من هول حمم البارود التي تتساقط على رؤوس الغزيين، وأنواع الأسلحة الجديدة التي يُجرّبها الاحتلال على أجساد الغزيين، لم يُعر كثير اهتمامٍ بقنابل الفسفور الأبيض المحرّمة دوليّاً، والتي شهدها الغزيّون في الحروب السابقة، ويكثّف الاحتلال استخدامها مع بدء توغله البريّ في القطاع.
الفوسفور الأبيض سلاحٌ حارق يُحرّم استخدامه في المناطق المأهولة مثل القطاع، يُحدث حروقاً عميقة تصل للعظم، وأضراراً بالغة في الأعضاء الداخلية مثل القلب والكبد قد تكون قاتلة، ويؤدي استنشاقه لأمراضٍ عصبية وتنفسيّة، ويُخلّف دماراً في البيئة والتربة والمياه الجوفيّة، يبقى أثره لسنوات.
جنوب لبنان، يلقي الاحتلال منذ السابع من أكتوبر قنابل الفوسفور الأبيض بشكلٍ متكرر، ما تسبب باحتراق أكثر من 40 ألف شجرة زيتون معمرة ومساحاتٍ حرجية واسعة، وفق وزارة الزراعة اللبنانية.
هيومن رايتس ووتش: "يمكن لشظايا الفسفور الأبيض أن تفاقم الجروح حتى بعد العلاج، وأن تدخل مجرى الدم وتتسبب بفشل الأعضاء. يمكن أن تشتعل الجروح التي سبق تضميدها عند إزالة الضمادات، وحتى الحروق الطفيفة نسبيا غالبا ما تكون قاتلة. بالنسبة للناجين، تؤدي الندبات إلى إعاقات جسدية".
استخدم الاحتلال قنابل الفوسفور الأبيض بشكلٍ مكثّفٍ وموسّع في العدوان الأوّل عام 2008، وقصف به نازحين مُحتمين في إحدى مدارس الأونروا. ولعهد قريب، واصلت طواقم الهندسة في قطاع غزّة التخلص من عشرات مخلّفات القنابل الفوسفوريّة التي لم تنفجر.
تُنتج قنابل الفوسفور عند انفجارها لهباً كبيراً حارقاً ودخاناً أبيض اللون كثيفاً سامَاً ورائحةً كريهةٌ تشبه رائحة الثوم، وتكون على شكل صواريخ أو قذائف مدفعيّة وهاون.
ظهر سلاح الفوسفور أوّل مرّة بين المقاتلين الإيرلنديين، وطوّرت بريطانيا أوّل قنبلةٍ فوسفوريّة عام 1919. استخدمه الاحتلال في لبنان عاميّ 1982 و 2006، وفي قطاع غزّة كانت القنابل المستخدمة في 2008 وفي 2023 أميركيّة الصنع، وفق "هيومان رايتس ووتش" ومنظمة العفو الدولية.