في أحداث النقب الأخيرة، قامت طواقم الصندوق القومي اليهودي بعمليات التجريف والتشجير الاستيطاني بحماية من جيش الاحتلال، وذلك ضمن جهود الصندوق التي تمتد لأكثر من 120 عام لتوطين اليهود والسيطرة على الأراضي الفلسطينية بالتعاون مع حكومة الاحتلال وجيشها. فكيف كان المشهد الأوّل؟
1901
تأسس "الصندوق القومي اليهودي" خلال الكونغرس الصهيوني الخامس في بازل، بهدف شراء أراضٍ فلسطينية ونقل ملكيّتها إلى "الشعب اليهودي". وعُرف باسم "الكيرن كييمت"، المستعار من المعنى الدينيّ "صدقة من أجل الآخرة".
استولى الصندوق على أراضي فلسطين بالتحايل القانوني والتنسيق مع السلطات البريطانيّة، وبشرائها من المُلاك الغائبين من الإقطاعيين العرب، مقتلعاً الفلسطينيين لإنشاء المستعمرات.
جنّد الصندوق حصّالته الزرقاء لجمع التبرعات من يهود العالم. أوّل مقر له كان في النمسا، ثم استقرّ بالقدس منذ 1922، وله فروعٌ اليوم كجمعية في أكثر من 20 دولة.
1904
سيطر الصندوق على أوّل أرض فلسطينية بمساحة 4,000 دونم في قرية حطّين قضاء طبريا. وبلغ مجموع ما سيطر عليه عشية النكبة، قرابة المليون دونم.
"ملفّات القرى" 1945-1947
وثّق الصندوق معلوماتٍ تفصيليةً عن نحو ألف قرية فلسطينيّة وأهلها في وثائق ساعدت العصابات الصهيونيّة في السيطرة على الأراضي، وتحديد الشباب "المطلوبين" للإعدام.
وجّه الصندوق العصابات لتهجير قرى بعينها، كقرية البطيمات قضاء حيفا وإندور قضاء الناصرة، لأن أراضيها تسهّل التوسع الاستيطانيّ للصندوق.
زرع الصندوق أشجاراً غريبةً عن الأرض لإخفاء معالم المُهجّرين، ووطّن مكان الفلاح الفلسطينيّ مستوطنين لم يفقهوا شيئاً عن الزراعة، فعلّمهم أساساتها (من ضمنها التعريف بالفأس!)
بعد النكبة
في الستينات، مُنح "الصندوق اليهوديّ" 43% من مقاعد مجلس "دائرة أراضي إسرائيل"، وهي الدائرة الرسميّة الإسرائيليّة التي تُسجّل باسمها معظم الأراضي الفلسطينيّة المسلوبة، مما مكّنه من تطبيق أهدافه على نطاقٍ أوسع.
يستمر اليوم الصندوق بابتلاع الأراضي الفلسطينية بمختلف الطرق، وينشط في الضفّة الغربيّة التي سيطر على أكثر من 65 ألف دونم منها، ويموّل الاستيطان على أراضيها بملايين الشواكل.