6 يونيو 2023

مستشفى حوّارة: الناس تتبرع والسلطة تتنصل

مستشفى حوّارة: الناس تتبرع والسلطة تتنصل

تصدّرت بلدة حوارة، جنوب نابلس، عناوينَ الأخبار في الأشهر القليلة الماضية. حصل ذلك بعد تصاعد عمليات المقاومة في شارعها الرئيس، وبالأخص العملية التي نفذها الشهيد عبد الفتاح خروشة، في 26 شباط/ فبراير 2023، والتي أسفرت عن مقتل مستوطنيْن. ثمّ ما تلاها من اعتداءٍ وحشيّ ومكثف من المستوطنين بحماية جنود الاحتلال، أسفر عن استشهاد الشاب سامح الأقطش، وإصابة العشرات، وتسجيل خسائر ماديّة بملايين الشواكل. 

في تلك الليلة ولعدة ليالٍ بعدها، فرض جيش الاحتلال حصاراً مُشدّداً على حوارة؛ أغلق الحاجز العسكريّ الذي يفصلها عن مدينة نابلس لعدة ساعات، مُعطّلاً الحركة عبر شارعها الرئيس الذي يربط شمال الضفّة بوسطها وجنوبها، وأغلق الطرق الفرعيّة التي تربطها بالقرى المجاورة. شمل ذلك تعطيل حركة سيارات الإسعاف من وإلى نابلس المدينة في الوقت الذي كان فيه الناس في أشدّ الحاجة للخدمات الإسعافيّة والطبيّة.

27 شباط/ فبراير 2023، حوّارة، جنوب نابلس، فلسطينيون يقفون في وجه عددٍ من المستوطنين (الذين يحرسهم الجيش) الذين اقتحموا الشارع الرئيس في البلدة، بعد ليلة دامية من الاعتداءات الوحشية على منازل الناس وأرواحهم. (ناصر اشتية/وكالة الصحافة الفرنسية).
27 شباط/ فبراير 2023، حوّارة، جنوب نابلس، فلسطينيون يقفون في وجه عددٍ من المستوطنين (الذين يحرسهم الجيش) الذين اقتحموا الشارع الرئيس في البلدة، بعد ليلة دامية من الاعتداءات الوحشية على منازل الناس وأرواحهم. (ناصر اشتية/وكالة الصحافة الفرنسية).

وفي قصة غير بعيدة، توفيت في الثاني من حزيران/ يونيو الجاري الرضيعة غرام ياسر عرفات بعد أن وصلت مركز طوارئ حوارة جراء تعرضها للاختناق، ولم ينجحوا في إسعافها، إذ لم تكن هناك اسطوانة أكسجين كافية في المركز، وكانت الكهرباء فيه مقطوعة، ولم يكن فيه محوّل لإنتاج الكهرباء!

دفعت تلك الأحداث بتساؤلٍ قديمٍ ليطفو على السطح من جديد، متعلق بمستوى الخدمات الطبيّة والإسعافيّة في منطقة جنوب نابلس، ومتعلق على وجه الخصوص بالحال الذي آل إليه مركز الطوارئ الوحيد التابع لوزارة الصحّة الفلسطينيّة في تلك المنطقة.   

اقرؤوا المزيد: "قاهراً عداك.. معركة العلم في حوارة".

يوجد في منطقة جنوب نابلس 25 بلدةً وتجمعاً فلسطينيّاً، يسكنها قرابة 157 ألف فلسطينيّ، وتُعدُّ واحدةً من أكثر المناطق استهدافاً من قبل جماعات المستوطنين. لكن، رغم هذا الثقل السكانيّ، وحساسيّة الأوضاع هناك، لا يوجد أي مستشفى مجهّز بما يكفي لخدمة الناس، واستقبال الجرحى في حالات الطوارئ والاعتداءات. وهو ما يزداد خطورة عندما يقطع الاحتلال الأوصال بين جنوب نابلس ومركز المدينة، فيصبح الناس معزولين تماماً عن أي خدمة طبيّة ملائمة. 

أما مركز طوارئ حوّارة التابع لوزارة الصحّة الفلسطينيّة، فهو مركز الطوارئ الوحيد في المنطقة، والأهمّ من ذلك أنّه يعاني من شحّ كبير في المعدات والمواد الطبيّة، ولا يعمل فيه إلا عدد قليل من الممرضين والأطباء، ويعجز عن تقديم خدمات إسعافيّة وعلاجيّة كما يجب.  

 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by متراس - Metras (@metraswebsite)

جروح لم تشفَ بعد..

في ليلة الهجوم الكبير على حوارة (26 شباط)، كان الشاب معتز أنيس الديك (29 عاماً) أحد سكان البلدة، من بين المصابين. يقول معتز: "انهال عليّ 8 مستوطنين بالضرب بالعصي وبأيديهم وأرجلهم، ورشوني بغاز الفلفل، ما تسبب لي بجروح وحروق في الجزء العلوي من جسدي".

يقول معتز إنه ما زال حتى اليوم يُعاني من آثار تلك الإصابة، وأنّه يحتاج إلى علاجٍ تجميليّ نتيجة عدم تلقيه علاجاً أوليّاً يناسب حالته، إذ نُقل بعد إصابته إلى مركز الطوارئ في حوارة. يوضح: "لا يوجد في المركز معدات للتعامل مع كل الحالات، لم يداووني بشكل صحيح، ذهابي لطوارئ حوارة وعدمه عند إصابتي كان سيّان، جسدي مليء بالجروح والندوب التي من الصعب أن تختفي، وهذا بسبب عدم وجود طاقم طبي متخصص، كما أن الإسعاف لم يكن مجهزاً بالإسعافات الأولية لمثل حالتي". 

 حالة الشاب محمود عودة (19 عاماً) لم تكن أفضل حالاً، فقد أُصيب في الليلة ذاتها بكسرٍ في الجمجمة، نتيجة إلقاء مستوطنٍ حجراً على رأسه بشكلٍ مباشرٍ وعن قرب. يروي سليم عودة ما حدث مع ابن شقيقه: "عند إصابة محمود نقله الشبان لمركز الطوارئ، كانت الساعة قرابة السابعة مساءً، وفي المركز تم تنظيف الدم وتقديم الإسعاف الأولي البسيط له فقط، ولم يكن هناك سوى ممرض واحد وطبيب واحد، يستقبلون المصابين في تلك الليلة الصعبة!". 

بقي محمود بانتظار سيارة الإسعاف قرابة أربع ساعات بسبب إغلاق الحواجز وعرقلة حركة الطواقم الطبية، حتى وصلت إليه الساعة الحادية عشر، ونقلته لمستشفى رفيديا بنابلس، حيث خضع لعملية جراحية فور وصوله. يكمل عودة: "طوارئ حوارة يفتقر لكل شيء، ولا يصلح لاستقبال مثل هذه الحالات، وللأسف وزارة الصحة والسلطة تغض النظر عن معاناتنا بعدم وجود مستشفى يخدم منطقتنا، ورغم المظاهرات والمطالبات خلال السنوات الماضية، لم نسمع إلا الوعود". 

 26 شباط/ فبراير 2023، حوارة، نابلس، فلسطينيون ينتظرون على حاجز حوّارة العسكري إثر إغلاقه من جيش الاحتلال وتقييد حركتهم من وإلى نابلس. (جعفر اشتية/ وكالة الصحافة الفرنسية).
 26 شباط/ فبراير 2023، حوارة، نابلس، فلسطينيون ينتظرون على حاجز حوّارة العسكري إثر إغلاقه من جيش الاحتلال وتقييد حركتهم من وإلى نابلس. (جعفر اشتية/ وكالة الصحافة الفرنسية).

تلك الأحداث، أعادت ذاكرة ذيب لولح من بلدة بيتا جنوب نابلس عدة سنوات للوراء، عندما ضاقت به الدنيا وهو يحمل طفلته دلال بين يديه محاولاً الوصول لمستشفى رفيديا بنابلس لعلاجها، في ظل انعدام الخدمة الطبيّة اللازمة لها في منطقة جنوب نابلس، لكن حواجز الاحتلال التي أغلقت حينها بشكل كامل، حالت بينه وبين الوصول للمستشفى إلا بعد فوات الأوان، لتصل ابنته للمستشفى وقد فارقت الحياة.

يقول: "مع آذان عصر الـ30 من كانون الأول/ديسمبر 2017، خرجت بابنتي من المنزل مسرعاً باتجاه مستشفى رفيديا بنابلس، لكن قوات الاحتلال كانت قد أغلقت حاجز حوارة، وحاجز عورتا البديل، ومنعنا من المرور، ومع أذان المغرب وصلنا لمستشفى رفيديا، لكن كانت ابنتي قد فارقت الحياة في الطريق".  يستذكر تلك اللحظات ويقول: "كانت ابنتي بحاجة لرعاية طبية خاصة، وهو ما نفتقده في مركز الطوارئ في حوارة، خسرت ابنتي، ولا زلنا نعاني من نقص الخدمات الطبية".  

6 سيارات إسعاف تخدم أكثر من 150 ألف شخص!

وفي موضوع ذي صلة، يقول بشار القريوتي، رئيس جمعية الهلال الأحمر في قريوت والقرى والتجمعات المجاورة جنوبي نابلس، إنّ المسعفين يتعرّضون لهجمات متكررة، خلال محاولتهم نقل المصابين من جنوب نابلس للمدينة. ويضرب مثالاً: "في إحدى المرات حاول المستوطنون حرقنا داخل سيارة الإسعاف، وحالوا قتلنا أكثر من مرة، وتعرضنا للإصابة والضرب وتكسير الإسعاف والمنع من الوصول للمشافي". ويردد: "أصبحنا نتجنب الذهاب لمدينة نابلس لأن سيارات الإسعاف تم تكسيرها أكثر من مرة ونحن في طريقنا إليها، ما عرّض طواقمنا والمرضى للخطر".

أما عن عدد سيارات الإسعاف المتواجدة في منطقة جنوب نابلس، فيعددها القريوتي: "هناك سيارة واحدة فقط تابعة للصحة وهي في مركز طوارئ حوارة، ومهمتها محددة بنقل المرضى من المستشفى لمستشفى أو من المركز الطبي للمستشفى فقط، وفي قريوت إسعاف بمنحة رئاسية، يديره متطوعون من الهلال الأحمر في القرية". ويكمل: "في بيتا سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر، وأخرى تابعة لبلدية بيتا تعمل زكاة بيتا على تشغيلها، وفي عقربا إسعاف خاص بالبلدية، وفي قبلان إسعاف تابع لمركز طبي خاص".

 ويعقّب: "الإسعافات الخاصة غير مجبرة على تغطية المواجهات بشكلٍ مجانيّ، ولكن نجدهم متواجدين في ظل الأوضاع الصعبة وقلة عدد سيارات الإسعاف الحكومية بالمنطقة". إضافة لذلك، فإن هذه الإسعافات تفتقد لطواقم مؤهلة بشكل كامل، وفق القريوتي، ما دفعهم لتدريب طواقم إسعافية ومتطوعين، وتنظيم دورات إسعافات متقدمة في عدة قرى حتى يتمكنوا من التدخل لحين وصول سيارات الإسعاف.  

وعن أحداث الهجوم الكبير على حوارة، ويقول: "الإسعاف الذي كان ينقل الإصابات لنابلس لم يكن يستطيع الرجوع لحوارة، كان نقل الإصابات يتم بصعوبة كبيرة". ويستذكر القريوتي حادثة استشهاد الشاب سامح الأقطش في قرية زعترة، وحمله على الأكتاف مسافة طويلة لعدم وجود سيارة إسعاف قريبة، ويقول: "لا يوجد أي إمكانيات صحية وطبية لعلاجه في تلك المنطقة، وبقي سامح ملقى على الأرض دون تقديم العلاج لوقت طويل، إذ أغلقت البلدة بشكل كامل والجيش تواجد على مداخلها".  

ويردف: "نُقِل الشهيد على الأكتاف لمنطقة بعيدة حتى تمكنت سيارة خاصة من الوصول إليهم، وتم نقله للمجمع الطبي في بيتا لكنه كان قد فارق الحياة".  ويلفت القريوتي إلى أن "سيارة إسعاف واحدة كانت تتواجد في المواجهات الدائرة على مدخل بيتا، لكنها طبعاً لا تكفي لتغطي منطقة كاملة مشتعلة في ذلك الوقت". 

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

A post shared by متراس - Metras (@metraswebsite)

نسوة يتبرعن بذهبهن.. ووزارة الصحّة بلا كادر طبي!

أمام هذا الواقع، وقبل نحو 20 عاماً، أخذ أهالي حوارة على عاتقهم بناء مستشفى يخدم منطقة جنوب نابلس. وتحديداً عام 2008، أعلنت بلدية حوارة بالتعاون مع لجنة حوارة الخيريّة، إنهاء عملية البناء والتشطيب كاملةً في مستشفى حوارة التخصصيّ والاستعداد لتشغيله، إلا أنّ الحلم تلاشى. بُني المستشفى، لكن وزارة الصحّة لم تفتتحه ولم تُشغّله كما يجب، بل حُوِّل لكلية تمريض، وخُصِّص جزءٌ منه كمركز طوارئٍ متواضع، وهو الذي "تعتمد" عليه المنطقة حالياً. 

"النسوة في حوارة بعن مصاغهن لإتمام بناء المستشفى، لكن وزارة الصحة مسخت المبنى وحولته لقسم طوارئ دون المستوى"، بهذه الكلمات عبّر الصحافي رومل السويطي من حوارة، والذي كان أحد المتابعين لإنشاء المستشفى حينها، عن امتعاضه من المماطلة في تجهيزه. وبحرقة يضيف: "الحكومة لم توفر شيئاً لمركز الطوارئ حتى الفترة القريبة التي سبقت الأحداث الأخيرة، فحتى الأجهزة التي كانت موجودة فيه مقدمة من أهل البلدة كتبرعات".

ويتكون المبنى المقام على مساحة نحو ألف متر مربع، من خمس طبقات، خُصّص جزءٌ من الطابق الأول فيه فقط لمركز الطوارئ، في حين تستخدم باقي المرافق والطوابق فيه لكلية ابن سينا للتمريض. 

 بدوره، يقول رئيس بلدية حوارة معين ضميدي، إنّ فكرة مستشفى حوارة كانت قائمة تحت إشراف لجنة إعمار حوارة التابعة للجنة زكاة حوارة، وجُمِعت التبرعات من أهالي البلدة والمغتربين، وأن المشروع بدأ قبل انتفاضة الأقصى، ولكن بعد دخول الانتفاضة زاد الإصرار من الأهالي لإتمامه نظراً لحاجتهم الملحة لمستشفى بسبب الإغلاقات والحواجز وفصل البلدة عن نابلس. 

وبعد أن أقيم المستشفى بكلفة 5 مليون دينار أردني، جرى الاتفاق مع وزير الصحّة في حينه فتحي أبو مغلي، عام 2009 لتسليم المبنى لاستعماله ككلية تمريض مقابل تجهيز قسم للولادة الآمنة ومركز طوارئ متكامل يضمُّ عياداتٍ خارجيّة، وقسم أشعة، ومختبرات حديثة، وإسعاف، ومكتب تأمين صحيّ، يعمل فيه 42 من  الكادر الطبيّ على مدار 24 ساعة، وفق الضميدي.

لكن، ما الذي جرى ليتم تحويله لكلية تمريض بدلًا من المستشفى؟ يردّ رئيس البلدية: "حكم القوي على الضعيف، في ذلك الوقت السلطة أخبرتنا بأنه لا يوجد إمكانيات لافتتاح المستشفى، فحصل الأمر كمقايضة، والآن المركز لا يضم سوى أربعة أسرة، وسيارة إسعاف واحدة فقط وهي غير مجهزة بالشكل المطلوب". مع الإشارة أنه كان من المفروض أن يضمّ أكثر من 200 سرير!

ويكشف ضميدي: "معظم الحالات التي كانت تصل في ليلة الهجوم الكبير على البلدة لم تُسعف إذ لم تكن هناك كوادر"، مردفاً: "كان من المفترض أن يضم مركز الطوارئ 42 شخصاً من الكوادر الطبية، لكن حالياً لا يوجد سوى أربعة، وعند حدوث أي طارئ يرسلون طواقم من مستشفى رفيديا من نابلس". 

25 شباط/ فبراير 2023، حوارة، نابلس، فلسطينيون يتصدون لهجوم المستوطنين على أراضيهم وسياراتهم. (نضال اشتية/ وكالة الأناضول).
25 شباط/ فبراير 2023، حوارة، نابلس، فلسطينيون يتصدون لهجوم المستوطنين على أراضيهم وسياراتهم. (نضال اشتية/ وكالة الأناضول).

حاجتهم الطبية.. رهن قرار الوزيرة!

بعد الأحداث الأخيرة أعلنت وزارة الصحة عن تشكيل لجنةٍ وزاريّة لتدعيم مركز الطوارئ، بعد مناشدات أهالي المنطقة بضرورة وجود خدمات طبيّة متكاملة. النائب السابق لرئيس بلدية حوارة، وأمين سر حركة "فتح" بالبلدة، كمال عودة، يقول إنّ اتفاقاً أُبرِم مع وزارة الصحّة عقب هجوم المستوطنين الشرس على البلدة، بهدف تجهيز مركز الطوارئ مع عيادات خارجيّة، ويقول إنّ عطاءً بقيمة 300 ألف شيكل طُرِح لتجهيز المبنى، وعطاء آخر بحوالي 370 ألف شيكل لشراء المعدات اللازمة.  وبحسب عودة فإنّ هناك اتفاقاً مع كلية التمريض "ابن سينا" بإخلاء المبنى خلال عامين، ليكون متاحاً لإعادة تأهيلِهِ لمستشفى يخدم المنطقة. 

وفي سؤالنا للوكيل المساعد لشؤون المستشفيات والطوارئ في وزارة الصحة، معتصم المحيسن، عن سبب التأخر في افتتاح المستشفى، لم تكن الإجابة سوى بعض الكلام الإنشائي المكرر، إذ يقول: "الموضوع قيد البحث على مكتب الوزيرة لتقييم الإمكانيات من كادر بشري وما يمكننا من فتح المستشفى، والجهود على قدم وساق"، مضيفاً: "المبنى غير مهيأ ليكون مستشفى وضمن الإمكانيات المحدودة التي تمر بها الحكومة بالوقت الراهن، لكن هناك لجنة مختصة تتابع الأمر، وحاجة المنطقة للمستشفى هو قرار متروك للجنة الوزارية ووزيرة الصحة". 

 ليس المستشفى الوحيد!

 مشروع مبنى مستشفى حوارة الخيري، ليس الوحيد الذي ينتظره أهالي منطقة جنوب نابلس، ففي قرية مجدل بني فاضل جنوب نابلس، بُني مسشفى "أم حسين"، بتبرع من إحدى السيدات في البلدة، إلا أن وزارة الصحة لم تفتتحه رغم مرور سنوات على بنائه. 

وعن ذلك يحدثنا رئيس مجلس قروي مجدل بني فاضل رامي محمد: "بني المستشفى عام 2015، وهو جاهز منذ عامين، ووزارة الصحة لم تستلمه، وتماطل باستلامه بحجة عدم وجود كوادر طبية". ويوضح: "المبنى مكون من 3 طوابق، الطابق الأول عيادات، والثاني طوارئ، والثالث عمليات وغسيل كلى"، مشيرًا إلى أن البناء جاهز، ومن المفترض أن تستلمه الوزارة وتجهزّه بالمعدات والأجهزة اللازمة. 

ويتوسط المستشفى 3 مدن وقراها، ففي حال تجهيزه سيخدم قرى أريحا وقرى رام الله وجنوب نابلس بشكل كامل، وفق محمد. ويلفت رئيس المجلس إلى أنهم على تواصل دائم مع وزارة الصحة، ويقول: "جاء وفد من الصحة ومهندسين للاطلاع على وضع المبنى وكتبوا تقريراً للوزارة، مع العلم أن هناك كتاب خطي من الرئيس محمود عباس منذ عام ونصف بتشغيل المستشفى، ولكن وزارة الصحة تحاول التنصل من الموضوع بحجة عدم وجود كوادر طبية كافية".  

تُحيل قصة حوارة ومستشفاها إلى القصة الأكبر: انكمشت "الدولة" التي وعدنا بها مشروع أوسلو إلى مناطق "أ"، وتُرك الناس في بقية الضفة الغربية يواجهون مصيرهم لوحدهم، يشتبكون مع من ينازعهم في أرضهم، ويدفعون في ذلك دماءهم وأموالهم، فيما تتوالى وعودات السلطة ولجانها الوزاريّة، دون جديدٍ يقدم على الأرض يحمي الناس ويُعزز بقاءهم.



16 يونيو 2022
في غزّة: عقوبة على رغيف الخبز

قررت حكومة رام الله في مارس/آذار الماضي إعفاء تجّار القمح والدقيق من ضريبة القيمة المضافة (17%) التي تُـفـرض على السلع…