عن زهور شقائق النعمان، زينة البريّة الفلسطينيّة، ورمز دماء الشهداء والجمال والحبّ..
"يا اللي حولك نابت زهر الشقايق"
من أكثر الزهور البرية انتشاراً في فلسطين، تبدأ بالتفتّح في يناير/ كانون الثاني، وتطغى على المشهد في مارس/ آذار بلونها الأحمر في الغالب، وألوان أخرى أقل انتشاراً مثل الأرجواني والأبيض، خاصّة في شمال البلاد.
أسماؤها
اسمها العلميّ "الشقار الإكليليّ"، وتُطلق عليها تسمياتٌ شعبيّةٌ عديدة مثل "شقائق النعمان"، "الحَنّون"، "الدَحنون"، و"زهرة الدم".
"شقائق النعمان بن المنذر"
ترتبط بزهرة الشقائق حكايا شعبية وأساطير كثيرة، يعود بعضها للفترات اليونانية. تقول إحدى الحكايات إن اسمها يُنسب للنعمان بن المنذر ملك الحيرة الذي أحبّها وأمر بزراعتها، وفي حكاية أخرى أنها نبتت عند قبره بعد بكاء شقيقاته لشدة حزنهن عليه.
"طلع النرجس والحَنّون ظب بذارك يا مجنون"
في التقويم الفلاحيّ الفلسطينيّ يُعتبر ظهور شقائق النعمان مؤشراً موسميّاً لدخول الربيع ووقف عملية التبذير، وبدء موسمٍ زراعيّ جديد.
تحضر الشقائق في الأغاني الشعبيّة أيضاً، كالدلعونا:
يا بيت الشّعر يا بو الشقايق .. يا اللي حولك نابت زهر الشقايق
والله يا خَـلق كلامي لايـق .. من شـوف العذارى درت مجنونا
الورد الأحمر فتح على أمو .. يطيح الجنة هَللي يشمو
حبيب القلب لما بتضمو .. بتصير الروح مثل الحنونا
"زهرة الشهداء"
لونها الأحمر وانتشارها في الريف الفلسطينيّ أكسبها رمزيةً فلسطينيّةً وطنيّةً لترتبط بالدم والشهداء، وفي وداع الشهيد غنّى محمد الهباش في فرقة الجذور:
عشق الشقايق يا رفايق و دعوه و الموت كان رفيق
كل الخلايق بالحقايق يشهدوا لما الـــكـــــرامة تفيق
" احتلال الحَنّون"
لم يسلم الحنّون الفلسطيني من التهويد. عام 2013 أعلنت سلطات الاحتلال عن شقائق النعمان "زهرةً وطنية"، واستخدمت رسمها سابقاً في صك العملات وطوابع البريد وشعارات وحدات جيش الاحتلال.
" الجنوب الأحمر"
يشجّع الاحتلال الاستيطان في شمال ديار بئر السبع (النقب) عبر إقامة فعاليات رياضية وموسيقية ضمن ما يسمّى "مهرجان الجنوب الأحمر"، وهو احتفالٌ صهيونيّ سنويّ بين شهري يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط، بدأ منذ العام 2007، في موسم تفتح الحنون.