31 أكتوبر 2018

أُحاصِرُ شَبَحاً يُحاصِرُني

حكاياتٌ عن المطاردة والاختفاء

حكاياتٌ عن المطاردة والاختفاء

شعر يحيى عيّاش وأشرف الواوي بالجوع، وهما في إحدى مغاراتِ جبال الضفّة الغربيّة. من الطبيعي أن يحدث ذلك بعد يومين من عدم تناول الطعام. اقترح عيّاش أن يذهبا إلى إحدى البيوت في القرية المجاورة لطلب الطعام. ذهبا، وفي طريق العودة لمح عيّاش من بعيد ومضةَ ضوءٍ خرجت من المغارة التي كانا متواجدين فيها. أخبر الواوي بذلك، وقال له: سنذهب إلى مكانٍ آخر. غضب الواوي من هذا الهوس الأمني الزائد، والتوهّم المستمر بملاحقة الجيش لهما، إذ لم يرَ ما رآه صاحبه، وأنّ الأخير "خيّل إليه". في اليوم التالي، استيقظ الصديقان على قلقِ التنظيم من تصفيتهما في تلك المغارة، التي كانت تضجّ بالقوات الإسرائيليّة.

حواسٌّ في متناول الأيدي

تحكي قصّة عيّاش والواوي عن الحواسّ، والترصّد العالي من الأوّل؛ في أنّ ومضة الضوء أثارت حاسّته البصريّة لتصير حدساً يترّقب الموت والعيش في آن. على الأقلّ هذا ما يُجمع عليه "الصيّادون" في غابات الجليل؛ أن تُنصت لحدسك في حضرة الطبيعة، فتعرف الحيوان الذي يمرّ من صوت قدميه مثلاً. من ذلك أيضاً، قصّة أحمد قطامش حينما طرق باب أحد البيوت السكنيّة التي من المفترض أن يتواجد فيها، ظلّ ينتظر للحظات، فلم يظهر أنّ في البيت أحداً، قبل أن يتسلّل صوت اللاسلكي إلى أُذني قطامش، من طرفي الشارع، ليخبره باحتماليّة وجود جهاز المخابرات1أُجريت مُقابلة مع أحمد قطامش، اعتمد هذا النصّ على بعض الحكايات التي رُويت خلالها. وكان قطامش قد خاض تجربة اختفاء استمرّت ما يقارب الـ17 عاماً، في الفترة بين 1976 و1992..

تُمرّن تجربةُ الاختفاءِ والمطاردة الحواسَّ، وتصيّرها في شكلٍ يُلائم ظروفها؛ إنّها تتطوّر بشكلٍ يُعمل الإنذار الحسّي فيها، بالتزامن مع وقوع صُدف من هذا النوع؛ صدفُ ميدانِ المطاردةِ الخطر. يخبرنا وسام رفيدي بأنّ العمل السريّ، هو منعُ حدوثِ الصدف، تلك التي لا تكون متهيّئاً لها، وتفاجئُك في الميدان2أُجريت مُقابلة مع  وسام رفيدي، اعتمد هذا النصّ على بعض الحكايات التي رُويت خلالها. وكان رفيدي قد خاض تجربة اختفاء استمرّت 9 سنوات، في الفترة بين 1982 و1991..

إنّ حدسَ المطاردِ يُحيلنا إلى العلامات التي تُصدرها حشراتٌ كـ القملة أو البرغوث، وهي حشراتٌ بالغة النشاط والفاعليّة؛ تكون في حالةِ ترصّد مستمرّة، حتّى خلال الأكل. تميل القملة مثلاً، إلى الضوء الذي يجذبها على طرف غصن الشجرة، وتنتظر عليه طويلاً دون طعام، تترصّد حيواناً تشمّه يمرّ أسفل الغصن فتُسقِط نفسها عليه. تستقر في المنطقة التي تقلّ فيها كثافة الشعر، لتتغذّى. والقملة هنا، تمرّ بـثلاث مُثيرات: الضوء، والرائحة، واللمس.

يتقاطع، هذا الأمر، مع أدبيات حرب العصابات. يقول ماوتسي تونغ: "عندما يتقدّم العدو فإنّنا نتراجع، وعندما يخيّم نُناوِش، وعندما يتعب نُهاجم، وعندما يتراجع نطارده". إنّ ما يقوله باسل الأعرج، في مقالته "عش نيصاً وقاتل كالبرغوث"، حول تكنيك البرغوث في القتال، مُستمّد من هذه الرؤية، فالبرغوث يقفزُ، كما الحصان في الشطرنج، على فريسته. تلك مزيّة المُطارد على ما يبدو. إذ استخدم المطاردون تقنية القفز على المعرفة الاستخباراتية لـ"الشاباك" لتضليله، وساعدت الحاضنة الشعبيّة وما تخلقه من أساطير حول المُطارد والمتخفّي في ذلك، فكان يُكتب على الجدران احتفاءٌ بخروج المُطارد من أرض الوطن، أو حديث الناس عن رؤيتهم للمطارد خارج البلاد، كما حدث مع أحمد قطامش ووسام رفيدي أثناء فترة اختفائهم.

فاعليّة وحركة هذا النوع من الحشرات هي نفسها فاعليّة وحركة المُطارَد، في أن يسبق العدوّ بخطوة. يقترح عبد الحكيم حنيني تسمية المقاتل "مُطارِداً" لا "مُطارَداً"، لأنّه استطاع أن يصبح فاعلاً. ففي سعيه لعمليّة أخرى، كان المقاتلُ يُطارد العدو، لا العكس. وفي قصيدة محمود درويش "لا شيء يعجبني"، يأتي على ذكر قلقِ جُنديّ العدوّ من هذه الحركة غير المرئيّة: "ويقول جنديّ: أنا أيضاً. أنا لا شيءَ يُعجبُني. أُحاصِرُ دائماً شَبَحاً يُحاصِرُني".

ضدّ المُطارد

كانت تستخدم "إسرائيل" نفس المنطق لكشفِ مكان المُطارد، في انتظاره ارتكاب خطأ ما، من شأنه أن يُفصِح عن مكانه. أو تمشيط منطقة لا يتواجد فيها المُطارد، ليقوم بارتكاب خطأ ما، كأن يخرج من "وكره"، أو يتصّل بأهله لطمأنتهم.

خلال فترة مطاردته، قام أحمد جرّار مثلاً3طُورد أحمد جرّار ما يُقارب الشهر، واستشهد بتاريخ 6 فبراير/ شباط 2018.، بعمليّات تكيّفت مع السياق الحالي، من رقابة شديدة وتعاون أجهزة السلطة، وتوسّع الوسط المعادي مع ضعف الحاضنة الشعبيّة -وسطٌ يضمّ كلّ من لا يُمكن التعويل عليه في احتضانِ المُطارد بأيّ وسيلة كانت-. الحركة التي قام بها جرّار كتكنيك أخذت طابعاً تمويهياً، كأن يُطلقَ النار في منطقة جغرافية، ويختبئ في أخرى. نلاحظ ذلك، أيضاً، في حركة الجيش الإسرائيلي المكثّفة في أكثر من منطقة، وفي فترات متعدّدة ومُتقاربة، تُشير إلى أنّهم استدلّوا على خيطٍ ما، فيما جزءٌ منها كان لجعل المُطارد يقوم بارتكاب خطأ ما يكشفُ مكانه. إنّه أسلوبُ الحروب الخفيّة، أو ما يُصطلح عليه بـ"حرب الزجاج الداكن"4أُجريت مُقابلة مع الأسير المحرّر بشّار الكرمي، اعتمد هذا النصّ بنسبة كبيرة على الحكايات التي رُويت خلالها..

ما حصل مع يحيى عيّاش مرّتين، يوحي بالحرب الخفيّة التي تستخدمها "إسرائيل"؛ كانت المرّة الأولى ساعةَ اعتقال الاحتلال لوالديّ العيّاش، ليجبروا زوجته على الذهاب إليه في غزّة، وكانوا قد تغاضوا عنها، حينما مرّت من حاجز "إيرز" متخفيّةً للقائه. فيما كانت المرّة الثانية، عندما فخّخ الاحتلال الهاتف الذي يتّصل منه العيّاش، وكان شديد الحرص في التعامل معه، إذ فكّكه مرّة وأوصى والده ألّا يتّصل به عليه. لكنّ الإسرائيليين قطعوا خطّ الهاتف الأرضي عن المنزل الذي كان يتواجد فيه (الهاتف الذي كان يتّصل عليه والده)، ممّا دفع والده ليتصل بالهاتف المحمول، ليخبره بقدوم مولوده الجديد، فانفجر الهاتف.

درسُ عجوزِ البيرة أو تفادي الأخطاء "البسيطة"

حينما دُقّ الباب على وسام رفيدي، في إحدى العمارات السكنيّة غرب مدينة رام الله؛ نظر من "عين" الباب ورأى عجوزاً، ففتح الباب. لم تتأمّله، ولم تستغرق وقتاً لتقول: "عزا، مش إنت ابن زهوه يا خالتي؟". هذا الخطأ البسيط، كلّف رفيدي أن يغيّر المنزل بعد عامين من الاختفاء فيه، وأدّى به أيضاً إلى أن يضيف على قواعد الاختفاء المُرسلة من التنظيم: "لا تَزُر أحداً، ولا تستقبل أحداً". تفصيلةٌ أكثر دقة وطرافة، يحكيها لنفسه في عزلته: "ولا تفتح شرّاعة الباب لعجوز من البيرة".   

"وراء كلّ مُزحة شيء جدّي"، مقولةٌ تتقاطع مع طُرفة رفيدي، والشيء الجدّي في مزحته هو أن لا مجال للخطأ أثناء الاختفاء أو المطاردة، ويتّضح ذلك في القواعد الصارمة التي يفرضها المُطارد/ المتخفّي على نفسه، كعدم استخدام الهاتف أو الحذر منه. إذ كان ثابت عيادة5من مواليد مدينة طولكرم، عمل مهندساً في كتائب "الشهيد عز الدين القسّام"، واستلم قيادتها في شمال الضفّة، وكان مسؤولاً عن العديد من العمليّات. مثلاً، أثناء فترة مطاردته، يُتلف كل شريحة يقوم باستخدامها، ويُغلق الجوّال عند عدم استخدامه، فيما لم يستخدم قطامش، من جهته، أيّ هاتف أثناء فترة اختفائه.

في سياق قصص استخدام الهاتف، اغتيل محمد الهمشري عام 1972، بواسطة عبوّة زُرعت أسفل هاتفه البيتي. حينما رنّ الهاتف والتقط السماعّة، انفجرت القنبلة فيه. وهو ما يذكّرنا بعام 1996، عندما فُخّخ هاتف العيّاش النقّال، ودوّت القنبلة في أذنه، التي اعتادت أن تسمع خطوات الجنود القادمين لاغتياله، بعد مطاردة استمرت 3 سنوات تقريباً.

يبدو أنّ تاريخ المطاردة هو نفسه تاريخ الاغتيال، وحالات التصفية، في معظمها، استخدمت فيها الأدوات ذاتها، لكنّ الذي اختلف هو التكنيك/ الأسلوب المستخدم. هنالك حالات تسميم، مثلما سُمّم وديع حدّاد من خلال شوكلاتة، ومحاولة اغتيال خالد مشعل بحقنه بمادّة سامّة. وهنالك حالات وضع عبوة في جهاز، كما أشرنا أعلاه، أو وضع عبوة مفخّخة في سيارة، كما حصل مع فوّاز بدران عندما ركب سيارته باتجاه أمّه للغذاء، فانفجرت به. بالإضافة إلى حالات الاشتباك المسلّح، وله أمثلة عديدة: حمزة أبو الهيجا، وباسل الأعرج على سبيل المثال لا الحصر.

ساهمت العديد من المتغيّرات، وكثافتها بعد الانتفاضة الثانيّة: تعميم التكنولوجيا المتفوّقة، وتعاون أجهزة السلطة الفلسطينيّة، وغياب التنظيم، وضعف الحاضنة الشعبيّة، في إيجاد ظروف مغايرة، اختلف معها شكل المطاردة، التي باتت تستخدم أساليب مختلفة. جميع هذه العوامل وقفت، مشتركةً، أمام فكرة المطاردة، كردّة فعل أنتجت خطاباً عدميّاً لاستحالة إمكانيّتها. نرى ذلك واضحاً في المقولة المنتشرة في الإعلام الفلسطيني: "لا حياة لمطارد".

عام 2010 مثلاً، طورد نشأت الكرمي ومأمون النتشة، بعد تنفيذهم عمليّة أطلق عليها اسم "سيل النار"، وأدّت إلى مقتل أربعة مستوطنين. استمرّت المطاردة 39 يوماً تقريباً، حتّى تم اغتيالهما. لكن الشاهد في الموضوع، أنّ الكاميرات كانت السبب الرئيسي في إعطاء المعلومة الأولى عن سير السيارة، ولسهولة رصدها كون عدد السيّارات الخارجة من "العالم السفلي" قليلة ومضبوطة؛ الأمر الذي أدّى إلى تحديد المنطقة الجغرافيّة.

التخفّف من الحواس

عام 2006، اعتُقل أحدُ مساعدي ثابت عيادة، والذي كان يعرف مكان اختبائه. كان هنالك اتفاقٌ مفاده أنّه عند اعتقال أحد الذين يملكون معلومة حول مبيت المطارد، وجب عليه الصمود في التحقيق ليومين على الأقلّ؛ يومان كافيان بأن يغيّر المطارد مكانه. بعد الاعتقال، جاء شابّان إلى عيادة، وأركبوه في سيّارة، وانطلقوا به بهدف نقله من مكانه. تعطّلت السيارة قبل أن تقطع مسافة طويلة. وفي الوقت الذي حسمت فيه قرارها بأن تتعطّل، كان عيادة قد حسم قراره بالعودة إلى مكانه الأوّل.

فجر الـ17 من يناير/ كانون الثاني 2006، دخلت قوة من الجيش الإسرائيلي مدينة طولكرم، إلى مكان عيادة، الذي يقع بجانب منزل والديه. استدلّت القوة على المنزل بإرشاد من أحد السكّان، وكانت وقت دخولها غير متأهبّة، ظانّة أن عيادة قد غيّر مكانه. رنّ جرس المنزل، فتح الباب شخصٌ يحمل رشاشين وفتح النار على القوّة، وقاتل حتّى سقط أرضاً، بعد مطاردة دامت أربع سنوات. استشهد ثابت عيادة متأهّباً، فالمطاردون اعتادوا الاستيقاظ ليلاً.

يعيشُ المطارد في حالة ترصّد دائمة، وحين تنخفض درجة ترصّده يتمّ الإمساك به، أمرٌ يقع غالباً بسبب وصوله إلى حالةٍ من اليأس عند شعوره بالروتين ورتابة الحياة اليوميّة. تخبرنا القصص، أنّ عدداً من المطاردين كُشِفَ مكان سكنهم بسبب أخطاء لها علاقة بانخفاض الترصّد والتأهّب. فمرةً ذهب أحد الأشخاص لشراء حفّاظات أطفال من إحدى المحالّ، وكان يأوي في بيته عادل عوض الله وعائلته. رآه شخص يعرف أن الأوّل ليس له أطفال، وخمّن أنّه يأوي مطارداً، ومن المُمكن أن يكون عادل عوض الله. اعتقل صديقنا لاحقاً بسبب مُشاركته في "رمي" للحجارة ربّما، وفي قسم "العصافير"، أحبّ أن يشاركهم تخمينه حول "ما وراء الحفّاظات". حينما اقتحم الجيش المنزل الذي كان عوض الله مختبئاً فيه، كان قد خرج منه قبل ساعات صدفةً.

هناك العديد من القصص التي تسرد نفس طابع القصص هذا، وما تحمله من استهتار بالمعلومات. مثلاً، ذهب رجل لشراء علبة سجائر من إحدى المحال التجاريّة، وكان معروفاً في بلدته أنه شخص غير مدخّن، واشترى آخر "صدر كنافة" وهو معروف أنه يقطن منزله وحده. وصلت هذه المعلومات جميعها للاستخبارات الإسرائيلية، عن شخصين مختلفين ولا تجمعهما أيّة صلّة، وفي فترات زمنية مختلفة، إلا أن كلاهما كان يؤوي مطارداً، وقد كشف أمرهما بسبب هذا الخطأ البسيط؛ انخفاض الترصّد والحسّ الأمني. الأوّل يؤوي مطارداً مدخنّاً، والثاني يريد الاحتفال بنجاح عمليّة فدائية قام بها مطاردون يتواجدون في بيته.

لا تهمّ هنا صحّة القصة من عدمها، فثمّة قصة أخرى تنبّه إلى التشديد على أهميّة المعلومة وحساسيّتها، وإن كانت في الظاهر عاديّة: خلال عمليّة بحث الاستخبارات الإسرائيلية عن أيّة معلومات (مهمة وغير مهمة) عن مطارد، علموا أن المطارد يعاني من رُهاب القطط، وحين عرفوا مكان الشقة المتواجد فيها، أدخلوا عليه قططاً، ونتيجة لذلك سلّم نفسه، واغتالوه بعد التحقيق معه في نفس المكان.

في مقام الخاتمة

يتحدّث أحمد قطامش عن العلاقة مع الحواس، خلال تجربة الاختفاء، فحاسّة السمع تأخذ مكانة ما، تجعل بإمكانها تمييز الصوت دون رؤية الشيء. وحاسة البصر التي انقطعت عن رؤية الناس، تدعوك للنظر من النافذة، لرؤية إن كان الناس يمارسون الرياضة في الخارج أم لا، واللسان بعد 12 يوماً من انقطاع الحديث، يتحوّل إلى صوت فحيح الأفعى. عند المقارنة بين "التخفّي" و"المطاردة" وعلاقتها بالحواس والعالم الخارجي، تتميّز الأولى، بتعبير قطامش: "أن تصبح أثراً بعد عين"، والتي تعني انقطاع المختفّي عن العلاقات العائلية والاجتماعيّة ورؤية الناس، وغرقه في حياة ضيّقة مُرتبطة بالمهام، ومعفية من الحياة نفسها، فالمتخفّي لا يظهر، بعكس المطارد. يصبح الزمن الذي يعيشه مفتوحاً، دون ضفاف تحدّده، ومراقباً للمجتمع دون أي تفاعل بينهما؛ كأنّهما لا ينتميان إلى نفس المكان، ليعتاش المطارد على عدم الاستقرار.



3 مايو 2021
الحنينُ إلى جبلِ سَرْطبة

 وأنتَ في طريقك من السُّفوح الشرقيّة لفلسطين نحو الأردن يُطالعك جبلٌ  ذو قمةٍ مخروطية،  جبلٌ شاهق ينتصفُ الطريق بين بيسان…