بدأ موسم الأعراس! ستفوح الآن رائحة الحنّاء وسيُغنّى لها وعنها .. ماذا تعرفون عن الحنّاء واستخدامها في العرس الفلسطينيّ؟ ومتى كانت آخر مرّة تخضّبتم بها؟
في الصيف، مع موسم الأفراح، تُزهِر شجرة الحنّاء في مواطنها. تُطحن أوراقها وأفرعُها للحصول على مسحوق يُجبل بالمواد الدابغة* ويُطلى على الجسد كاملاً أو نقشاً.
*تُجبل الحناء بالماء أو الشاي أو عصير الرمان … الخ.
ساد استخدام الحناء في مختلف مناطق فلسطين في الأفراح. وارتبطت بليلةٍ سمّيت باسمها، تسبق ليلة العرس، تُخضّبُ بها العروس أيديها وأرجلها.
في فلسطين، يقلّ وجود شجرة الحنّاء التي تحتاج للنمو في بيئات حارّة. وتُحيل الأغاني الشعبية لذلك بالسؤال عن مصدر الحنّاء:
"منين جبت الحنا محمد يا عريس؟"
يحيل البعض طقوس الحناء في الأعراس اليوم لتقليدٍ في الحضارات القديمة كانت فيه العروس تُوشم كتعويذة لمنع تدخّل "الأرواح الشريرة" عند أوّل لقاء لها بعريسها.
وفي بعض مناطق فلسطين لم يكن يُحنّي العروس إلا محنّية ذات حظ، متزوجة ولها أبناء ذكور وحياتها سعيدة ومستقرة مع زوجها وعائلتها، فالحناء تعد أيضاً رمزاً لجلب الحظ.
في التراث العديد من الأغاني المرتبطة بطقوس الحنّاء.
في وقت "جبلة الحناء" تغني النسوة:
"يللا نجبل الحِنّا بمية الهيلِ.. ياريت الحنّا مبارك ع هالعيلة
يللا نجبل الحنّا بمية الرمان .. ياريت الحنّا مبارك ع هالعرسان"..
وعند تخضيب يد العروس بالحنّاء يُغنّى لها بطابعٍ حزين يشكو فرقة أهلها وبعدها عنهم..
"سبّل عيونه ومدّ إيده يحنونه .. خصره رقيق وبالمنديل يلفوله
يا إمي يا إمي عبيلي المخداتِ.. وطلعت من البيت وما ودّعت خياتي"
يُخضّب العريس كذلك يده ويُغنّى له في ليلة سهرة الشباب.
ودامت الأفراح عامرةً في دياركم ونقوش الحنّاء مزيّنة أيديكم !