7 فبراير 2022

"أبو الشوء".. عودة أقدم طفلٍ أسير

"أبو الشوء".. عودة أقدم طفلٍ أسير

يعود اليوم للقدس، بعد عشرين عاماً كاملة من التغييب، الأسير أحمد الشويكي "أبو الشوء".. يعود أحمد شابّاً ثلاثينيّاً، لكن في ذاكرته ما زال الطفل الذي كان يلعب "فوتبول" مع أصدقائه، قبل أن يقلب الاحتلال حياتهم.. 

الزمان: يوم الجمعة 8/2/2002
المكان: أحراش جبل المكبّر- القدس

كانت فلسطين في سنة انتفاضة الأقصى الثانية، تجمّع الأصدقاء مهند جويحان، أمجد أبو رميلة، سمير غيث، سامر أبو رميلة، وأحمد شويكي بعد صلاة الجمعة، وجميعهم من حيّ الثوري بالقدس، للتنزه واللعب.

في حدود الساعة 2:00 بعد الظهر

انقلب يوم الأطفال من اللعب بكرة القدم، لملاحقةٍ من مروحيّات إسرائيلية وجنود ملثّمين وقواتٍ خاصّة. تفرّق الصحاب، أعدم الاحتلال سامر، أُصيب أحمد، واعتقل مع الآخرين.

لم يكن أحمد سوى طفلٍ بعمر الـ14، إلّا أن ادعاء قتلِهِ ورفاقِهِ لطفلةٍ مستوطنة، قلبَ حياتهم. شَهِدَ أحمد إعدامَ الجنودِ لسامر من مسافةٍ قريبة، أمّا هو فقد أُطلق الرصاص على يديه بينما كان يرفعهما ببراءةٍ وخوف.

تعرّض الأطفالُ الأربعة لتحقيقٍ قاسٍ، لم يسلم منه أحمد رغم إصابته وخضوعه لعمليتين جراحيّتين، نكّل الاحتلال بعوائلهم وأهالي حيّهم، قبل أن يصدر بحقهم أحكاماً مرتفعة بالسجن.

أحمد شويكي (14 عاماً) حُكم بالسجن 20 سنة.
أمجد أبو رميلة (15 عاماً) حُكم بالسجن 25 سنة.
مهند جويحان (16 عاماً) حُكم بالسجن 25 سنة.
سمير غيث (18 عاماً) حُكم بالسجن المؤبد.

خلال سنوات السجن، تنقّل أحمد بين عدة سجون آخرها سجن النقب. أنهى "التوجيهي" بنجاح، وقطع شوطاً في التعليم الجامعيّ.

يعتبر "أبو الشوء" كما يناديه أصحابُه أقدمَ طفلٍ في سجون الاحتلال. سلب الاحتلال طفولته وقضم من شبابه، لكنه لم يخترق روحه المرحة وتعلّقه برفاقه الأسرى وخدمته لهم، وهو في "النقب" حلّاقهم المحبوب.