كما تقصفنا "إسرائيل" بذخائر ومعدات أميركية، فإن "السلطة" تقمعنا بأسلحة وتدريبٍ وفره الأميركان أيضاً، ولذات الهدف: ضمان بقاء "إسرائيل".
في سبتمبر 2023، تناقلت وسائل إعلام فلسطينية وإسرائيلية أنباء استلام السلطة دفعة معدات وأسلحة من أمريكا عبر الأردن، وأن القرار جاء عقب قمتي العقبة وشرم الشيخ* لقمع حالة المقاومة المتصاعدة في الضفة.
*عقدنا مطلع 2023 وضمنا ممثلين عن السلطة والاحتلال وأمريكا والأردن ومصر.
وفق المتداول، فإن ما تلقته السلطة في 2023 يشمل:
- 10 آليات مدرعة
- 1500 بندقية كلاشنكوف و M16
- كلاب كشف المتفجرات
- وسائل تفريق المظاهرات
- وسائل تكنولوجية للاختراق (وتدريب فرق عليها)
عودة إلى التسليح الأول: أوسلو
حدد الاحتلال عدد وعتاد عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية، واشترط إجراء فحص أمني على المنتسبين وتقييد أسلحتهم بقاعدة بيانات، وسُمح لهم لهم بحيازة بنادق خفيفة ورشاشات مدفعية (عيار 3.-5. بوصة) وعشرات المركبات المدرّعة.*
* ما نصت عليه بنود اتفاق "أوسلو - 2" الموقع 1995.
التسليح الثاني: خارطة الطريق 2003
في محاولة لإنهاء انتفاضة الأقصى، قررت "اللجنة الرباعية الدولية" إعادة بناء أجهزة أمن السلطة "لمواجهة وتفكيك البنية التحتية للإرهاب"*، وبناء عليه تأسس فريق الأمن الأمريكي (USSC) وكُلّف بـ"تأهيل" قطاع الأمن، وعبره باشر الجنرال كيث دايتون عمله.
* النص الحرفي لأحد بنود اتفاق خارطة الطريق-2003.
دايتون يجلب المال والتدريب الأمريكي
بين عامي 2007-2011، خصصت أمريكا أكثر من نصف مليار دولار لدعم تدريب وبناء أجهزة السلطة * تحت إشراف دايتون، لتعويض خسارة السلطة لغزة إثر أحداث الانقسام، وتعزيز موقع عباس وحكومة فياض.
* المصدر: تقرير لمكتب المساءلة الحكومية الأمريكي 2010.
في تلك الفترة، جلب الأمريكان للسلطة نحو ألف بندقية جديدة ومليوني رصاصة، وبين 2007-2017، درّبوا 29 ألف عنصر أمني تابع للسلطة في الأردن وأريحا.
دايتون: مهمتي تتلخص في جعل قوات الأمن الفلسطينية تقوم بعمل أكثر لكي تقوم قوات الاحتلال بعمل أقل.
بدأ خرّيجو دفعة دايتون الأوائل تطبيق ما تعلموه في حملة أمنية على نابلس وجنين* وفي أبريل 2009 اشتبك عناصر الأجهزة الأمنية في قلقيلية مع خلية مقاومة، أسفرت عن مقتل عناصر الخلية (وبينهم مطلوب للاحتلال منذ 10 سنوات) ومدني وعناصر في السلطة، واعتبر الأمريكان والإسرائيليون الحادثة إنجازاً.
* في عملية سميت "الأمل والابتسامة"! في مايو 2008
بعد أن أثبتت الأجهزة الأمنية جدارة أولية، بدأ الاحتلال السماح بشكل مقنن ومتباعد بدخول معدات وأسلحة للسلطة:
- 2010: 50 آلية مدرعة روسية طراز (BTR-70)
- 2013: 700 بندقية
- 2016: 5 جيبات مصفحة
- 2019: 10 مركبات مدرعة من الاتحاد الأوروبي
سلطة لا تتسلح إلّا ضد شعبها!
وهكذا، فإن تسليح لا يكون إلّا جواباً على اشتعال الضفة. فبعد كل هبة أو انتفاضة تتكرر توصية أجهزة الاحتلال والدول الداعمة له: المزيد من تعزيز وتسليح السلطة لمواجهة حالة المقاومة.