18 سبتمبر 2021

معسكرات الاعتقال في فلسطين.. استعباد وسخرة

معسكرات الاعتقال في فلسطين.. استعباد وسخرة

تركز سرديات النكبة في مجملها على التهجير والتطهير العرقي، لكن للنكبة تبعات أخرى ما تزال تتكشف حتى يومنا هذا — منها أن المستعمرين الصهاينة اتبعوا النهج الأوروبي في أسر أصحاب الأرض وإجبارهم على العمل بالسخرة لبناء الاقتصاد ودعم الجهد الحربي وإنشاء المستوطنات.

1948
في ظل انشغال المستوطنين بالأنشطة العسكرية عقب قيام دولة الاحتلال، واجه الكيان نقصاً في الأيدي العاملة، وهنا برزت الحاجة إلى الأسرى الفلسطينيين والعرب.

أودع الاحتلال نحو 7850 أسيراً خمسة معسكرات رسمية، واحتجز غيرهم في ما لا يقل عن 17 موقع اعتقال آخر لم يُعترف بها رسميّاً، بعضها أقيم على أنقاض قرىً مهجرة.

عاش الأسرى -بعضهم أطفالٌ لم يتجاوزوا العاشرة- ظروفاً وُصفت بـ​"العبودية"؛ احتُجِزوا في أقفاصٍ وخيام وجُوّعوا وعُذّبوا وأُجبر بعضهم على خدمة المستوطنين والتبرع بالدم لمقاتلي العصابات الصهيونيّة.

أُوكِلت للأسرى مهامٌ خطرة بالغة المشقّة، وفي شهادة أحدهم: "سُخّر القادرون من الأسرى لحمل مواد البناء وحفر الخنادق والتحصينات العسكرية ودفن الشهداء".

أجبروا أيضاً على هدم بيوت الفلسطينيين المُهجّرين، وجمع ممتلكاتهم المنهوبة ونقلها، وحمل الكتب المسروقة إلى الجامعة العبريّة، وحصد الثمار من المزارع التي هُجّر منها أصحابُها.

"أمرنا الضبّاط بالاصطفاف وخلع ملابسنا عقاباً على هروب أسيرين ليلاً، وتوافد المستوطنون كباراً وصغاراً للفرجة والتسلية". شهادة المعتقل حينها مروان اليحيى

ظلّ بعض الأسرى معتقلين حتى عام 1955، وأُبعدوا عن فلسطين عقب تحررهم. رغم ذلك، لم تظهر معلوماتٌ رسميّة حول هذه المعسكرات حتى عام 1996، حين أفرجت لجنة "الصليب الأحمر" عن سجلّاتها.

عزف كثيرٌ من المعتقلين عن رواية ما عانوه خجلاً منه مقارنةً بأهوال النكبة. يقول المؤرخ سلمان أبو ستة: "طغت النكبة على كل شيء!..(..) كلّما تعمقنا بحثاً تكشفت جرائم جديدة".