15 ديسمبر 2021

تهريب جثامين الشهداء.. من بطولات الانتفاضة الأولى

تهريب جثامين الشهداء.. من بطولات الانتفاضة الأولى

صوت رصاصة، يرتقي الشهيد، لا وقت للحزن عليه.. تختلط أصوات الهتاف والتكبير ويتدافع الشبان مسرعين لاحتضان الجثمان وتهريبه من جنودٍ يطاردونه في مناوراتٍ شبه يومية خلال الانتفاضة الأولى..

خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993)، كرّس الاحتلال سياسة ملاحقة جثامين الشهداء واحتجازها وعرقلة دفنها وتشييعها، فابتكر الفلسطينيون أساليب لصون جثامين شهدائهم وتكريمها.

الشهيد حاتم سيسي (16 عاماً)
09/12/1987

أول شهداء الانتفاضة، وأول جثمانٍ حاول الاحتلال خطفه خلالها. أخفى الشبان جثمانه تحت أسِرَّة مشفى الشفاء، ثم هرّبوه لبيته بمعسكر جباليا، ثم لبيت الجيران بعد أن اقتحم الجنود بيته، واحتالوا على الاحتلال بتشييع نعشٍ فارغ، ثم دفنوه على عجالة.

الشهيدة رشيقة دراغمة (62 عاماً)
26/02/1988

لقبُها بين أهلها في طوباس "أم الشهداء"، فقد كانت تحمي المنتفضين وتركض لنجدتهم، واستشهدت وهي تدفعُ الرصاصَ بجسدها عن أحدهم. هرّب الشبان جثمانها لبلدة تياسير القريبة تحت المطر، ثم شيعت بجنازة مهيبة.

الشهيد نضال الربضي (17 عاماً)
19/7/1988

أول شهداء القدس في الانتفاضة، حاول الاحتلال خطف جثمانه لكن الشبان نجحوا بتهريبه إلى بيته في البلدة القديمة حتى تودعه عائلته، ثم إلى الكنيسة عبر أسطح البيوت متجاوزين طوق الاحتلال ودورياته، ومن هناك شُيّع بحضور الآلاف.

الشهيد نصر خالد نصر (24 عاماً)
30/03/1989

استُشهد أثناء محاولته تخليص شابٍ من أيدي جنود الاحتلال في معسكر جباليا، هجم الجنود على مشفى الشفاء لاختطاف الجثمان لكن الشبان نجحوا بتهريبه ودفنه بمقبرة بيت لاهيا. عاقب الاحتلال أهل الشهيد بمحاولة منعهم من إقامة بيت عزاء له.

الشهيد حسني عبد الرؤوف عياد (19 عاماً)
20/03/1992

بعد استشهاده في مستشفى رام الله، هرّب الشبان جثمانه من بيتٍ إلى بيتٍ داخل مخيم قدورة المجاور، ثم أسندوه داخل سيارة كأنه راكبٌ عاديّ، ورغم الحواجز نقلوه إلى أهله في سلواد، بعد رحلةٍ في الجبال والكروم استمرت 5 ساعات.

  • في ظل استهداف جثامين الشهداء بالمصادرة، وإجبار أهاليهم على دفنهم منتصف الليل بحضور 5 أشخاص فقط، أو بمقابر لبلدات أخرى غير بلداتهم، كانت محاولات تهريب الجثامين عملاً فدائيّاً استمر رغم ما تعرض له أصحابُه من ملاحقة وإصابات.
  • سرقة أعضاء الشهداء
    كان الناس يخشون ما وثقته منظمات وجهات صحية من سرقة الاحتلال لأعضاء الشهداء، وقد أكد بعض الأهالي استلام جثامين أبنائهم بعد عبث الاحتلال بها، منهم والدة الشهيدة سحر الجرمي (19 عاماً) من مخيم بلاطة، التي أكدت وجود آثار شقٍ في جثمان ابنتها. (المصدر: الجزيرة)
  • اختطاف الجثامين مستمر
    يواصل الاحتلال احتجاز 89 جثمان شهيدٍ قتلوا منذ 2016 (حتى ديسمبر 2021)، إضافة إلى 254 جثماناً موثقة محتجزة في مقابر الأرقام منذ عام 1964. فسياسة اختطاف الجثامين بدأت قبل الانتفاضة الأولى بكثير.. واستمرت بعدها. (المصدر: الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء)