"في 12/11 لمّونا يا حنونة.. في الشوارع قتلونا يا حنونة".. مقطعٌ كان يردده أطفالٌ شهدوا مجزرة رفح عام 1956 وقبلها مجزرة خان يونس ومجازر أخر نفّذتها "إسرائيل" في احتلالها الأوّل لقطاع غزّة.. فهل تُنسى المجزرة؟
29/10/1956
شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية في سيناء بالتحالف مع فرنسا وبريطانيا عُرفت بـ"العدوان الثلاثيّ"، هدفها إضعاف مصر بعد تأميم قناة السويس، والقضاء على المقاومة الفلسطينية.
1/11/1956
ضمن الحملة، احتلّ جيش الاحتلال قطاع غزّة قادماً من رفح، بعد مقاومةٍ فلسطينيّة مصرية. كان القطاع حينها يخضع للإدارة المصرية، ويسكنه 240 ألف نسمة (70% منهم لاجئون).
بعد النكبة
وجود كتلة كبيرة من اللاجئين في القطاع ساهم بتشكيلهم مجموعات فدائيين، في الخمسينات رعت مصر الفدائيين ودرّبتهم وسلّحتهم لتنفيذ عملياتٍ ضد الاحتلال، ردّ عليها بمجازر متفرقة.
بين 1949-1956
قتل الاحتلال آلاف الفلسطينيين، معظمهم خلال محاولة التسلل عائدين لأراضيهم التي هُجّروا منها، وكثيرون خلال عمليات فدائية استهدفت المستوطنات الحدودية.
بعد اجتياح القطاع، فرض الاحتلال حظر التجول فتراتٍ طويلة وتسبب بنزوح الآلاف ونفذ عمليات تفتيشٍ وتحقيقٍ واسعة بحثاً عن الفدائيين، شملت اعتقالاتٍ وإعداماتٍ ميدانية جماعية.
مجزرة خان يونس (3/11/1956)
دخل الاحتلال خان يونس بعد مقاومةٍ استمرّت 3 أيام، أمر الذكور بين 16-50 عاماً بالخروج للساحات، وهناك أطلق النار عشوائياً عليهم وقُتل آخرون في منازلهم، ليرتقي المئات في المجزرة.
مجزرة رفح (12/11/1956)
في رفح، أُمر الرجال أيضاً بالتجمع في ساحة المدرسة الأميريّة وسط المدينة، ليفتح الاحتلال النار على المئات منهم وهم في طريقهم للمدرسة. وُثقت أسماء 124 شهيداً ارتقوا في المجزرة.
الانسحاب الأول (7/3/1957)
بعد أشهرٍ من فشل العدوان الثلاثيّ انسحب الاحتلال من القطاع ودخلته قواتٌ دوليّة، احتفل الغزيّون بجلاء الاحتلال وأطلقوا على أحد أهمّ شوارع القطاع اسم "شارع الجلاء".
ظلّ القطاع تحت إدارة مصر حتى احتلاله مجدداً عام 1967. وعلى عكس ما أراد الاحتلال، لم تخمد المقاومة بعد الاحتلال الأول، بل كانت شرارة لتأسيس حركة فتح وسلسلة من العمليات.