23 ديسمبر 2022

"على طريق عيتات".. أغنيةٌ لمناضلٍ صلّى وغاب

"على طريق عيتات".. أغنيةٌ لمناضلٍ صلّى وغاب

كأنّ المقاوم في سعيه نحو العدوّ ليقتله في حالة صلاة.. وكأنّ كل ما يقطع عليه سعيه، قطعٌ لصلاة .. عن صلاة قطعها جنود الاحتلال تؤرخها أغنية "على طريق عيتات"

وراء هذه النغمة، محاولةُ صديقٍ توثيق شوقه لصديقه الذي فقده بين ليلةٍ وضحاها خلف قضبان الاحتلال، وتوثيقٌ لنضالٍ عربيّ دفاعاً عن الأرض و"ترابات فلسطين" ..

"على طريق عيتات يمي.. قطعوا صلاتي"

في منتصف أيلول 1987، كان اللبنانيّ أنور ياسين في طريقه إلى وادي الحاصباني مع اثنين من رفاقه كجزء من عملية نضالية لاقتحام وتفجير موقع للاحتلال، إلا أنّ طريقهم اعتُرض بقوة خاصة من قوات الاحتلال.

 

بدأت القصة في مطلع الثمانينات…

لم يكن أنور يتجاوز الـ14 عاماً عندما نزح عن مسقط رأسه قرية دلافة على وقع القصف الصهيونيّ لها وغيرها من قرى جنوب لبنان، يصحبه قطيعٌ من الماشية يعود لعائلته.

 

"واللي نسي جمّول يمّي.. يعدم حياته"

كانت قرية الرميلة التي نزح لها معقلاً لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية (جمّول)، فانضمّ لصفوف المناضلين فيها رغم صغر سنّه.

 

"بكي دم .. بكي دم "

عند تلّة في جبل الشيخ، اشتبك أنور ورفاقه مع جنود الاحتلال لساعات في عمليّة عُرفت بـ"جبل الشيخ"، سقط بها 4 صهاينة، وجُرح 5 آخرون وأُصيب أنور الذي نزف حتى طلوع الشمس فكشفه ضوء النهار لجنود الاحتلال.

 

"وقالوا شو هم نموت يمي وتبقى القضية؟"

اعتقلت قوات الاحتلال أنور الذي كان في الـ19 من عمره بعد أن انهالت عليه ضرباً، وحكم بالسجن مدّة 30 عاماً. وتحرر عام 2004 في صفقة تبادل للأسرى بعد قضائه 17 عاماً في الأسر.

 

"بترابات فلسطين يمّي.. أنا ورفاقي"..
"ياريت عيني نهر يميّ وشربهن منه"..

كتب ولحّن وغنّى* وليام نصّار أغنية على طريق عيتات لصديقه أنور، مخلّداً قصّة نضاله، ونضال جميع رفاقه الذين نشطوا على طريق عيتات التي اشتُهرت كموقع اشتباك مع العدوّ.

*الغناء بمشاركة دنيا كريم

 

"وياريت جسمي جسر يمّي.. وقطعهن منه"

أعاد غناء هذه الأغنية عدد من المغنيين الفلسطينيين والعرب، منهم مي نصر، تيريز سليمان ولارا عليان.