13 يوليو 2025

الهيمنة من الجو: سيرة مختصرة لسلاح الجو الإسرائيلي

الهيمنة من الجو: سيرة مختصرة لسلاح الجو الإسرائيلي

في 21 آب/ أغسطس 2024، وخلال زيارة إلى قاعدة "رامات دافيد" الجوية بالقرب من حيفا المحتلة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "سلاح الجو الإسرائيلي هو قبضتنا الحديدية التي يمكنها ضرب نقاط ضعف أعدائنا". يُلخص نتنياهو بهذه الكلمات مكانة سلاح الجو بين أذرع "إسرائيل" العسكرية، باعتباره عامل الحسم في كل حرب أو عدوان خاضته "إسرائيل" على مدار 77 عاماً.

خلال 44 عاماً نفذ سلاح الجو الإسرائيلي ثلاث عمليات ضد مشاريع نووية في المنطقة، استهدفت أولاها، في 7 حزيران/ يونيو 1981، المفاعل النووي العراقي "تموز"، ودمرته بالكامل تقريباً، بينما استهدفت الثانية، في عام 2007، المفاعل النووي السوري في محافظة دير الزور، قبل أن تأتي العملية الثالثة، في حزيران/ يونيو 2025، مستهدفة المفاعلات النووية الإيرانية، غير أنها هذه المرة كانت بحاجة إلى دعم الطيران الأميركي، ورغم ذلك، فإن نتائج هذه العملية ما زالت غير واضحة، وليس مؤكداً أنها دمرت المنشآت النووية الإيرانية، خلافاً لما حدث في العراق وسوريا.

يتتبع هذا المقال نشأة سلاح الجو الإسرائيلي وتطوره، وكيف بنت "إسرائيل" أسطولها العسكري الجوي منذ قيامها حتى اليوم؟ وكيف استخدمت الحروب على قطاع غزة والمنطقة العربية وصولاً إلى إيران لاختبار قدرات طيرانها؟

السرب الأول 

بعد إعلان تقسيم فلسطين عام 1947، عملت عصابات "الهاغاناه" الصهيونية على تأسيس ما عرف وقتها بـ "خدمة الطيران"، وهي أول نواة لسلاح الجو الإسرائيلي الذي نراه اليوم، حيث سعى ديفيد بن غوريون ومن معه من قيادات العصابات الصهيونية لتشكيل سلاح جو عسكري إسرائيلي استعداداً للمعركة القريبة القادمة. 

وعليه قامت الهاغاناه بشراء طائرات وإنشاء مطارات صغيرة ونقاط هبوط مختلفة، واستقطاب قدرات بشرية يهودية قادرة على قيادة أول أسراب الطائرات الإسرائيلية، ليصبح يهوشع أشيل أول رئيس لسلاح الجو الإسرائيلي، على رأس تسعة طيارين "مدنيين" شكلوا السرب الأول من سلاح الجو. 

مع بداية عام 1948 وقبل النكبة، اشترى بن غوريون 20 طائرة عسكرية من نوع "أوستر"، من أجل تغطية العصابات الصهيونية، واستهداف مراكز قوة الجيوش العربية، وفتح الطريق بإزالة العوائق من أمام الهاغاناه، وقصف المدن والقرى العربية، وأهم من ذلك كله التصدي لطائرات الجيوش العربية. 

اقرؤوا المزيد: عن السرديّات الصهيونية لحرب الـ 48

نجح سلاح الطيران الإسرائيلي في تحقيق هدفه الأول باحتلال فلسطين وهزيمة الجيوش العربية، ثم بعد إعلان قيام "إسرائيل " تم تأسيس سلاح الجو الإسرائيلي عوضاً عن سلاح طيران الهاغاناه، وتعزيزه بطائرات إنجليزية وتشيكية متطورة، لتدشن "إسرائيل" أول عهدها بسلاح ستتفاخر به لأعوام. 

في عام 1953، أسس شمعون بيريز الذي سيصبح لاحقاً رئيساً لوزراء "إسرائيل" شركة "Bedek Aviation" وهي أول شركة إسرائيلية تابعة لوزارة الأمن وتعنى بتصميم وصيانة الطائرات الإسرائيلية، ثم انتقلت إلى مجال الصناعة لتنتج طائرتي "Nesher"، ولاحقاً طورتها إلى "Kfir"، وهما نسختان طبق الأصل من طائرات mirage 5 الفرنسية التي يُعتقد أن "إسرائيل" سرقت تقنية تصنيعها. 

طيران الاحتلال يدمر الطائرات المصرية وهي رابضة بالمطارات صبيحة الخامس من حزيران/ يونيو 1967. (المصدر: غيتي ايماجيز)
طيران الاحتلال يدمر الطائرات المصرية وهي رابضة بالمطارات صبيحة الخامس من حزيران/ يونيو 1967. (المصدر: غيتي ايماجيز)

استشعرت "إسرائيل" خطورة امتلاك الدول العربية المحيطة بها سلاحاً جوياً متفوقاً قادراً على حسم المعركة معها، وتيقنت لأهمية استباقها، ليس فقط بامتلاك سلاح جوي أكثر تطوراً وإنما بالقضاء على السلاح الجوي للدول العربية، وإعادتها لنقطة الصفر مجدداً.. لذلك وجهت ضربة قاضية في حرب عام 1967، عندما ظلت الطائرات الإسرائيلية تنفذ غارات على مصر لثلاث ساعات متواصلة، حتى أبادت سلاح الطيران المصري. ومع دخول سوريا والأردن إلى المعركة خسرا معظم طائراتهما، لتفقد الدول العربية نحو 416 طائرة مقابل 26 لـ "إسرائيل"، ويخسر العرب الحرب في ستة أيام.

من الاستيراد إلى محاولات التصنيع 

أبرزت حرب الأيام الستة، "إسرائيل" دولة قوية في المنطقة، لكن سرعان ما تلقت ضربة قوية في حرب 1973، حين فقدت 300 طائرة حربية و25 مروحية، أسقطتها الدفاعات الجوية التي استوردتها مصر وسوريا من الاتحاد السوفييتي، ما عزَّز قناعتها بضرورة تطوير سلاح الجو وامتلاك أقوى المقاتلات في العالم، لتتميز نوعياً عن الجيوش العربية، وقد كان لها ذلك عندما استقدمت طائرات F-15 المعروفة باسم "النسر الأميركي"، وهي الأكثر تطوراً في ذلك الوقت.

دخلت طائرات F-15 الخدمة مع نهاية السبعينيات وتبعتها طائرات F-16، اللتان استخدمتهما "إسرائيل" في حربها على لبنان عام 1982، وهي الحرب التي لم تخسر فيها "إسرائيل" أي طائرة، بل على العكس شكلت هذه المقاتلات تفوقاً استراتيجياً.

بعدها استفاقت "إسرائيل" على ضرورة قيامها بتصنيع طائراتها بنفسها بدلاً من استيرادها من الولايات المتحدة، فبدأت مشروع IAI" Lavi" لتصميم طائرة مقاتلة تشبه الطائرات الأميركية، بدعم من الولايات المتحدة نفسها، لكن المشروع توقف لتكلفته العالية، إلا أنه أكسب المهندسين الإسرائيليين خبرة في تكنولوجيا الطيران تفيدهم مستقبلاً.

طائرة "F-16I Sufa".
طائرة "F-16I Sufa".

وفي تسعينيات القرن الماضي، قطعت "إسرائيل" خطوة جديدة في تطوير سلاحها الجوي، مستفيدة من مهندسيها الذين عملوا في مشروع  "IAI Lavi"، فزوَّدت طائراتها بتكنولوجيا حديثة وصواريخ متطورة وأنظمة تشويش إلكتروني من شركة "رافائيل" للصناعات العسكرية، كما استقدمت نسخاً من طائرات F-16 وF-15  تتناسب مع متطلباتها المحلية.

وامتداداً لتطوير "إسرائيل" المستمر على سلاحها الجوي، بدأت منذ عام 2000 الاعتماد على طيرانها في الانتفاضة الثانية، ونقلته إلى مستوى جديد من الخوض في معارك تقليدية إلى تنفيذ عمليات الاغتيال والتصفية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك بالاعتماد على طائرات "F-16I Sufa" المعدلة محلياً، والمجهزة برادارات قوية وصواريخ دقيقة، ما يجعلها قادرة على توفير الدعم للقوات الأرضية والتدخل عند الحاجة، الأمر الذي شكل نقلة نوعية في استراتيجيتها العسكرية. 

اقرؤوا المزيد: تفخيخٌ وتسميم.. هل الاغتيال أداة فعّالة لـ "إسرائيل"؟

وكان من أبرز عمليات الاغتيال في هذه الفترة، اغتيال أبو علي مصطفى، الأمين العام للجبهة الشعبية، بتاريخ 27 آب/ أغسطس 2001 في مدينة البيرة، والشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، بتاريخ 22 آذار/ مارس 2004 في مدينة غزة، وعبد العزيز الرنتيسي، الذي خلف ياسين في رئاسة حركة حماس، واغتيل بتاريخ 17 نيسان/ أبريل 2004 في غزة.

من طائرات الهاغاناه إلى المقاتلات الأميركية 

لم تترك "إسرائيل" لحظة زمنية دون أن تستغلها في المراكمة ببناء سلاحها الجوي، وتحويل ما تخوضه من معارك إلى مختبر لتقيس قدراتها الجوية. ونجحت في بناء التفوق الذي حلمت به في المنطقة، فحسب موقع "غلوبال فاير باور" تضم الترسانة الجوية الإسرائيلية حوالي 611 طائرة، 489 منها في حالة الجهوزية الكاملة، تتوزع بين طائرات مقاتلة، ومروحيات عادية، ومروحيات قتالية، وطائرات مهام خاصة، وطائرات تدريب، وطائرات تزود بالوقود، وطائرات نقل، وأخرى غيرها، في مخزون هو الأكبر في الشرق الأوسط. 

ولهوسها المستمر في تطوير سلاحها الجوي، أصبحت  الطائرات المقاتلة تمثل 45% من مجموع الطائرات الإسرائيلية، منها طائرات F-15A وF-15I وF-15c التي تعد من أحدث وأقوى طرازات الـ F-15، لعقود طويلة، وقد شكلت هذه الطائرات العمود الفقري لسلاح الجو الإسرائيلي، فبإمكانها اختراق الدفاعات المعادية والتغلب على الطائرات المنافسة، كما تم تزويدها بأنظمة إلكترونية متطورة وأسلحة متقدمة تمكنها من رصد الطائرات المعادية، والاشتباك معها، سواء في الأجواء الصديقة مثل ملاحقة المسيرات أو الطائرات العدوة، أو في المجال الجوي الخاضع لسيطرة الآخر.

طائرة "F-15EX"  من القوات الجوية الأمريكية. (المصدر: القوات الجوية الأمريكية)
طائرة "F-15EX" من القوات الجوية الأمريكية. (المصدر: القوات الجوية الأمريكية)

واستعداداً للمستقبل الذي تحلم فيه "إسرائيل" ببناء إمبراطوريتها الممتدة، سعت لامتلاك 100 طائرة تقريبًا من طراز F-16I، و73 قطعة من طراز F-16C، وهي طائراتٌ يمكنها التحليق لارتفاع يصل إلى 15 كيلومتراً، وقطع مسافة تصل إلى 3900 كيلومتر دون توقف، كما تتجاوز سرعتها حاجز الصوت، إذ تصل إلى 2420 كيلومتراً في الساعة. 

اقرؤوا المزيد: مستوطن البيت الأبيض.. هكذا يوسع ترمب "إسرائيل"

وتمتلك "إسرائيل" أيضاً 40 طائرة مقاتلة من طراز F-35I، التي دخلت الخدمة في عام 2010، وتُعد الطائرة المقاتلة الشبحية الوحيدة طويلة المدى المصممة لعمليات حاملات الطائرات البحرية، فهي تحتوي على أجهزة استشعار مدمجة، وسعة وقود تصل إلى 20 ألف رطل من الوقود الداخلي، عدا عن الأسلحة الداخلية التي تمنحها قدرات تخفٍ استثنائية.

طمع "إسرائيل" في امتلاك مزيد من الطائرات المقاتلة بأسطولها الجوي لا يعرف حداً، فلا تهدأ في السعي لتملك كل جديد في عالم الطيران، ففي تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 الماضي وقّعت اتفاقية شراكة مع شركة "بوينغ" الأميركية لشراء 25 طائرة مقاتلة من طراز F-15 بحلول 2031 وبقيمة تصل إلى 5.2 مليارات دولار، لتعزيز القوة الجوية الإسرائيلية ومداها الاستراتيجي كما يقول إيال زامير رئيس هيئة الأركان الحالي، ومدير عام وزارة الأمن وقتها. 

المسيرات تتساقط كالذباب 

منذ عقود، حوّلت "إسرائيل" الطائرات المسيرة إلى ركيزة أساسية في استراتيجيتها العسكرية، متجاوزة دورها التقليدي في جمع المعلومات إلى تنفيذ هجمات دقيقة وتأمين ردع بعيد المدى. وساهمت الشركات الإسرائيلية التابعة لوزارة الأمن مثل IAI وElbit في ثورة المسيرات في "إسرائيل" حتى أصبحت من أبرز مصدري هذه التكنولوجيا عالمياً.

اقرؤوا المزيد: المُسيّرات.. لِمَن سماء البلاد؟

طائراتٌ مثل "هيرمس 450" و"هيرمس 900" تقدم قدرات استثنائية، بمدى طيران يصل إلى 36 ساعة وارتفاع 33 ألف قدم، مزودة بحساسات متطورة ورادارات SAR، رغم ذلك فقد أُسقط كلا الطرازين عشرات المرات في سماء اليمن، بينما تتيح طائرة "هيرون تي بي" (إيتان) حمولة تصل إلى 2700 كغم وتحلق لمدة 70 ساعة، مما يجعلها منصة استراتيجية للعمليات البعيدة.

المسيّرة "هرميس 450" يبلغ طولها نحو ستة أمتار ويصل وزنها إلى 450 كيلوغراماً. (المصدر: الوكالة الفرنسية)
المسيّرة "هرميس 450" يبلغ طولها نحو ستة أمتار ويصل وزنها إلى 450 كيلوغراماً. (المصدر: الوكالة الفرنسية)

ومن أبرز الطائرات المسيرة الإسرائيلية، الطائرة "هاروب"، التي تتميز بقدرتها على التحليق لساعات طويلة والانقضاض بدقة مثل "ذخيرة انتحارية"، محققة نجاحات تجلت أثناء تبادل الهجمات بين الهند وباكستان قبل أشهر، حيث تمكنت الهند من استخدامها لضرب عدة أهداف باكستانية. وهذه الطائرات مزودة بأنظمة متقدمة للاستطلاع (EO/IR وSIGINT) وتدمير الأهداف بدقة، مثل صواريخ "سبايك".

ومقابل اعتماد "إسرائيل" المتصاعد على المسيرات خلال معركة "طوفان الأقصى"، سعت حركات المقاومة بشكل حثيث أيضاً لتطوير قدراتها في التصدي للمسيرات الإسرائيلية وإسقاطها. فقد أعلن "حزب الله" تمكنه من إسقاط 9 طائرات من أنواع Hermes450 و hermes900 وطائرة "سكاي لارك" التجسسية المتطورة، بينما أعلنت مختلف فصائل المقاومة في غزة عن نجاحها في إسقاط عشرات المسيرات التابعة للعدو، كما أعلنت القوات المسلحة اليمنية تمكنها من إسقاط 17 طائرة أمريكية من طراز MQ9.

هل غيَّرت إيران المعادلة؟

فجر يوم 13 حزيران/ يونيو 2025، طارت 200  طائرة مقاتلة إسرائيلية مسافة 2000 كم تقريباً وصولا إلى إيران لتنفذ هجوماً واسع النطاق استهدف المنشآت النووية والعسكرية، وتخلله اغتيال علماء وقادة عسكريين، بينما فشلت أسلحة الدفاع الجوي الإيراني في التصدي للمقاتلات المهاجمة وسيطر سلاح الجو الإسرائيلي على السماء الإيرانية لساعات طويلة، قبل أن تستعيد إيران شيئاً من السيطرة لاحقاً.

وارتكزت العملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران على سلاح الجو، العمود الفقري لهذا النوع من العمليات، وبسبب المسافة الطويلة التي كان على الطائرات عبورها، فقد كانت بحاجة إلى التزود بالوقود في السماء، وهو ما تكفلت به الطائرات الأميركية في الشرق الأوسط، وفقاً لصحيفة "يسرائيل هيوم"، التي أكدت ضرورة الدور الأميركي "لتخفيف العبء عن منظومة التزود بالوقود الإسرائيلية، التي توصف بأنها محدودة القدرة وقديمة نسبيًا".

واستبقت "إسرائيل" عدوانها على إيران بتهريب أجزاء من طائرات مُسيَّرة إسرائيلية محملة بالمتفجرات، ليقوم عملاء على الأرض بجمعها وتوزيعها على الفرق التي شاركت في الضربة الأولى المباغتة.

اقرؤوا المزيد: هل "اسرائيل" هي من طلبت إيقاف الحرب مع إيران؟

وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" فقد قام الموساد بتهريب الطائرات المُسيَّرة عبر قنوات تجارية، بينما خضع قادة فرق العملاء في دولة ثالثة، وكان دورهم إطلاق هذه الطائرات قرب أنظمة الدفاع الجوي الإيراني، ومواقع إطلاق الصواريخ، لتعطيل أنظمة الدفاع الإيرانية، إضافة إلى مهاجمة منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية. 

في المقابل، أعلنت هيئة أنظمة الدفاع الجوي الإيراني إسقاط 130 طائرة مُسيَّرة إسرائيلية على مدار الـ12 يومًا من تبادل النار بين الطرفين. كما نشرت وكالة تسنيم الإيرانية أن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت طائرتين مقاتلتين إسرائيليتين وأسرت قائدة إحداهما، إلا أن الجيش الإسرائيلي نفى هذا الادعاء.

وبالنظر إلى هذا العدد والتنوع من الطائرات المُسيَّرة الإسرائيلية التي أسقطتها إيران، وقبل ذلك فصائل المقاومة في غزة ولبنان، يبرز سؤالٌ رئيسيٌ حول ما إن كان سلاح الجو الإسرائيلي سيظل قادرًا على حسم المعارك والحروب على النحو السابق أم إن تحديات جديدة ظهرت أمامه مع إسقاط الطائرات الإسرائيلية وإطلاق أسراب من الطائرات المُسيَّرة في المقابل؟