23 أبريل 2022

"المجهول": قصة تمرٍ مغربيٍّ صار "إسرائيليّاً"

"المجهول": قصة تمرٍ مغربيٍّ صار "إسرائيليّاً"

يسوّق الاحتلال أن تمور المجهول التي يصدرها هي الأفضل في العالم، لكن هذا التسويق مبني على سرقة، فكلّ ما في ثمار "المجهول" الإسرائيلية استيطانيّ، فقد زُرع على أرضٍ مسلوبة، من شجر نخيلٍ مغربيّ مسلوب، طوّره مستوطن، ويروى من مياهٍ معالجةٍ مصدرها مجاري المستوطنات.

المجهول/ المِجول/ المجدول

أحد أشهر أنواع التمور في وقتنا الحالي، يختلف عن الأصناف الأخرى بكِبر حجمه، وتتصدر "إسرائيل" الدول المُنتجة له، إذ تزرعه بشكلٍ أساسيّ في بيسان وطبريا المحُتلتين ومستوطنات غور الأردن ووادي عربة.

تمرٌ من نخيلٍ مسروق

عرفت فلسطين زراعة النخيل منذ 5 آلاف عام، لكن الصهاينة فور استيطانهم زعموا أن فلسطين "خالية من التمور"، وعمدوا لتهريب فسائل النخيل من العراق ومصر تحديداً، أمّا أشجار المجهول فأصلها فسائل مغربيّة هُرّبت وزرعت في كاليفورنيا ثم وصلت "إسرائيل".

(المصادر: الحرة، العساس، دراسة بعنوان "Date Palm Status and Perspective in Palestine")

تمرٌ ينضح استيطاناً

فور احتلال الضفة الغربية عام 1967، أدخل المستوطنون زراعة المجهول لوادي الأردن والأغوار الفلسطينية التي يسيطر الاحتلال على 90% من مساحتها، وفيها 37 مستوطنة وبؤرة استيطانية معظمها زراعية، تُنتج 40% من التمور "الإسرائيلية".

الفلسطينيون يزرعون المجهول أيضاً!

تتركز زراعة النخيل الفلسطينية في أريحا والأغوار في الضفة الغربيّة، وفي دير البلح وخان يونس في قطاع غزة، وبينما يشتهر القطاع بالبلح الأحمر من نوع "حياني"، تضاعفت* مؤخراً زراعة "المجهول" في الضفة، تأثراً بالمستوطنين.

*أكثر من 18 ضعفاً بين 1993-2020

وطبعاً، الاحتلال يمارس دوره المعتاد!

  • مصادرة مستمرة للأراضي تمنع الفلسطينيين من التوسع في الزراعة.
  • منع حفر آبار المياه لريّ الأشجار، وردم بعضها.
  • التحكم بلقاح الأشجار والمبيدات والأسمدة، وتقليع الأشجار بين الحين والآخر.

إن نجحتم بزراعته، سنعرقل تصديره!

تبلغ تكلفة شحن التمر الفلسطينيّ وتصديره ضعف التمور الاستيطانيّة، إذ يفرض الاحتلال إجراءات مشددة من الفحص ويضع قيوداً كثيرة تُضعف من قدرة التمر الفلسطيني على المنافسة من حيث السعر في الأسواق العالمية.
(المصدر: وفا)

الالتفاف على المقاطعة

تواجه التمور الإسرائيلية، تحديداً المزروعة في مستوطنات الضفة حملات مقاطعة متكررة، وتلتف دولة الاحتلال على ذلك بـ:

  • تزوير بلد المنشأ (في المغرب مثلاً تباع تمور المستوطنات مع ملصق جنوب أفريقيا).
  • كتابة بلد المنشأ كـ "الضفة الغربية" أو "وادي الأردن" لتوحي أن التمور فلسطينية أو أردنية.
  • كتابة عبارة "الأرض المقدسة" أو استخدام شعار قبة الصخرة.

تبييض تمور المستوطنات

يساعد بعض التجار الفلسطينيين في الالتفاف على المقاطعة عبر تعبئة تمور المستوطنين (الأقل جودة غالباً) مع شهادة منشأ فلسطينية، وبيعها محليّاً وتصديرها باستغلال بعض الإعفاءات الجمركية على حساب المنتجين الفلسطينيين، فتقلّ صادرات التمور الفلسطينية وتُضرب سمعتها عالمياً.

أسوأ التمور للسوق الفلسطينية

إغراق السوق الفلسطينية بتمور المستوطنات غير الصالحة للتصدير الخارجي، وبيعها بأسماء عربية وهمية يحقق أرباحاً للمنتج الإسرائيلي، ويتسبب بتلف التمور الفلسطينية بعد تكدسها لقلة الطلب عليها لارتفاع سعرها مقارنة بالتمور المهربة.

(المصدر: شبكة أريج للتحقيقات الاستقصائية)