1 أبريل 2022

"طوّق يا عدو طوّق"... قصة فدائيي جبال الخليل

"طوّق يا عدو طوّق"... قصة فدائيي جبال الخليل

بين عامي 1968 و1976 احتضنت جبال الخليل وأهلها مجموعة فدائيين فلسطينيين، لينفّذوا 78 عمليّة ضدّ جنود الاحتلال، الذي طوّق الجبال لكبح مقاومتهم وردع مُسانديهم.

أبو شنّار

كان من أبرز هؤلاء المقاتلين، باجس أبو عطوان المعروف بأبو شنّار، وقد كان كالشنّار فعلاً؛ تعلّم على يد الفلاحين فصار عصيّاً على الاحتلال اصطياده، عارفاً بمغاور الأرض وجبالها.

وُلد باجس أبو عطوان عام 1950 في خربة الطبقة قضاء الخليل، وعمل مع والده في مقهى في دورا الخليل قبل أن يلتحق بالجيش الأردنيّ الذي فُصل منه على إثر برقيّة احتجاج أرسلها للملك.

"لم يستأجِرنا أحد لحمل البندقية"..

شهد باجس أبو عطوان اعتقال والده على يد قوات الاحتلال. والتحق بالمقاومة عام 1968، مع مجموعة من قوات العاصفة-فتح في جبال الخليل بقيادة علي أبو مليحة، ببندقيّة اشتراها من ماله.

كان باجس ورفاقه على علاقةٍ طيّبةٍ بأهالي المنطقة وبجبال الخليل، وقد حمتهم تلك الحاضنة الشعبيّة والجغرافيّة من أيدي الاحتلال وأطالت عمر المطاردة والمقاومة.

"أنا أعرف هذه الجبال كما أعرف وجهي… وأعرف كيف يمكن أن يحفظ العنب، ويؤكل طازجاً في عزّ الشتاء"..

رواية "باجس أبو عطوان: مات البطل، عاش البطل"/ معين بسيسو.

"طوّق يا عدو طوّق"..

طوّق الاحتلال دورا وجبالها شهوراً طويلة لاعتقال باجس وعلي أبو مليحة ورفاقهما، وغنّت "الفرقة المركزية" ومن بعدها فرقة العاشقين بلسان كلّ أهل المنطقة الذين تحدوا الاحتلال وحصاره وأطعموا وآووا وأعانوا المقاتلين.

 

قدّر باجس ورفاقه جهود الفلاحين في إسنادهم، وردّوا جميلهم بمساعدتهم والتحطيب لهم شتاءً..

"إذا كانت حياتنا سرية إلى أقصى درجات السرية في الجبل، فيجب أن يكون موتنا في أعلى مراحل العلنيّة …يجب أن يعرف الفلاحون أن هناك من يسقط من أجلهم.. يجب أن تكون قبورنا على مرمى عيونهم".

رواية "باجس أبو عطوان: مات البطل، عاش البطل"/ معين بسيسو.

بعد سبع سنواتٍ من المطاردة، استُشهد أبو عطوان عام 1974 في كهفٍ من كهوف قرى دورا الخليل التي احتضنته حيّاً وشهيداً. استشهد وفي رصيده 52 عمليّة ضدّ الاحتلال، فيما واصل رفاقه بعده حتى استشهد آخرُهم عام 1976.

عسلٌ صنعته خليّةُ الفلاحين!

"في الليلة التي دُفن فيها رأى الفلاحون في دورا طيوراً تحمل في مناقيرها عناقيد العنب، وتلقي بها فوق سقوف بيوتهم.. ورأت والدة الشهيد نحلة في حجم طائر الشنار تحط فوق تراب القبر، ثم تطير...ليعلّق أحد الفلاحين: هذا دم باجس أبو عطوان ، تحوّل الى قرص عسل"..

(بتصرّف، من رواية باجس أبو عطوان لِمعين بسيسو).