18 أغسطس 2021

"اللي بخاف من الغول بطلعله"

"اللي بخاف من الغول بطلعله"

في الحكايات والأغاني والحداء والأمثال والزجل، يحضر "الغول" و"الغولة" بكثافةٍ في موروثنا الشعبي الفلسطينيّ بصورته المخيفة كثيراً والطيّبة أحياناً، كبرنا و"لم يأكلنا" الغول، فلماذا لا نتعرف عليه؟

لطالما ابتدعت مخيّلة البشر قصصاً وخرافات عن كائناتٍ تعيش بيننا وتتربص بنا، ومنحوها اسم العفريت أو الجنيّة والمارد، لتتشابه الحكايا بين الشعوب وإن اختلفت المسميّات.

في موروثنا
الغول، وأنثاه الغولة أو الغوليّة، أحد أبناء الجن أو الشياطين يجمع بين صفات البشر والوحوش. تُلحق بالشرير منه أبشع الصفات وأكثرها ترويعاً، وهناك الخيّر منه الذي يمد يد العون لبني الإنس.

الهيئة
ضخمٌ كثّ الشعر، طويل الأظافر، أسنانه حادّة، يحب أكل "الفول" ولحم البشر ودمائهم ولا يشبع! وعن صوته المزمجر يقول المثل: "القدّ قدّ الفولة، والحِسّ حِسّ الغولة"

الصفات
تقترن الغيلان بالشر وفظاظة الطباع وسوء الشكل والهندام.
في المثل: "ما تقول إلّا غول".

وهي ذات دهاءٍ ومعرفةٍ واسعة، تتزوج وتحارب وتحنّ على أطفالها.
في المثل: "مثل محبّة الغول لابنه".

تعيش الغيلان في البراري، تحرس الكنوز "المرصودة" والينابيع وتفضّل الخرب المهجورة وعتمة الليل، ويعتقد الناس أنّ لكلّ ابن آدم غولة، تظهر بعد وفاته بين الأحياء، خاصّة إذا كان قتيلاً.

ظهر الغول شرّيراً وطيّباً في حكاياتٍ شعبيّة كثيرة منها "جبينة" و "الشاطر حسن". وخاطبت الغولة "نص نصيص" قائلة: "لولا سلامك سبق كلامك لخليت الناس تسمع قرط عظامك".

حضرت الغيلان في الزجل وتهويدات نوم الأطفال وأغاني لعبهم، مثل:
هيه يما هيه
لاقتني هالغولة
كشتها هالطُّولة
ضربتني بالبلوطة
خلت دمي زغنوطة