أزيلت اليافطة التي تحمل صورة الأسير عاصف الرفاعي (21 عاماً) والتي عُلقت قبل ساعتين خلال وقفة في رام الله. قال من كان يُزيلها إن هذه اليافطة دائمة الترحال بين الأماكن التي تشهد وقفات مساندة لعاصف. في الأثناء، كان الجميع يدير ظهره ويغادر المكان، تاركين خلفهم صور عاصف على المقاعد.
وحده بقى الأب واقفاً مكانه، تراه يحمل نجله في دمعة معلقة في عينيه. لا وقت لأن تسقط هذه الدمعة الآن، يقول عبد المعطي الذي وصله قبل أيام قليلة نبأ تمدد السرطان لجزء آخر من جسد نجله عاصف.
عاصفٌ كاسمه، قرر إثارة عاصفته على الاحتلال منذ طفولته مشتبكاً بحجارته كلما اقتحموا قريته كفر عين قضاء رام الله، فأصيب برصاص الجيش وعمره (15 عاماً)، ليبدأ من حينها رحلته مرة جريحاً ومرة أسيراً، وقد عبأته 10 سنواتٍ من طفولته قضاها زائراً لوالده أسيراً في السجن، غضباً على الاحتلال.
بعد شهور قليلة من تحرره للمرة الثالثة من سجون الاحتلال في عام 2021، اكتشف عاصف إصابته بسرطان القولون والغدد. ورغم مرضه، نفذ عملية إطلاق نار استهدفت قوة لجيش الاحتلال، ليُطارد شهوراً بعدها قبل أن يعتقل للمرة الرابعة في أيلول 2022. ومن المتوقع أن يصدر حكمٌ بحقه قد يصل 20 عاماً.
رفضت إدارة سجون الاحتلال تقديم أي علاج لعاصف خلال الشهور الخمسة الأولى لاعتقاله، ما أدى لتفاقم وضعه الصحي بشكل متسارع. ولم تخضعه لأي علاج إلا بعد جملة من المطالبات والضغوط. ليكشف الأطباء خلال فحصه الأول في كانون ثاني 2023، أن السرطان انتشر وأصاب جدار البطن والأمعاء والكبد.
في أيلول 2023، وبعد سنة على اعتقاله، تدهور وضع عاصف مجدداً ليكشف الأطباء أن السرطان أصاب قناة البول، وأدى لتضخم بالكلى، وتعطل إحدى الكليتين. يقول والده، "الانتشار المستمر للمرض وتفاقمه يؤكد أن عاصف لا يُقدم له العلاج اللازم. إدارة السجون تعمدت أن يصل عاصف لهذه المرحلة".
تنذر التقارير الطبية الإسرائيلية من أن شهوراً قليلة فقط تفصل عاصف عن الموت، فهو الحالة الصحية الأصعب بين 24 أسيراً مصاباً بالسرطان. أما عاصف ففي كل اتصال مع عائلته يؤكد أنه لن يكف عن قتال السرطان وسجانيه. ويدعوهم للأمل، وأن لا يسقطوا الدمعة.