18 نوفمبر 2022

التهمنا الحصار.. فاجعة مخيم جباليا

التهمنا الحصار.. فاجعة مخيم جباليا

استيقظ الفلسطينيون المحاصرون في قطاع غزّة اليوم على قبورٍ جماعيةٍ فُتحت مجدداً، معظمها صغير الحجم لأطفالٍ ربما كانوا أسعد ما يكون بجمعةٍ مع أبناء عمومتهم وبعض الحلويات والكثير من الشقاوة والضحكات، وآباءٍ مشتاقين التأم شملهم بعد طول غربةٍ وفراق..

شعورٌ بالتعب يعمّ الناس هذا الصباح، أرواحهم وأجسادهم يُثقلها إرهاقٌ يشبه ما يشعره المرء بعد ليلةٍ من البكاء الطويل المحبوس منذ أمد، فجّرته فاجعة مخيّم جباليا، حيث قضى 21 فرداً من عائلةٍ واحدة ليلة الجمعة، بينما كانوا مجتمعين في مناسبة عائلية..

تسببت كمياتٌ من البنزين المخزن في المنزل بالاشتعال السريع والقاتل، ووفق الشهادات الأولية كان هذا البنزين مخزناً لتشغيل مولدٍ كهربائيّ. رُبما لم تكن الصواريخ آلة القتل هذه المرّة، لكن القاتل ذاته: الاحتلال الإسرائيلي والحصار الخانق الذي يفرضه منذ أكثر من 16 عاماً متواصلة.

16 عاماً والقطاع يعاني أزمة وقودٍ طالت مختلف مناحي الحياة؛ الكهرباء، التنقل، العلاج، التدفئة، التعليم.. وكلّ شيء تقريباً. كان الوقود شحيحاً فحاولوا بشتّى الطرق توفيره: بالتهريب وبحرق البلاستيك، وحتى أنهم استخدموا زيت قلي الفلافل بديلاً عنه، كي لا تتوقف الحياة، ولا يهزمهم الحصار..

16 عاماً راح فيها عشرات الأطفال والكبار ضحايا الحرائق والاختناق خلال محاولة الاستنارة بشمعة أو الاستدفاء بالفحم، بسبب انقطاع الكهرباء وتضييق الاحتلال على إدخال الغاز والوقود..

16 عاماً وقدرة الأجهزة العاملة في غزّة تزداد ضعفاً واستنزافاً، مع تعمد الاحتلال استهدافها بالقصف وبمنع إدخال ما يلزم لترميمها وتطويرها.. "بذلنا جهوداً جبارة لإخماد الحريق لكن إمكاناتنا متواضعةٌ جداً"، قال بحرقة مسؤولٌ في الدفاع المدنيّ في القطاع.. حرقةٌ استشعرها كلّ فلسطينيّ..