29 فبراير 2024

عاصف الرفاعي: شهيد جديد يرتقي بسجون الاحتلال

عاصف الرفاعي: شهيد جديد يرتقي بسجون الاحتلال

هذه المجزرة تفوق ما سبقها وحشية. منذ أكثر من شهرين تتكرر مجازر قوات الاحتلال بحق من يتجمعون في انتظار المساعدات شمال وادي غزة حيث الحصار والتجويع بلغ أشده، لكنهم اليوم ارتكبوا المجزرة الأفظع بحقهم.

في عتمة الليل وتحت أزيز طائرات الاستطلاع خرج الآلاف من المحاصرين شمال وادي غزة إلى الشارع الساحلي حيث تدخل المساعدات، مخاطرين بأرواحهم كرهاً فبكاء أطفالهم الجوعى لم يعد يطاق. جلسوا بالبرد ساعات، ومع فجر اليوم الخميس دخلت شاحنة مساعدات فاستبشروا، ليباغتوا بدبابات تتقدم من خلفها وتشرع بإمطارهم رصاصاً لا يتوقف.

تعمد قناصة الاحتلال والدبابات إصابة أكف المحتشدين  ورؤوسهم، وقبل أن يفتح جيش الاحتلال نيرانه عليهم، قصف دورية للشرطة كانت تحاول تأمين المساعدات.

في لحظة كانت أيديهم تمسك بطحين ندر وجوده، وفي لحظة فقدوا أيديهم وفقدوا الطحين، وآخرون سقطوا فوراً جثثاً هامدة وتخضب الطحين بدمائهم.

لا توجد إحصائية نهائية حتى الآن حول عدد الضحايا فالكثير ما يزالون عالقين تحت مرمى نيران الاحتلال، لكن الحديث يدور عن ما يزيد عن 400 جريحاً و70 شهيداً بالإضافة إلى عشرات الشهداء في الشارع داست الدبابات جثامين بعضهم.

ولربما لن ينجو عدد ممن نقلوا جرحى إلى  ما بقي يعمل من مشافي المنطقة، فهناك تكاملت فصول المجزرة، حيث حصار الاحتلال وانعدام الوقود تسبب بانقطاع الكهرباء وانعدام الأساسيات، فلا تحتمل المشافي هذا العدد المهول من الجرحى، ولا تستطيع طواقمها البسيطة علاج الإصابات الحرجة، خاصة على ضوء كشافات الهواتف المحمولة!

يريد الاحتلال بكل هذا الإجرام تهجير مئات آلاف الصامدين في شمال وادي غزة إلى جنوبه، يريد أن يدفعهم  لذلك بترسيخ الفوضى والجوع والقتل، عقاباً لهم على  تصديهم لمخططاته بالتغيير الديموغرافي في القطاع.