في كوخ بن غوريون صخرةٌ منقوشٌ عليها اقتباسٌ له، يقول: "كلما ازداد الإنسان حكمةً، اتجَهَ جنوباً"، وعربٌ كلما ازدادوا عمالة ووضاعة، اتجهوا نحو "إسرائيل".. عن المكان الذي يحجّ له جنود الاحتلال، وطلبته، والمطبّعون.
مستوطنة "سديه بوكير" (شجرة البقّار)
27/03/2022
على بعد 50 كيلومتراً جنوب بئر السبع، يجتمع وزراء خارجية الإمارات والبحرين ومصر والمغرب مع حلفائهم الإسرائيليين والأميركيين لمناقشة الحرب الروسيّة الأوكرانيّة والملف النوويّ الإيرانيّ، في مكانٍ لم يُختر عبثاً.
عن المستوطنة
بعد أن شارك في قتال الفلسطينيين خلال النكبة، أسّسَ المستوطنةَ عام 1952 مستوطنٌ أميركيّ من تكساس، لتكون مزرعة أبقار تحاكي مزارع الـ"كاوبوي". و"سديه بوكير" تحريفٌ عبريّ للاسم الأصليّ شجرة/ وادي البقّار، وهي من أراضي قبيلة العزازمة.
هجمات الفدائيين
في الخمسينيات، شهدت منطقة جنوب بئر السبع هجماتٍ فدائية متكررة، وكان للمستوطنة نصيبٌ منها، أشهرها قتل إحدى راعياتها في حادثةٍ نُسبت للفلسطيني فريج بن عودة، والذي سرق الجيشُ من قبل شاتين من قطيعه وأَهداهما للمستوطَنة.
عام 1953
انتقل ديفيد بن غوريون من تل أبيب لمستوطنة "سديه بوكير"، متوهماً أنه سيجد أرضاً "بِكراً" لم تمسسها يد الفلسطينيين من قبل، لكن المساجد المحيطة (وبعضها من الأقدم في تاريخ الإسلام) والكتابات العربية، والحقول المزروعة من أهالي البلاد الأصليين، أحبطت آماله.
تضمُّ مستوطنة "سديه بوكير" اليوم الكوخَ الذي عاش فيه بن غوريون بعد استقالته، وبالقرب منها قبره، الذي يُعتبر محجّاً للمستوطنين، وأحد أهم المواقع واجبة الزيارة "لتقوية الوعي التاريخيّ بالمشروع الصهيونيّ".
"جئت إلى الصحراء، حيث لا شيءَ، لا ترابَ، ولا ماءَ، ولا أشجارَ. جئتُ لحراثة الحقول التي لم تمسَسُها يدٌ آدميّةٌ من قبل، سنخلق كلَّ شيءٍ من البداية. كلُّ شيءٍ سيوجد فيها، سيكون من صنع أيدينا نحن، وعندما أرى شجرةً، سأكون متأكّداً بأننا نحن الذين قمنا بزراعتها، لا الآخرون".
من مقابلة مع بن غوريون/ 1968
بالقرب من المستوطنة، بقايا قرية عربيّة تعود إلى العصر الأمويّ، وآثار واحدٍ من مساجد ديار بئر السبع المفتوحة بلا جدران ولا سقوف.
*مصدر هذه المادة مقالٌ للأستاذ خالد عودة الله على موقع "باب الواد" بعنوان "في تخشيبة بن غوريون"