8 مايو 2022

العَمارة في مقاومة الاستعمار البريطاني

العَمارة في مقاومة الاستعمار البريطاني

استُخدمت العمارة في فلسطين من قبل الاستعمار البريطاني كأداة سيطرة على الأرض والسّكان وتسهيل الاستعمار الصهيونيّ فيها، ووظّفها الفلسطينيون في المقابل لمقاومة وجود الإنجليز ومخططاتهم.

التوسّع الصهيوني

نفّذ الإنجليز نظام تخطيط المدن بما يخدم أهدافهم الاستعماريّة. ففي القدس مثلاً، عام 1919 وُضع مخطّط هيكلي* يسعى لتهويدها عمرانياً، كان من ضمنه إغلاق مقبرة "مأمن الله" لخدمة التوسع اليهودي في المنطقة.

*وضعه باتريك جيديس، أحد مناصري الحركة الصهيونية

تمهيد الطرق للجيش

لإحكام السيطرة على المقاومين في ثورة 1936، دمّر الإنجليز البيوت لشقّ طرق تُسهّل وصول عربات الجيش لقلب المدن ، كما فعل مع مئات البيوت في يافا القديمة بما عُرف لاحقاً بِـ"عملية المرساة".

المباني العسكريّة

احتلّ الجيش الإنجليزي عدداً من المباني المدنيّة، مغلِقاً محيطها وناصباً مدافع رشاشة على أسطحها ليحوّلها لثكناتٍ عسكريّة؛ كما فعل في فندق فلسطين في حيّ الشويترة والنادي العربي في شارع حطين في نابلس.

قلاع دفاعيّة

لتعزيز السيطرة الأمنيّة، بنى الإنجليز 66 مركزاً عسكريّاً محصّناً عام 1940، عُرفت بقلاع تيغارت، تركّزت عند مفارق الطرق للسيطرة على حركة الثوار، وبالقرب من قرى نشطت في الثورة.

العمارة كأداة مُقاومة

كما استُخدمت العمارة لخدمة الإنجليز في الثورة الكبرى، فعّل الفلسطيني بيئته للمقاومة، فاستخدم طرق المناطق الريفيّة الضيّقة لشنّ هجماته، وتخزين الذخائر، ونفّذ عمليات قنص من على أسطحة المباني.

الأزقّة في خدمة المقاومين

عام 1936، مكّنت الأزقّة المتعرّجة في القدس منفّذي عملية تفجير سينما أديسون من ترك المكان والوصول إلى قلب القدس، دون الحاجة للركض في شوارع المدينة العريضة والتعرّض للجنود.

الطرق الضيقة والجبال سواتر للمقاومين

وجود مقرّ قوات الجيش البريطاني في المنطقة الأضيق بين جبلي عيبال وجرزيم، سهّل هجمات المقاومين وأتاح لهم ساتراً من نباتات وصخور الجبال، ما دفع الجيش البريطاني لصدّ هذه الهجمات بالطائرات العسكريّة.

مهاجمة البنية التحتيّة

استهدف المقاومون البنية التحتية لعرقلة عمل قوات الجيش البريطاني والمستوطنين اليهود، ففي عام 1938 وحده نفّذ المقاومون:

720 هجوماً على خطوط الهاتف
341 هجوماً على سكك الحديد
104 هجوماً على خطوط إمداد البترول
335 هجوماً على خطوط المواصلات.

(التقرير السنوي لشرطة فلسطين لعام 1938)

* للمزيد:  "من كلّ حارة وبيت وشارع": عن دور العمارة في مقاومة الاستعمار