9 مايو 2021

تأجيل المحاكم ليس انتصاراً

تأجيل المحاكم ليس انتصاراً

تأجيل جلسة المحكمة في قضية الشيخ جراح ليس انتصاراً، فالمعركة ما زالت مستمرة. الخطوة التي تضطر "إسرائيل" لاتخاذها بفعل الهبة الشعبية هي مناورة قضائية معروفة لامتصاص الغضب الشعبي والضغط الدولي.

تهدف هذه الخطوة إلى إغراق الناس في دوامة من التأجيلات والتعقيدات القانونية وتعليق الآمال على مُجريات المحكمة، حتى استنزاف الدعم الشعبي، وتحويل التهجير إلى عملية بطيئة وهادئة.

ومن المهم هنا أن نذكر أنّه حتّى لو أقرّت المحكمة قراراً بالتهجير، فمن صلاحيّة سلطات الاحتلال أن تنفّذ القرار متى شاءت وعلى مراحل طويلة ومتقطّعة حتى لا تجتذب اهتماماً شعبياً أو عالميّاً.

لكنّ عمليّة الاستنزاف هذه لا يُمكن تنفيذها إلا تحت أمرٍ واقعٍ بدأت تفرضه "إسرائيل": حصار وعزل حي "كرم الجاعوني" المهدد بالتهجير، تعميق الاستفراد بالأهالي ومحاولات ترهيبهم وتفريقهم، وتصعيد القمع في الشوارع المحيطة بفعل الحواجز المثبّتة.

وحتى لو خففت "إسرائيل" ظاهرياً ومرحليّاً من إجراءات حصار الحي، كما فعلت هذه الليلة، وحتى لو بدت كأنها تتراجع على المستوى القانونيّ، فإن الحذر يبقى واجباً من واقع الاستفراد بالأهالي الذي تسعى لتثبيته.

بدلاً من الركض خلف طُعُم الاحتلال، على الحركة النضاليّة أن تتصاعد الآن بالذات، من أجل كسر العزل المفروض على الحيّ بشكلٍ كامل، ومقاومة الحواجز وتوسيع (وليس فقط تثبيت) الوجود اليومي الفلسطيني في الحي ومحيطه. هذه الضمانة الوحيدة في معركةٍ طويلة على الوجود الفلسطينيّ في القدس.