24 مارس 2022

الزعتر.. عطر الأرض مكثّفاً في نبتة

الزعتر.. عطر الأرض مكثّفاً في نبتة

متعة العثور على "بيت زعتر" برّي بعد البحث عنه في الجبال، سعادة الاستيقاظ في يوم جمعة على رائحة مناقيش الزعتر تفوح في البيت، الغضب بعد أن تعد الأم "سندويشة" الزيت والزعتر (الذي نعرف أنه سيتسرب من الكيس إلى صفحات الكتب المدرسية)، الحزن وزعتر البلاد يوشك أن ينتهي ولا نجد له شبيهاً في الغربة.. كلها مشاعر نعرفها كفلسطينيين، تحكي علاقتنا المتجذرة بالزعتر..    

الزعتر

نبات عشبي معمّر له رائحةٌ عطريّة مميزة، ينمو برّياً في دول حوض المتوسط بأنواع مختلفة. ينتشر في معظم أنحاء فلسطين وجبالها، وفي السنوات الأخيرة يزرعه الناس كمحصولٍ يباع في الأسواق.

من أنواع الزعتر في فلسطين

  • البري (زعتر الجبل): مذاقه حاد وقويّ، يعطي طعماً مميزاً لخليط (الدقة).
  • الفارسي: تشتهر به مناطق رام الله، مذاقه اللاذع يجعله مناسباً للمخللات.
  • زعتر بلاط (زعيتمانة): أوراقه ملساء تُضاف عادة للشاي لتعطي نكهة مميزة.

الزعتر في المعدة

كاملاً ومطحوناً، طازجاً ومجففاً ومخللاً، يأكل الفلسطينيون الزعتر، يدخلونه في الفطائر والمخبوزات ويتبلون به اللحوم والأطعمة، ومن أبرز الأطباق: فطير (مطبق) الزعتر، مناقيش الزعتر، زعتر دقة (مع زيت الزيتون).

أثر الزعتر

بالنسبة للفلسطينيّ استخدامات الزعتر لا حصر لها؛ من علاج السعال وآلام المفاصل واضطرابات المعدة، لتطويل الشعر وتغذية البشرة، وهناك إيمانٌ شعبيّ أن تناول الزعتر يجعل الأطفال أذكياء (هذا المُعتقد وصل بعض الشعوب العربية أيضاً!).

الزعتر في الغزل

يا طِلق الزعتر يا طِلق الزعتر.. قلبي ع فراق الحلو يتحسر

ع طريق العين ما أحلى المشي.. يومن غمزتيني وقلت بترمشي

وفهمت يللا ع الوعر نطلع سوى.. ونهمش الزعتر وقلبي تهمشي

الشاعر سعود الأسدي

الزعتر في المقاومة

طلعنا ع الجبل دَقّة يا ناسي.. تنلقّط زعتر ونساوي اقراصي
مناحم بيغن ريتو بقواسي.. من فرد الموزر بين لعيونا

كفاح الشعب بروح السعادة.. شعبنا كُلّه همّة وإرادي
ناكل خبّيزية وزعترنا العادي.. أحلى من العسل خبز الطابونا

ديوان الدلعونا الفلسطيني/ عبد اللطيف البرغوثي

الزعتر في الأفراح

"حنّا يا حنّا…يا ورق الزعتر والحنّا لايق..ع ايدين الأسمر".

"يا سدر المشكّل شكلتو بالزعتر.. وإن كان للعريس لأمشي واتمختر".

والأتراح

"لاروح للزعتر واشمه.. يا هالجنين مفارقته أمه"

من "تناويح" يطا (المصدر: الأغاني النسائية الشعبية في فلسطين، إدريس جرادات).

"إسرائيل" بين الفلسطينيّ وزعتره!

عام 1977، أضاف الاحتلال الزعتر لقائمة نباتاتٍ يُمنع الفلسطينيون في الأراضي المحتلة عام 1948 من قطافها بحجة "حماية البيئة"، وبين العامين 2004-2016 نظرت محاكم الاحتلال في 40 قضية "قطف أو حيازة الزعتر".

الباحث ربيع اغباريّة/ موقع فسحة.

الزعتر وذاكرة المجزرة

بعد أن شهد مخيم تلّ الزعتر في لبنان واحدة من أفظع مجازر العصر الحديث*، اقترن الزعتر برائحة الدم، ولم يعد يرتبط بكلّ ما هو جميلٌ وحميميّ فقط..