حسن بيك، المسجد الذي "ذُهل" سفير الإمارات لدى الاحتلال من رؤيته وسط تل أبيب، عمره أقدم من عمر الإمارات و"إسرائيل"، وهو أحد أكثر المساجد التاريخية المعروفة في فلسطين ويافا، بناه عام 1916 حسن بك الجابي الدمشقي حاكم يافا العسكري في حيّ المنشيّة شمال المدينة، على شاطئ المتوسط.
- بني المسجد وفق الطراز العثمانيّ على مساحة أكثر من ألفي مترٍ مربع، وكان على تماس مع ما يعرف اليوم بـ"تل أبيب" التي كانت حينها حيّاً استيطانياً صغيراً يسكنه المهاجرون اليهود، وخلال معارك النكبة تحصّن المقاتلون العرب بالمسجد واستخدموا مئذنته المرتفعة لقنص أفراد العصابات الصهيونيّة.
- هدم الاحتلال حيّ المنشيّة بأكمله عام 1948 وهجّر سكانه، ولم يبق من الحيّ سوى آثار بضعة بيوت متهدمة وهذا المسجد الذي أغلق وأهمل وتعرض لعدة محاولات هدم بحجة "تطوير المدينة"، أدت لانهيار سقفه في الخمسينيّات، كما استخدم اصطبلاً للخيول ووكراً للعصابات ومتعاطي المخدرات.
- عام 1973 ظهر مشروعٌ لتحويل المسجد إلى مركز تسوّق إسرائيليّ بعقد أجارٍ مقابل شيكل واحد فقط وطيلة 99 عاماً، على أن يُحوّل المسجد لمركز تسوّقٍ إسرائيليّ. بعد بضع سنوات ظهرت الصفقة للعلن، وأثارت احتجاجات فلسطينية كبيرة واحتشد المئات في أوّل صلاة جمعةٍ بعد عقودٍ من الإغلاق وألغي المشروع.
- عام 1981 هُدمت مئذنة المسجد، وكان الادعاء بأن الهدم تسبب به الهواء، بينما وصف الانهيار رسميًا في التحقيقات بأنه "حادث من قبل متطرفين يهود"، وبعد هذه الحادثة أسس أهالي يافا "لجنة الهيئة الاسلامية" للإشراف والاعتناء بالمقدسات الإسلامية وتتلقى دعمها من متبرعين مختلفين.
- بين الأعوام 1981-2010 جرى ترميم المسجد تدريجيّاً لنراه بصورته الحالية، ويشمل مبناه باحة كبيرة ومكتبة ومرافق أخرى، وتقام فيه الصلوات بانتظام من حينها، رغم أنّ الاحتلال يمنع رفع الأذان بصوتٍ عالٍ منه، كي لا يتم "إزعاج" روّاد الفنادق الضخمة الفاخرة ومراكز اللهو المُحيطة.
- لا تتوقف اعتداءات المستوطنين على المسجد، فتعرّض لأكثر من عملية ومحاولة إحراق، وتكسير النوافذ والممتلكات، والتدنيس برأس الخنزير والاقتحامات، ما استدعى أهالي يافا للتناوب على حمايته.