ليلة السادس من أكتوبر عام 1985 وبينما كانت القنابل والأعيرة تُصَبّ فوق رأسه لاغتياله، لم يكن يعلم الفدائيّ في خليّة "جبل الخليل" محمد الطوس أن عُمراً جديداً كُتب له، يقضيه خلف الزنازين منذ أزيد من 35 عاماً.
محمد الطوس (66 عاماً)
عميد أسرى الضفّة والقطاع وثالث أقدم أسيرٍ في سجون الاحتلال، ولد في قرية الجبعة قضاء الخليل، اعتقل عام 1985 ليترك خلفه زوجة و3 أطفالٍ لا يتذكرون والدهم إلّا وهو خلف القضبان: شادي وفداء وثائر.
كان الطوس فدائيّاً في حركة فتح، وشكّل و4 رفاقٍ له خليّة "جبل الخليل" التي أوجعت جيش الاحتلال والمستوطنين. تعرّضت الخليّة لإعدامٍ ميدانيّ خلال محاولة السفر للأردن، ونجا محمد.
حقق الاحتلال مطوّلاً مع الأسير الطوس وعذّبه رغم إصاباته البليغة، وحكم عليه بالسجن المؤبد. ظلّت عائلة الطوس تعتقد 6 أشهرٍ كاملة أنّ نجلها شهيد، وهُدم بيتهم 3 مرّات.
مرّت أحداثٌ فلسطينيّة كبرى والطوس خلف القضبان، انتفاضةٌ أولى وثانية ووقع اتفاق أوسلو، وخلال عدّة صفقات تبادل كان الاحتلال يُدرج اسمه ثم يسحبه في اللحظة الأخيرة.
طوال أكثر من ربع قرن، كانت زوجته المعلّمة آمنة الطوس تكاد لا تغيب عن أيّ وقفةٍ للأسرى وتظهر محتضنة صورته، حتّى توفيّت عام 2015 بعد غيبوبٍة دخلتها بعد تلقيّها نبأ تراجع الاحتلال عن الإفراج عنه في 2013.
للطوس اليوم أحفادٌ بعمر أبنائه لحظة اعتقاله، يحرمه الاحتلال رؤيتهم وزيارته في السجن بحُجّة أنهم أقارب من درجةٍ ثانية.
" لستُ نادماً على ما قدمته من تضحية كبيرة فداءً للوطن، وأنا على ثقة أنني سأخرج من السّجن وأن الفرج قريب".
الأسير الطوس في رسالةٍ من السجن.