13 يوليو 2022

"حجة يا حجة ريحتك روايح .. من نور النبي ودم الذبايح"

"حجة يا حجة ريحتك روايح .. من نور النبي ودم الذبايح"
قطع الفلسطينيّ متأزّراً بالبياض رحلة الحجّ الشاقة على مرّ العصور برّاً في قوافل عبر درب الحجّ الشاميّ، وبحراً عبر يافا، ثمّ جوّاً.. تتعدّد طرق الوصول، ويهوي الفؤاد لوادٍ واحد.. وعند عودةِ الحجّاج ببياض القلوب، كان يحلو الاحتفال …

حتى عقودٍ قليلة مضت، كانت رحلة الحجّ محفوفة بالمخاطر وتستغرق عدة أشهر، قد تتوه فيها القوافل وتهلك عطشاً أو جوعاً.

ولما فيها من مشقة، درج الناس في فلسطين وبلادٍ مختلفة على وداع الحجّاج متحسرين على فوات الصحبة، ثم استقبالهم محتفلين بعودتهم سالمين كيوم ولدتهم أمّهاتهم.

في موسم الحجّ، كانت كلّ قريةٍ تجتمع وتُودّع حاجّاً أو اثنين بغناءٍ حزين خوفاً من مشقة الرحلة وشوقاً للكعبة ، مصحوباً بوصايا الدعاء والسلام على رسول الله.

التحانين
عُرِف الغناء للحجّاج في وداعهم بالتحانين، وذلك من دعوة المودّعين للحاجّ المسافر "الله يحنّن عليك" في طريق سفره.

من التحانين ما كان يُعبّر عن حال الذين بقوا خلف الحجّاج يفكّرون بهم ويتحسّرون أن حرموا تأدية الشعائر معهم، وفرحة عيد لن تتمّ بغيابهم ..

مع اقتراب عودةِ الحجّاج بعد أشهر من عيد الأضحى، تُشعل المشاعل وتُطلى البيوت بالشيد وتُزيّن بورق النخيل، وفور وصولهم تُذبح الذبائح وتغنّى الأهازيج.

ومع تقدّم الزمن وتسهيل ظروف الرحلة، استمرّت عادة الغناء للحجّاج العائدين ولوسائل النقل التي يعودون فيها.