25 أبريل 2023

الذاكرة المفبركة: كيف تتذكّر شيئاً لم يحصل من الأساس؟

الذاكرة المفبركة: كيف تتذكّر شيئاً لم يحصل من الأساس؟

يتداول المستخدمون على منصّات التواصل الاجتماعي، صوراً استهزائية (memes) تُظهر عالَماً جميلاً ينعم بالرفاه والسلام، يعكس مُستقبَلاً مُشرِقاً وحضارة متطوّرة بلا نِزاعات، وفوق هذه الصورة يكتبون: "هذا ما كان ليكون عليه العالَم، لو أنّ آباءنا ذهبوا لتلقّي العلاج النفسيّ"؛ شيء منطقي أليسَ كذلك؟ 

يستند هذا الخطاب على فكرة الصدمة النفسيّة العابرة للأجيال، فأنتَ لستَ مسؤولاً عن هشاشتك النفسيّة ومخاوفك العميقة وردّات فعلك المؤذية للآخرين وكلّ هذه الميول غير السوّية للتلاعب النفسيّ بالآخرين وابتزازهم، فسلوكك وشخصيتك وتصرّفاتك الاجتماعيّة والعاطفيّة ما هي إلّا حصيلة طفولة مأزومة وحرمانٍ عاطفيّ وسلوكيات غير سوّية مارسها والداك عليك خلال طفولتك. لكنّك لستَ الضحيّة الوحيدة في القصّة، فأنتَ ضحية للعُقَد النفسيّة الكامنة في شخصية والدك ووالدتك الّلذين تلقّا بدورهما العُقَدَ النفسيّة التي مرّرها لها آباؤهم، فلقد تعرّضوا هُم أيضاً لمعاملة سيّئة من قِبَل أجدادك، فهل بإمكانك لومهم أو لوم نفسك على هذه الذات المعطوبة؟

لكن هل الآباء حقّاً هُم سبب جميع المشكلات في هذا الوجود؟ ولماذا يشيع هذا الخطاب ويلقى رواجاً بين الأجيال الناشئة؟

صورة استهزائية تُظهر فردوساً أرضياً، مع تعليق يقول: هذا ما كان ليكون عليه العالَم لو أنّ الآباء تلقّوا علاجاً نفسياً.

كيف تتذكر شيئاً ليس موجوداً؟

حسناً، سنحكي لكَ عزيزي القارئ قصّة. بول إنغرام، أبّ يعيش مع عائلته في مُقاطعة "ثورستون" في واشنطن، وقد كان إنغرام في ذلك الوقت رئيس الحزب الجمهوريّ. عام 1988، وجُّهت له فجأة اتّهامات من قبل بناته تصفه بأنّه قد ارتكب بحقّهنّ اعتداءً وإساءة جنسيّة خلال طفولتهن، بالإضافة إلى ممارسة طقوس شيطانية أخرى من ضمنها القتل. وقد نفى إنغرام في البداية اتّهامات بناته، وحين لم تجد الشرطة أدلّة على الاتّهامات الموجّهة إليه، أخضعت إنغرام لسلسلة من التحقيقات الشديدة، والتي تضمّنت تنويماً مغناطيسياً لدرجة جعلته يشكّ بنفسه أنّه قد يكون حقّاً ارتكب شيئاً ممّا تقوله الاتّهامات بالرغم من أنّه لا يتذكّر أي شيء.

 بول إنغرام خلال محاكمته باتّهامات الاعتداء الجنسي على بناته، والتي تمّ تفنيدها لاحقاً.

أدّى تذكّر الفتيات الفُجائي لكلّ هذه الأحداث وعدم تذكّرها طوال السنين الفائتة إلى إثارة استغراب المحقّقين، الذين سرعان ما استعانوا بخبراء من علم النفس للتحقيق في حيثيات الحادثة. وبعد سلسلة تحقيقات متتالية، تبيّن أنّ الفتيات قدّمن رواياتٍ متضاربة ومختلفة من حيث التفاصيل، بالإضافة إلى ملاحظة هامّة قلبت مُجريات التحقيق، حين علموا أنّ الفتيات قدّمن ادعاءاتهنّ بعد عودتهن من جلسة دينية لإحدى الجماعات التي تشجّع النساء على الكشف عن الأحداث الماضية من أشكال الإساءة الشيطانية التي كُنّ يتعرضن لها على يد الرجال.

تبيّن للباحثين والمختصّين في العلوم النفسية أنّ الفتيات إنّما خضعن لعملية استحثاث عاطفيّ للذاكرة، دفعهن لتلفيق ذكريات لم تكن موجودة بالأساس! وهو ما اصطلحوا على تسميته لاحقاً بـ "متلازمة الذاكرة الكاذبة" (False Memory Syndrome). كما ولّد ذلك نقاشاً واسعاً بين الباحثين في علم النفس عن مفهوم "الذكريات المُسترجَعة" (Recovered Memories)، تحديداً إذا ما كانت تحت وطأة الاستحثاث والإلحاح والتوجيه المُتعمّد للذهن لاختلاق ذكريات مُزيّفة.

توصّل الباحثون إلى أنّ الأشخاص الذين تعرّضوا لحوادث إساءة أو اعتداءات جنسية خلال طفولتهم ينقسمون لثلاثة أقسام رئيسية: المجموعة الأولى؛ أشخاص لَم ينسوا أبداً ما تعرّضوا له، المجموعة الثانية؛ أشخاص تذكّروا ما حدث معهم بشكلٍ تلقائي دون استحثاث من معالجٍ أو أخصائي نفسيّ، والمجموعة الثالثة؛ أشخاص تذكّروا فجأة ما تعرّضوا له من اعتداء نتيجة استحثاث وتحفيز للتذكّر من قبل أخصائي نفسيّ أو شخص مُختصّ. وكانت النتائج المذهلة أنّ الأشخاص الذين يتذكّرون حادثة اعتداء الطفولة فجأة داخل العيادة النفسيّة أو نتيجة استحثاث من قِبَل شخص مختصّ، لم تجد جميع حالاتهم أيّ دليل حقيقي يُثبت واقعة الاعتداء سوى الذكريات والادّعاء، بينما استطاعت المجموعات الأخرى إيجاد أدلّة تُثبت واقعة الاعتداء الجنسي بفارق دالّ إحصائياً، كما يظهره الشكل أدناه.

العلاقة بين 3 أنماط مختلفة من تذكّر واقعة (الإساءة الجنسية) وبين إيجاد أدلّة تُثبت وقوع حوادث الإساءة بالفعل بحسب ادّعاءات الضحايا.

لا تقتصر أبعاد ظاهرة "الذاكرة المُفبركة" على فرد أو اثنين، بإمكانك أن تتخيّل الأبعاد الجنائيّة والقضائيّة لمسألة التذكّر المتوهّم فيما يتعلّق بإطلاق الاتّهامات على الآخرين ومسائل التعرّف على المجرم. قامت إليزابيث لوفتس، التي تُعَدّ من أشهر المختصّين النفسيين في مجال الذاكرة البشرية، بالمُرافعة عن أكثر من 300 حالة من المُتّهمين بقضايا السرقة والقتل والاغتصاب ممّن تمّ إحالتهم للقضاء بوصفهم "مجرمين محتملين" بحسب تعرّف الشهود عليهم، وأثبتت في عدة حالات أنّ الاتّهام قائم على ذاكرة مُفبركة. نجم عن ذلك تردّد إسم إليزابيث كثيراً في الإعلام، وتعرّضها لمضايقات حركات حقوقيّة كثيرة، حتّى أنَّ شقيقها قال: لو كان لحركة "أنا أيضاً" #MeToo مكتباً أو مقرّاً، لوجدتَ اسم "إليزابيث لوفتس" على رأس قائمة المطلوبين للحركة!

الوصفة السريعة لتأليف كتاب أو إنتاج فيلم!

لعلّك شاهدتَ مُؤخّراً مُسلسلاً أو فيلماً على "نتفليكس"، أتذكر ما كانت نهايته؟ هل عادوا بكَ إلى مرحلة الطفولة للبطل؟ ألم يكن البطل قد تعرّض لصدمةٍ نفسيّة في طفولته ولكنّه لم يستطع تذكّر حدوثها حتّى قام أحدهم بتذكيره فيها؟ لقد تعرّض حتماً لشيءٍ ما في طفولته، أليسَ كذلك؟ حسناً، ماذا عنكَ أنتَ بعد كُل هذه المسلسلات والأفلام، هل تساءلتَ إن كُنتَ قد تعرّضتَ خلال طفولتك لشيءٍ مشابه؟

اقرؤوا المزيد: "وفّر دموعك".. لماذا تبنّي دور الضحية دائماً؟ 

تستند معظم الحبكات الدراميّة على فكرة الصدمة النفسيّة المكبوتة لعشرات السنين، وذلك لغايات أبرزها التشويق وقلب الأحداث (Plot Twist) بشكلٍ فُجائيّ، ومن ثّم إعادة سرد الأحداث بطريقةٍ مغايرةٍ لفهم المشاهد. لكنّ التزييف العلميّ يكمن بالفكرة القائلة إنّ العقل البشريّ يكبت الصدمةَ النفسيّة بشكلٍ مُطلَق لعشرات السنين، دون أن يَعي الشخص أنّه قد تعرّض لصدمةٍ ما، ومن ثمّ تنبثق ذكريات الصدمة النفسيّة بشكلٍ فُجائي من اللامكان وأنتَ في الثلاثين من عمرك، لتتذكّر فجأة أنّك قد تعرّضتَ لحادثة اغتصاب أو أنك ضحية لاعتداء ارتكبه أحد المقربين منك، لكنّك لَم تتذكّر شيئاً لأنّ عقلك قد كبت هذه الذكريات طوال هذا الوقت وأنساكَ إيّاها كي يحميك من المعاناة والألم.

من الصحيح أنّ الكبت أحد الوسائل الدفاعيّة النفسيّة لحماية الذات من تجربةٍ قاسيةٍ وصادمة، لكنّ التلفيق العلمي، والذي يخالف كلّ ما نعرفه عن كيفية عمل الذاكرة على مستوى علم النفس المَعرفي، هو أنّ الذكريات الصادمة لا تختفي بشكل مُطلَق ولا يعيش الفرد دون أن يتذكّرها، بل إنّها تُلازمه طوال حياته، وقد تخفت من حيث شدّة الألم ومدى تكرار ورودها في ذهنه، وتأتيه بين الحين والآخر صور ومشاهد خاطفة من الماضي ومن حادثة الاعتداء أو الصدمة النفسيّة، تقتحم ذهن الشخص وحاضره دون قدرةٍ أو رغبةٍ خاصّة منه باستحضارها، ما يتسبّب له بالألم والمعاناة، لكنّها لا تختفي بالمطلق كما تحاول أن تبني الأفلام والمسلسلات المعاصرة حبكتَها المبتذلة.

لكن، لماذا هذا الانتشار الشائع لفكرة "الصدمة النفسيّة" في الأفلام والمسلسلات؟ تخبرنا الناقدة الأدبية بارول سيغال أنّ حبكة "الصدمة النفسيّة" هي الحبكة الأسهل لأولئك الذين يفتقرون للخيال الاجتماعيّ والسياسيّ للواقع، والطريق الأقصر لجذب القُرّاء والمُشاهدين، كما أنّها تساعدنا على إحداث انتقالاتٍ مفاجئة وغير مُبرّرة حين لا يُسعفنا حسّنا الأدبيّ على ابتكار تسلسل عميق للانتقالات بين الأحداث والمشاهد. كما أنّ استدخال سردية الصدمة النفسيّة يُلائم المِزاج الفكري القائم على أفكار اليسار الّليبرالي، إذ تجري تجزئة النضال السياسي العميق إلى نضالاتٍ فرديّة مُتشظّية يُعتبر فيها كلُّ فردٍ ضحية لاضطهاد خاصّ، غالباً ما يكون منبعه الأسرة والوالدين.

ألم يفعلوا ذلك بالنسخة المعاصرة من فيلم "الجوكر" (2019)، إذ جرى تناول الشخصيّة من منظورٍ نفسيّ بحت تُرجع الأسس الثوريّة فيه إلى معاناة شخصيّة وعُقدٍ نفسيّة عميقة مصدرها الطفولة، وذلك من خلال سردية "الصدمة النفسية"، وقد تكثّف ذلك في مشهد خنق الجوكر لوالدته حتّى الموت وهي على سرير المشفى، كأنّها مصدر الشرور وجذر المشكلات النفسيّة التي مرّ بها. 

كذلك فعلوا بواحد من أهم الأعمال السينمائية؛ "المصفوفة" (The Matrix) الذي عُرِض لأوّل مرّة عام 1999، فالفيلم بنسخته الجديدة التي خرجت للشاشات عام 2021 والمُعنونة بـ "قيامة المصفوفة"، ارتكز على  استدخال حبكة "الصدمة النفسية"، كما يظهر في مشاهد تلقّي "نيو" (بطل الفيلم) جلسات علاج نفسي تُنقّب في ماضيه عن صدمات الطفولة، والتي قد تكون سبباً في هلاوسه وأوهامه.

قد يشعرك هذا بالفوضى حول استخدام مصطلح "الصدمة النفسيّة"، وهو شعور يشاركك إياه العديد من النقاد الذين دفعتهم هذه الظاهرة للتوجّس من أبعاد هذا التداول غير المنضبط لمصطلحٍ ذي دلالة مَرَضية بالأساس. ولعلّ أبرز هذا التداول المنفلت ما يجري منذ فترة على تطبيق "تيك توك" تحت هاشتاغ (#traumadump)، إذ يتمّ تداول مقاطع فيديو بتأثيرات صوتية تخبرك عن علامات الصدمة النفسيّة، وغالباً ما تطلب منك هذه المقاطع أن تشاهد مقطعاً أو تسمع صوتاً لتسألك بعدها: "هل كانت هذه ردّة فعلك؟"، إذن أنتَ عالِق بصدمة نفسية تتعلّق بطفولتك! وهي بالطبع طرائق تشخيصية لا يعترف بها الطبّ النفسي، ولا تعدو أن تكون مُجرّد خرافات، بل وأحياناً "سماجات" لا مبرّر لها سوى تحصيل التفاعل والمشاهدات

لكن الإشكال الحقيقي يكمن في الذي يعرّف نفسه على مواقع التواصل بخبير في الصدمة النفسيّة، وهو بالأساس لا خبير ولا حتّى مختص في حقل علم النفس أو الطبّ النفسي. على سبيل المثال، لدى إحدى الحسابات الشهيرة على "تيك توك" ما يُقارب 700 ألف متابع، تُديره من تصف نفسها بأنّها خبيرة في الصدمة النفسيّة، بل أحياناً تكتب على مقاطع الفيديو الخاصّة بها بأنّها معالجة نفسيّة لتعطي شرعية على كلامها، تبيّن من مقابلات شخصية معها أنّها ليست معالجة مختصّة ولا تملك أي ترخيص لمزاولة مهمة مماثلة، بل اعترضت على فكرة السؤال أساساً فأجابت: "لا مَعنى لاقتناء شهادة أو أخذ ترخيص حين يتعلّق الموضوع بالصحّة النفسية". 

اقرؤوا المزيد: هكذا تبتذل الصحة النفسيّة..

وهذا أمر ينطبق كذلك على بعض الكتب، فكتاب "لم يبدأ الأمر معك!" (2016) لمؤلّفه مارك وولين، وهو واحد من أشهر الكتب المتداولة اليوم حول الصدمة النفسيّة العائلية العابرة للأجيال، مؤلفه لا يحمل أي شهادة في الطبّ النفسيّ أو في علم النفس ولا تجد له أي بحثٍ علميّ منشور في مجلّة محكّمة تتعلّق بالدراسات الجيلية أو النفسية. 

صورة غلاف كتاب "لم يبدأ الأمر معك".

لا تكن حسّاساً..

سواء أكنتَ من عشّاق الأفلام والروايات التي تقوم على حبكة "الصدمة النفسيّة" أم لا، فإنّ هذا المقال لا يهدف للمصادرة على تفضيلاتك الأدبية والسينمائية، وإنّما يسعى إلى التنبيه من الغرق بأيديولوجيا تصوّر على أنها علم موضوعي تحت عنوان "صدمات الطفولة"، ويوصي بأن نكون أكثر حذراً تجاه القراءة المختزلة للذات البشرية التي يفرضها المِزاج الليبرالي على أدوات الإنتاج الفنّي والسينمائي، وما تورثه ثقافة الصدمة النفسيّة من آفات وحساسيات مُفرِطة وغير مُبرّرة تجاه مواقف حياتية هي في أصلها طبيعية ومقبولة.

لقد تعاطت الخبرة البشرية في السابق مع منطق الحياة بوعي أكثر نُضجاً وعقلانية، وقديما قيل: "ما كُلُّ ما يَتَمَنّى المَرءُ يُدرِكُهُ * تَجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ"، بينما يشيع في عالم مُشبَع بثقافة الاستحقاق العكس تماماً: "تجري الرياح كما تجري سفينتنا * نحن الرياح ونحن البحر والسفن". وأيّاً كان الموقف الذي تُريد أن تتبنّاه، فإنّه وممّا لا شكّ فيه وممّا يصدقه الواقع والخبرة البشرية، أنّ الحياة لا تمنحكَ على الدوام ما تُريد، وتحصيل كل ما ترغب به الآن وهُنا، إنّما هو منطق ينتمي لعالَم الطفولة لا عالَم الحكماء، ولذلك ينبغي أن نوطّن أنفسنا على احتمال الضيق، وعلى تقبّل معارضة الحياة لرغباتنا بوصف هذا التناقض جُزءاً طبيعياً من واقع الحياة، لا أن نسعى لجعل أنفسنا ضحايا لكلّ خيبة، لأنّ التعاطي مع الحياة بمنطق الضحية أدعى لجعلنا نشعر بالتفوّق الأخلاقي وبأنّنا حصينون ضدّ النقد.

اقرؤوا المزيد: "حتماً سأصل".. حتماً تحتاج إلى هذا المقال.

فاحذر أن تدفعك ثقافة الصدمة النفسية لتبنّي موقفٍ مُضاد بشكل رجعيّ من والديك، احذر أن تجعل من خوفك على "صحّتك النفسية" مُبرراً ومُرتكزاً لابتزاز أولئك الذين يحبّونك ويعتنون بك كي يحقّقوا لكَ كلّ ما تبتغي وكل ما تتمنّاه وتُريده، احذر أن تكون "وَدوداً مع مَن يكرهونك، ولئيماً مَع مَن يُحبونَك" كما قال درويش، واحذر أن تنأى بنفسك عن حسن العشرة والتودّد لوالديك بحجّة الصدمة النفسيّة، وقد قال النبي الكريم : "خيركم خيركم لأهله.."، بل وهو القائل: "المؤمِنُ الذي يُخالِطُ الناس ويَصبِرُ على أذاهُمْ، أفضلُ من المؤمِنِ الَّذي لا يُخالِطُ النَّاسَ ولا يَصبرُ على أذاهُمْ".