لا يملك المرءُ سلطاناً على قلبه، فحين يحكم الحبّ، يندفع القلبُ نحو محبوبه بلا رادع.. وحين تكون قضيّةٌ كفلسطين جناحاً للقلبِ ونبضه.. يطير أبعد.. وأبعد.. وأبعد .. نحو أثرٍ كذاك الذي صنعه إسماعيل شمّوط، ومازالت تصنعه تمام الأكحل ..
إسماعيل شموط (1930- 2006)
رائد الفنّ التشكيليّ الفلسطينيّ المُعاصر، كرّس أعماله الفنيّة لفلسطين تاركاً العديد من اللوحات والملصقات التي خدمت القضية الفلسطينيّة وعبّرت عن رحلة لجوئه من اللّد.
تمام الأكحل (ولدت عام 1935)
فنّانة يافاويّة لجأت إلى بيروت عام النكبة. تُعتبر من أوائل الفلسطينيات اللاتي درسن الفنّ التشكيلي. درّست الفنّ وتمسّكت بأسلوبها الفنّيّ في وجه الحداثة.
1954
التقت تمام بإسماعيل أوّل مرة أثناء دراستهما الفنون الجميلة في القاهرة، لغرض تنظيم معرض فنّي مشترك بعنوان "اللاجئ الفلسطينيّ" جمع لوحاتهما، وقلبيهما بعد ذلك..
"بيت الشّعب"
بدأ إسماعيل وتمام حياتهما في بيروت، وجمعا الأدباء والفنانين من مختلف الأحزاب السياسية في بيتهما. تنقّلا بعد الاجتياح بين الكويت وألمانيا حتى استقرّ بهما الأمر في عمّان. وكان لهما 3 أبناء.
التعاون في سبيل فلسطين
ترافقا في مسيرتهما الفنيّة، وأسسا معاً قسم الثقافة الفنية التابع لمنظمة التحرير، وأقاما عشرات المعارض المشتركة عن فلسطين في أنحاء العالم، وما زالت تمام حتى بعد وفاة شموط مستمرّة بعرض لوحاتهما سوية في المعارض .
قلب شموط ..
خاضت تمام مع إسماعيل رحلة طويلة لعلاج الروماتيزم في قلبه. خلال هذه الرحلة، لم يتوقف يوماً عن رسم فلسطين، الحُبّ والعزف على الأوكورديون.. حتى رحل عام 2006.
دائماً معاً …
"إنك لم تغادر مرسمك وألوانك وفراشيك … ولم تغادر بيتك الدافئ.. وإن وسادة نومك ما تزال تفوح بعطرك، وإن أنفاسك مازالت تلازمني.. وأنني أحببتك، ولكنني أحبك اليوم أكثر بكثير من أي وقت مضى".. تمام في رثاء إسماعيل.
*اعتُمد في هذه المادة على كتاب "سيرة تمام الأكحل وإسماعيل شموط ، اليد ترى والقلب يرسم" لتمام الأكحل،