شجرةٌ تهب الحياة في بيئةٍ من الملوحة والجفاف والآليات العسكرية، نحكي عن شجرة الدوم التي ذكرت في الأغنية الشعبية "ع الدوم خيّا ع الدوم" وفي قصة جبينة..
شجرة الدوم
من الأشجار التي تعيش مئات السنين، تنتشر في المناطق الغورية والشفا غورية والصحراوية في معظم البلاد العربية، وتعرف أيضاً باسم شجرة السدر.
الدوم هي صديقة الرعاة في الأغوار، فهي دائمة الخضرة، وتحت أغصانها الوفيرة يستظلّون ويتحلّون بثمارها إذا صادفوها في موسم نضجها، وتأكل مواشيهم وجمالهم بشراهة من أوراقها.
الدوم شجرةٌ قوية تتحمل الحرّ الشديد والمياه والتربة المالحة، وتصبر على العطش، ومناعتها قويةٌ ضد الأمراض. ومع قلّة متطلباتها، شجرة الدوم كثيرة العطاء:
- ثمارها حلوةٌ تؤكل، ولها فوائد عديدة.
- أخشابها من أجود الأنواع.
- أزهارها غذاءٌ ينتج منه النحل عسلاً من بين الأغلى ثمناً.
- الدوم في الحكايات الشعبية
اللي سبق أكل النبق..
تُسمّى ثمار الدوم "النبق"، وعند نضجها تتحول من اللون الأخضر للبنيّ المائل للحمرة، ويتحول مذاقها من اللاذع للحلو، تطحن بعد أن تجف ويصنع منها طبقٌ حلو يسمى "الدقة".
احتضانٌ وحماية
تعرف شجرة الدوم بكثرة أشواكها، ما يجعلها جداراً طبيعياً مثالياً للاحتماء، وتأوي إليها الطيور مثل الصقور و "أبو العلا" والبوم وتعلّق فرائسها عليها وتبني أعشاشها على أغصانها.
في بلادنا أشجار سدر عمّرت مئات السنوات، منها شجرةٌ في قرية كِفِلْ حَارِس، وأخرى في قرية عزّون عتمة، لكن أهل الأخيرة حُرموا منها بعد أن ضُمّت خلف الجدار، ولهذه الأشجار قيمةٌ كبيرةٌ لدى الناس وينسجون حولها قصصاً شعبية ومعتقدات.
النبق تحت الاحتلال
أعداد أشجار النبق اليوم في تناقصٍ كبير، فكثيرٌ منها أحرقه الاحتلال خلال تدريباته العسكرية في الأغوار، أو استأصلها لشق الطرق والمستوطنات، بالإضافة إلى تأثير التوسع العمراني والتحطيب والرعي الجائر.