28 أكتوبر 2021

خان العمدان: روح عكا تصير فندقاً للمستوطنين

خان العمدان: روح عكا تصير فندقاً للمستوطنين

حين تسير قرب ميناء عكا شمال فلسطين، يواجهك خان العمدان ببنائه الشامخ. كان الخان قبل قرون مركزاً اجتماعياً واقتصادياً بارزاً، واليوم يعمل غول التهويد لجعله فندقاً إسرائيلياً فاخراً، يطمس آخر ما تبقى من عروبة المدينة.

خانٌ بناه أحمد باشا الجزار عام 1784 بمحاذاة ميناء عكا على مساحة دونمين. تميّز ببرج الساعة العثماني الذي شيده فيه عبد الحميد الثاني عام 1900.

يتكوّن من طابقين، ويضم 40 غرفةً، وفي ساحته نافورةٌ مثمَّنة الأضلاع سُحبت إليها المياه قديماً من نهر الكابري.

محط التجار والبضائع

ساهمَ الخان في تنشيط الحركة التجاريّة لعكا، وبات في القرن 18 فندقاً هاماً لمبيت التجار وإبرام الصفقات، وخُصص طابقه الأرضي لراحة الدواب وتخزين القمح.

 

الخان سكناً للفلسطينيين..

تحول منتصف القرن 19 لمساكن ومخازن لأهل عكا، بعدما فقدت المدينة دورها التجاري بتدمير مينائها وإنشاء خط سكة الحديد حيفا- ودرعا. بعد النكبة لجأ إليه مهجّرون من أماكن مجاورة.

 

وضع اليد على الخان

بعد احتلال فلسطين عام 48، سيطر الاحتلال على الخان واعتبره "أملاك غائبين"، ثم وضعه تحت إدارة لجنة أعطاها صلاحية إدارته وبيعه أو تأجيره أو التصرّف فيه.

 

عام 1975

أجّرتْ اللجنةُ خان العمدان (بمبالغ رمزية، وبنود لم يعلن عنها) لشركة "تطوير عكا" الإسرائيلية مدة 99 عاماً، ومنحتها حرية شبه كاملة في التصرف به.

أُخرِجت آخر عائلة فلسطينيّة من الخان في الثمانينات، ثم أغلقته الشركة ومنعت الدخول إليه بحجة أن فيه مواقع "آيلة للسقوط"، وأعلنت عام 2008 عن مناقصة لتحويله إلى "فندقٍ فاخر".

 

عام 2019

فازت بالمناقصة سلسلة فنادق "أورتشيد" الإسرائيلي، بشرط ترميم الخان حتى عام 2024 وإنشاء 50 غرفة فندقية فاخرة، مع بركة سباحة.

بعد النكبة حوّل الاحتلال ما يقارب 85% من مباني عكا القديمة إلى "أملاك غائبين" تديرها شركتا "عميدار"، و"تطوير عكا" الإسرائيليتان، ويعرض الكثير منها للبيع للمستثمرين الإسرائيليين.