21 نوفمبر 2019

المنع من السفر كأداة ردع للفلسطينيين

المنع من السفر كأداة ردع للفلسطينيين

بعد أن تحزم أمتعتك للسفر، وتتوجه إلى معبر الكرامة (جسر اللنبي)، الممرّ الوحيد لفلسطينييّ الضّفة الغربيّة للخروج من فلسطين، ليس مؤكداً أنك ستُصبح على الضّفة الأخرى -الشّرقيّة - من النهر بمجرد أن قررتَ ذلك! ⁣

من عام ٢٠١٤ حتى نهاية ٢٠١٨، منع الاحتلال ٧٦٧٤ فلسطينيّاً من أهالي الضّفة الغربيّة من السّفر عبر معبر الكرامة. وفي الأشهر الثمانية الأولى من عام ٢٠١٩، وصل عدد الممنوعين من السّفر إلى ٢١٤ فلسطينيّاً. تشمل هذه الأرقام فقط من قرر السفر ومُنِع من ذلك لدى وصوله إلى الحدود، وغيرهم هناك الآلاف من الممنوعين من السّفر ممن لم يصلوا إلى الجسر منذ سنوات. ⁣

تستخدم سلطات الاحتلال المنع من السّفر كأداة ردعٍ وعقابٍ ضدّ الفلسطينييّن، فمثلاً عادةً ما يُمنع الأسرى السّابقون من السّفر، ويمتدّ المنع أحياناً ليشمل عائلاتهم، وأحياناً عائلات الشّهداء، والنشطاء والفاعلون سياسيّاً. عندما تصل هذه الحالات إلى المحاكم الإسرائيليّة، فإنّ جيش الاحتلال يتذرع غالباً بوجود "ملف أمنيّ سريّ" يحوي معلومات حول نشاط الشخص الممنوع من السّفر، وبالتالي تُرفض في الغالب اعتراضاتهم أمام المحاكم.⁣

تستخدم سلطات الاحتلال هذه الأداة كذلك في استهداف الحاضنة الشّعبيّة للمقاومة، كما حصل في صيف ٢٠١٤، عندما منعت سكان محافظة الخليل من الرجال الذين تقل أعمارهم عن ٥٠ عاماً من السّفر لمدة شهر ونصف تقريباً، وذلك كأداة ردعٍ بعد عملية أسر وقتل المستوطنين الثلاثة شمال مدينة الخليل.⁣