"كندا بارك".. أن لا يكتفي الاحتلال بتهجيرك وهدم منزلك وسرقة أرضك ومحو قريتك من الوجود، بل ويبني فوقها حديقة ليرفّه فيها عن مستوطنيه:
"كندا بارك"
غابة استيطانيّة ضخمة (تُغطي مساحة 12 ألف دونم)، أسسها "الصندوق القومي اليهودي" عام 1972 بأموال كنديين يهود، قرب الرملة على الطريق الرئيس الواصل بين القدس ويافا.
أُقيمت الحديقةُ على أنقاض قرى عمواس ويالو وبيت نوبا في الضفة الغربيّة، والتي هجّر الاحتلالُ سكانها (قرابة 5000 فرد) ودمّرها تماماً بعد حرب عام 1967.
تشجيع يهود كندا للاستيطان
أطلق رئيس "الصندوق القومي اليهودي" بفرعه الكنديّ حملةَ تبرعٍ من الجالية اليهوديّة في كندا أوائل السبعينات، وجمع في حينه 15 مليون دولار لإقامة هذه الحديقة الاستعماريّة، وقد افتتحها رئيس وزراء كنديّ سابق. وما زالت التبرعات الكندية مستمرة لأغراض الصيانة.
"مشهد طبيعي" يقتلنا!
أكثر من ثلثي غابات ومواقع "الصندوق القومي اليهودي" تقع على أنقاض قرى فلسطينيّة دمرها الاحتلال وهجّر أهلها، وأكثر من 86 قرية فلسطينيّة دُفنت وطُمِسَت معالمُها أسفل هذه الحدائق.
زُرعت أراضي هذه القرى بأشجار دخيلة غير موجودة أصلاً في المشهد الطبيعي الفلسطيني، وأبرزها أشجار الصنوبر. وقد اختارها الاحتلال لأنها سريعة النمو وبالتالي قادرة على تغطية أي معالم فلسطينية أسفلها، عدا عن قتلها النباتات البريّة المحليّة.
ما بين أشجار الصنوبر المنتشرة في "كندا بارك" تتوارى بعض معالم القرى الفلسطينية، أبرزها مقبرة عمواس الإسلاميّة، وبقايا بركة رومانيّة، وحطام كنيسة بيزنطيّة، وبعض الآثار الأخرى.