4 فبراير 2022

"أم النور".. تُتعب الزنزانة ولا تتعب!

"أم النور".. تُتعب الزنزانة ولا تتعب!

"الاعتقال عادي بالنسبة إلي.. ما بتفرق معي".. أجابت منى قعدان ضاحكة على سؤالٍ حول اعتقالاتها المتكررة.. عن منارة الأسيرات ومعلمتهنّ في سجن الدامون، عن منى التي أتعبت المحتلّ ولم تتعب..

منى حسين قعدان

مناضلةٌ وناشطةٌ مجتمعية، وأسيرةٌ تحفظها أقبية التحقيق وأقسام السجن لكثرة ما ترددت عليها. اعتقلها الاحتلال للمرة السادسة في أبريل 2021، ليتجاوز مجموع سنوات اعتقالها 8 أعوام.

وُلِدت أم النور (كما يناديها المقرّبون منها) عام 1971 في عرّابة قضاء جنين، لعائلةٍ مناضلةٍ لا تكلّ رغم كثرة الاعتقالات. خضعت منى في اعتقالاتها لجولات تحقيقٍ قاسية، وصلت حتى 62 يوماً متواصلة في اعتقال عام 2012.

يوم 15 فبراير 1999

كان اعتقالُ منى الأوّل لدى الاحتلال (سبقه اعتقالٌ لدى السُّلطة)، خضعت خلاله لتحقيقٍ عسكريٍّ استمرّ 37 يوماً، وقد أعلنت فور اعتقالها إضراباً عن الطعام، أفقدها 20 كغم من وزنها، ولم تُنهه إلّا في بيتها بانتهاء التحقيق معها والإفراج عنها.

لم يكن إضرابها الأخير..

في تجارب الاعتقال اللاحقة خاضت منى الإضراب عن الطعام عدة مرات، أحدثها الإضراب في أكتوبر 2021 تضامناً مع أسرى "الجهاد"، رغم ما تعانيه من أمراض الضغط والسكري والروماتيزم.

من التحقيق للحداد..

ربطت منى علاقةٌ خاصة بوالدتها نجيّة التي كانت تحثها بعد كل اعتقال على الاستمرار في نضالها. في اعتقالها الرابع عام 2011، وفور خروجها من جولة تحقيق استمرت 40 يوماً، قرأت منى على تلفاز السجن خبر وفاة والدتها التي دُفنت دون أن تودعها.

رغم تفوقها ومثابرتها لم تكن رحلة منى في التعليم سهلة. تحمل اليوم شهادة في الماجستير واعتقلت وهي طالبة دكتوراة في جامعة أبو ديس، أما حلمها بالوظيفة فقد عرقله الاحتلال والسلطة.

"أعي تماماً أن خياراتك مُرّةٌ ومدهشةٌ ولم تكن في يوم من الأيام إلا تاريخيّة وكبيرة لا تقبل التراجع أو المواربة؛ وأعي أنك أصبحتِ مركزاً من التحدي ومشروع مواجهة ولا تقبلين أنصاف الحلول وأرباعها ولو قبل بها أنصاف الرجال، وأنك لا تعترفين بمنطق الممكن والمتاح والآنيّ ولو أعطيتِ جُلّ المطالب والقضايا؛ فنعم المجاهدة أنت يا منى".

- من رسالة كتبها شقيقها طارق رفيقها في الأسر والنضال.

لم يزدها السجن إلّا عزيمة..

في السجن هي منارة الأسيرات ومرشدتهنّ، وخارجه ناشطةً مجتمعية لا تتوقف عن خدمة أهالي الأسرى والشهداء، وفي الصف الأول لاستقبال الأسيرات المحررات من سجون الاحتلال.