثث جنوده في مقابر غزّة، فيسرق جثث أهلنا خلال ذلك، يبحث سريعاً عن أي صورة من هنا أو هناك ليقابل بها مجتمعه وأهالي الأسرى الإسرائيليين. ولنفترض جدلاً أن زعمه صحيح، فيا له من إنجاز؛ جُثث وبعد أكثر من مئة يوم؟!

 

  • أكثر من 700 أسير غزّي (منهم نحو 42 أسيرة في الدامون)، يخفيهم الاحتلال قسريّاً، يقذف بهم إلى المجهول، دون معلومات حولهم، لا نعرف من هم، ولا ما هو مصيرهم، ولا مكان احتجازهم، ولا حالتهم الصحيّة، ودون حتّى محاميّ يزورهم، كما يصنّفهم الاحتلال كـ "مقاتلين غير شرعيين"، كي يرتكب فيهم ما يريد من مسلسل إجرامه. لا يشرح هذا العنف والإجرام، سوى أنّ ما يحرّك "إسرائيل" هو غرائزها الانتقاميّة بعد أن جرح كبرياؤها في السابع من أكتوبر وما بعده. 

 

  • منذ بداية الطوفان، أكثر من 380 شهيداً في الضفّة الغربيّة. مواجهات يوميّة مع جيش الاحتلال، وكلّ يومٍ في مناطق مختلفة، وحتّى أنّ تفجير العبوات بالآليات الإسرائيلية باتت تتوسّع رقعتها الجغرافيّة، فمثلاً؛ أصيب جنديّ إسرائيلي اليوم في قلقيلية إثر انفجار عبوة ناسفة. 

 

  • لكن عنوان الضفّة الأبرز لليوم، هو استمرار اقتحام الاحتلال لطولكرم منذ أكثر من 40 ساعة، وآثار هذا العدوان طال المدينة وضواحيها، وبشكل خاص مخيّمي طولكرم ونور شمس. فقد نجم عنه ارتقاء 8 شهداء، ومئات الاعتقالات من سكّان المخيم والمدينة، والتنكيل والضرب والتحقيق الميداني، ومنع عودة بعض من أطلق سراحه إلى منزله حتى يوم غدٍ الجمعة، وتفجير بيوت في مخيم طولكرم والتفتيش والتخريب، وجرف الشوارع وتدمير البنية التحتية، ومحاصرة المستشفيات وعرقلة الطواقم الطبيّة من الوصول للإصابات والشهداء. وفي المقابل، يواجه جيش الاحتلال مقاومة عنيدة من شبّان الكتيبة، من الاشتباك المسلّح إلى تفجير العبوات بالآليات والجنود.