بداية القرن العشرين عرف عن الأديب خليل سكاكيني اهتمامه بأساليب التربية والتعليم الحديثة، وساهم في وضع أسس وأنظمة ومدارس أهمها كانت المدرسة الدستورية، التي رأى بها مكاناً يكون الطالبُ فيه حرًا، توّسع مداركه العقلية بعيداً عن التلقين، وتجعله مدافعاً عن وطنه ومرتبطاً بأمته. عن بعض مبادئ السكاكيني في التعليم:
المدرسة الدستورية
أسسها خليل السكاكيني عام 1909 في القدس لتقدم نموذجاً غير تقليدي ينبذ التقييم العمودي، رفعت شعارات "إعزاز التلميذ لا إذلاله" و"لا امتحانات، لا عقاب، لا حفظ".
تحييد التعصب الديني
ضمّت المدرسة مختلف المراحل (من البستان)، وشملت قسماً داخليّاً، واهتمت باستقطاب الطلبة من مختلف الأديان، وتعلّم فيها المسيحيون والمسلمون قراءة القرآن لتقوية لغتهم.
اللغة العربية أولاً!
تعلّم الطلبة العربية بالإصغاء والممارسة دون التركيز على القواعد والنحو والصرف، حتى تصبح جزءاً من نمط تفكيرهم وأسلوب حياتهم. ولا تدرس الصفوف الأولى لغة سواها حتى يتقنوها، ثم تضاف الإنجليزية لاحقاً.
مواد التدريس
- التاريخ (بدون تلقين).
- الفلسفة (لأثرها في الأدب والسلوك وفق السكاكيني).
- علوم الطبيعة والصحة والنفس والجسد.
- التربية الوطنية (لشحذ العاطفة).
- الترجمة (الإنجليزية والفرنسية والتركية).
لا إكراه في العلم
لا يُعاقب الطالب في المدرسة ولا يُضرب، ولا تُقيد حريته ولا يُذل، فغرضها تنشئة جيل يشعر بكرامته أولاً. وواجب المعلم أن يرهف عقل الطالب لا أن يحشوه حشواً.
"الغرض الذي نرمي إليه من التربية تقوية النفس لا إذلالها وإنماء الغرائز والأميال الصالحة لا محاربتها وإهمالها".. من إعلانٍ للانتساب بالمدرسة في جريدة فلسطين عام 1911.
لا حفظٌ ولا امتحانات!
لا تُلقن المدرسةُ طلابَها ولا تدفعهم للحفظ غيباً، لا امتحانات تقييمية ولا واجبات بيتية تُثقل كاهل الطلاب. بل تجارب يخوضها الطالب ترفع من مستواه دون مقارنتِهِ بغيره.
ربط الطالب بمجتمعه ..
أسست المدرسة فِرقاً للصحة والقراءة والنظافة من الطلاب، مهمتهم نقل هذه المبادئ ورفع الوعي في مدنهم وقراهم، فيكونون حلقة الوصل بين المدرسة والمجتمع لتحسينه.