8 أكتوبر 2022

أحراش العَمْرَة: الغابة المخطوفة في جنين

أحراش العَمْرَة: الغابة المخطوفة في جنين
بخضرتها الممتدة، صوت طيورها الذي ينده المارّ من بعيد، ورائحة أشجار ريحانها وسرّيسها التي تهب فتُغريه بزيارةٍ للتمشي في أعماقها والانعزال عن كل شيء إلّا جمالها، هكذا يذكر أهالي جنين أحراش العمرة التي صودرت منهم وصار حراماً عليهم دخولها..
 
أحراش العَمْرَة/ أم الريحان

تبعد 17 كم جنوب غرب جنين خلف الجدار العازل. تمتد على مساحة تقارب 16 ألف دونم ضمن سلسلة غابات كثيفة تمتد على 60 ألف دونم* وتشكّل 86% من مساحة غابات الضفّة الغربية وتعتبر الأكبر بينها. *المصدر: منظمة UNESCO.

 

معركة الشيخ الأخيرة
20/11/1935

"العَمرَة" جزءٌ من "أحراش يعبد" التي تقلصت اليوم بشكلٍ كبير، ودارت فيها معركة الشيخ عز الدين القسام الأخيرة ضد الإنجليز واستشهد مع عدد من رفاقه بعد ساعاتٍ من الصمود.

 

حيواناتها وطيورها

تعتبر العَمرة من المناطق البيئية الهامّة للطيور في فلسطين ومحطة توقف لآلاف الطيور المهاجرة والمهددة مثل صقر العسل. وفيها حيواناتٌ برية مهددة كالذئاب والثعالب الحمراء.


أشجارها

العمرة محميةٌ طبيعية ذات تنوع نباتيّ، وتحتلّ أشجار البلوط النسبة الكبرى من مساحتها، إضافة إلى السرو والكينا والغار والزرد والسرّيس البري والأنواع الأصيلة من الشعير والقمح.

 

أهاليها

وسط الغابة تجمعٌ سكانيّ صغير يُطلق عليه "خربة العمرة" ويعد امتداداً لقرية أم الريحان القريبة، وتجاور الأحراشُ قريتي برطعة ويعبد، وليست بعيدةً عن مدينة أم الفحم.


الاستيطان

منذ السبعينيات بدأ الاحتلال تطويق العمرة بمستوطنات عدة أبرزها "ريحان" و "حينانيت" وبدأ التضييق على أهاليها بإطلاق الخنازير البريّة ومنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية كزراعة أراضيهم وشق الطرق.

 

الضمّ خلف الجدار

عام 2003 صادر الاحتلال أراضي من أم الريحان وضمّها وقريتين مجاورتين خلف جدار الفصل، وشمل ذلك أحراش العمرة وباتت مغلقة أمام فلسطينيي الضفّة الغربيّة.

 


سيطرة المستوطنين

بعد ضمّها، تسارع استيطان العمرة. ففتحها الاحتلال أمام جولات المستوطنين المتكررة، وخصص لها موظفين. واستثناهم من قوانين المحميّة وخوّلهم إقامة حظائر لهم فيها.

 

محميّة؟ إذاً مستوطنة!

يتخذ الاحتلال مسمى "محميّة" ذريعةً للضم والاستيطان، وفي الضفة الغربية أكثر من 10 محميات طبيعية سيطر عليها الاحتلال في السنوات الأخيرة، كتلك التي في منطقة "الجفتلك" وأخرى قرب البحر الميت.