حجراً على حجر، بأيديهم المنداة بعرق جبينهم، بنى أجدادنا سلاسل طويلة من الحجارة نسمّيها بالدارجة "سناسل"، تنافسوا في متانتها وإتقان رصّ حجارتها..
طوال قرون، استخدم الفلسطينيّ أدواتٍ من بيئته لحماية أرضه وتسويرها، فراوح بين استخدام النباتات كأشجار الصبّار، وبناء الأسوار الحجرية "السناسل".
تعتمد السناسل التقليدية في بنائها على ملائمة أشكال حجارة الأرض، وتركيبها على بعضها البعض دون الحاجة لاستخدام أي مواد طينية لتثبيتها.
من فوائد "السنسلة":
- تسوير الأرض وتحديدها.
- العمل كمدرجاتٍ زراعية تحمي الأرض من انجرافات التربة في المنحدرات الجبلية.
تعتبر السناسل بناءً بشرياً متناغماً مع الأرض، يساهم بشكل كبير في حماية التنوع الحيوي بفضل وجود الفجوات بين الحجارة.
وجود الفجوات جعلها ملجأً للعديد من الزواحف والحشرات ومخزناً لبذور النباتات المحلية، ما يجذب إليها الطيور التي تبحث عن غذاء وتضع بيضها فيها.
السناسل تندثر
سياسات الاحتلال من هدم وتهجير وتضييق أبعدت الفلسطينيين قسراً عن أرضهم، ودفعت السياقات السياسية والاجتماعية البعض لهجر الزراعة لصالح مهنٍ أخرى، أو بناء أسوار بأدوات صناعية تحتاج مجهوداً أقلّ.
بين سورٍ وسور
بينما يعزز السورُ التقليديّ الفلسطينيّ التنوعَ البيئي، جاء الجدار الإسرائيليّ الفاصل ليهدد التوازن الطبيعي وحيوانات مثل الغزال الفلسطيني ويشكل حاجزاً أمام تكاثر النباتات القريبة منه.
تظهر السناسل في الغناء الشعبي إذ تغني النساء:
"رشين عالسناسل يا بنات رشين عالسناسل يا ليلة
سهرة مع قناصل يا بنات سهرة مع قناصل يا ليلة"